جامعة ابن زهر تحتفي بالشاعرة العربية وفاء عبد الرزاق

في خضم اللقاء التاريخي المتميز مع الشاعرة العراقية وفاء عبد الرزاق، بدءا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، مرورا بمدرسة التسيير والتدبير بنفس المدينة، غير ناسين الكلية الفتية المتعددة التخصصات بمدينة تارودانت، وصولا إلى مدينة تزنيت التي تعتبر بوابة للصحراء المغربية، كان العرس شعريا بامتياز، وكان التحام الأصوات: أقصد صوت الشاعرة الذي لا يتقاطع البتة مع صوت النقد المصاحب لأعمال الناقدة، والتناوب على التقديم بين الناقدين اللذين يسهران على نشر ثقافة الآخر كائنا من كان، بين عشاق الكلمة الجميلة في تخوم جنوب المغرب،» الدكتورين عبد السلام فزازي، وعبد النبي ذاكر..» والعرس لم يكن عاديا لان الضيفة لم تكن عادية، ناهيك عن المتلقي نفسه الذي يهوى التوغل في ماغما الشعر..
رئيس الجامعة الدكتور عمر حلي رحب في نفس الإطار ، من خلال كلمة بالمناسبة، بهذه المبادرة .
أن يحضر في كلية الآداب بأكادير وحدها أكثر من 300 طالب وأستاذ، ليس من السهل أن نمر عليه مر الكرام حيث كانت الشاعرة تتساءل: كذب من قال أن زمن الشعر تولى ليحضر زمن أجناس أدبية أخرى لأنه ليس من سمع كمن رأى.
فكانت العيون مسمرة بين المنصة والمتزاحمون في أرجاء المدرج جلوسا وقعودا.. هكذا انتبه طلبتنا إلى ما كنا نردده على مسامعهم: تمعنوا جيدا كيف تتولى النصوص الكلام على نفسها حين تكون من العيار الثقيل، لأن تحقيق النصوص الشعرية مطروح وظيفيا، وعليكم فقط التسلح بالمنهاج الوظيفي لأنه ليس هناك منهج أفضل من منهج، وحين نقول لكم اتجهوا إلى تحقيق النصوص بعد سماعها، فالأداء وظيفة مشروطة بخصوصية الكتابة نفسها؛ وهكذا تحققت لدى الطالب عامة والمتلقي خاصة، فكرة متعة النص وهو يبحر مع المبدعة في عالم الشعر؛ في عالم كله متغيرات على اعتبار أن عالم الشعر نفسه يخضع لهذه المتغيرات، لأن الكتابة الشعرية اليوم تؤكد للمتلقي، من خلال استضافتنا للمبدعة، أنها عرفت تطورا وهو تطور لا يتناقض مع القول بشعبية الشعر، أو شيوع قول الشعر مع ظهور الشعراء الكبار مثل وفاء عبد الرزاق، ربما هذا الحكم يتعلق أصلا بمقارنة بين الأجيال من حيث، ربما، الطريقة التي يكتب بها الشعر، والوظيفة التي يجب أن يؤديها هذا الشعر…وفاء عبد الرزاق من الجيل الذي يصبو إلى خلخلة وتفجير مثل هذا النوع من الكتابة، انطلاقا من النص نفسه، وربما هذا ما لم يتحقق مع الجيل السابق وبهذه القوة..
وكان من خلاصات هذا اللقاء برمجة كتابات الشاعرة في مقرر الطلبة في إطار الأدب النسائي.. كما تم تكريم الشاعرة وفاء عبد الرزاق من قبل جامعة ابن زهر، ومنحها لقب سفيرة للسلام.


الكاتب : د. عبد السلام فزازي

  

بتاريخ : 02/03/2019