في وقت تتسابق الإبداعات، و تتراكم الابتكارات، وتتزاحم الاختراعات، و تنطلق المبادرات في كل مجالات التيكنولوجية الرقمية دون عقد و لا حساسيات، تظل اجتهادات العرب والمسلمين محصورة، في مبدأ التحليل والتحريم، و مسيجة بمنطق التأنيب و التشخيص، و مقيدة بحكم التحبيب و الترغيب ليس إلا. و لعل آخر صيحة في مجال الترفيه و التسلية الرقمية نزلت إلى سوق التداول، و حققت أرقاما قياسية في التداول و التجريب، تطبيق مارد يدعى MY Heritage .
يتعلق الأمر بأحد أغرب التطبيقات الرقمية التي تجعل الصورة تتحرك و تتكلم، فهذا التطبيق بعد أن تقوم بتحميله، يمنحك إمكانية اختيار صورة من مكتبة الصور لديك، أو التقاط صورة جديدة لك، ثم يشرع التطبيق في تحويلها بشكل تلقائي إلى متحركة، ليس هذا فحسب، بل مع إدخال الصوت للصورة ستتفاعل معه كما لو أنها حقيقية .»
تطبيق «MyHeritage» قد لا يكتفي بتحريك صور الأحياء، بل يقوم بتعديل صور الأشخاص المتوفين أيضا. ما يجعلها تبدو و كأنها تتحرك، و هو ما جعل استخدامه من قبل نشطاء «السوشل ميديا « على رأس الاهتمامات. من حيث التحميل و التقاسم. كما تم تداوله تحميلا و توزيعا و تقاسما على أوسع نطاق بين المستخدمين، هذا التطبيق الجديد أثار جدلا واسعا خلال الأيام القليلة الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما من قبل الأجهزة الموكول إليها حماية المستهلك الإسلامي، بما يمكن أن يسيء إلى اعتقاده الديني أو يزعزع أركان الإيمان لديه. و طبعا هذا لا يمكن أن يفكر فيه غيرنا، فنحن الأوصياء على الخلق البشري حيا و ميتا. فما حكم استخدام التطبيق عندما يتعلق الأمر بتحريك صور الموتى عامة ؟ و الموتى المسلمين على وجه التحديد ؟
في هذا الصدد قالت دار الإفتاء المصرية في أحدث تعليق لها خلال منشور على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك: بخصوص تطبيق My Heritag وغيره من التطبيقات لتحريك الصور الثابتة،» الشريعة الإسلامية أباحت وسائل الترفيه والترويح عن النفس لكونه من متطلبات الفطرة». و أضافت: « إلَّا أنَّ الإباحة مُقيدة بأن لا تشتمل على سخريةٍ أو سُوءِ أدبٍ؛ فإذا كان لا مانع شرعًا من استخدام برامج حديثة لتحريك الصور الثابتة، بحيث تصبح بتقنية الفيديو بدلًا من كونها ثابتة كصورة عادية، فالأَصْل أنَّ هذا مباحٌ بشرط مراعاة خصوصية مَن أفضى إلى رَبِّه بأن لا يشتمل تحريك صورته على سخرية أو سوء أدب مع الميت «.تابعت الإفتاء: « و بشرط ألا يؤدي ذلك إلى تدليسٍ أو ضررٍ بالغير، و ذلك كما لو تَرتب على صورة المستخدم حقوق أو واجبات تستوجب بيان صورته الحقيقية لا الصورة المعدَّلة.»
التطبيق مجاني و بالإمكان تحميله و عند فتحه سيعطيك خيارين، أن تختار الصورة من مكتبة الصور في هاتفك أو تصوير نفسك، ثم سيطلب منك تحديد العينين و الفم و بعدها تتكلم تلقائيا ثم في الأخير تضغط على الزر الأحمر لحفظ الفيلم. يوفر التطبيق تغيير الصوت و إضافة أشكال إلى الصورة، أخيرا عليك الضغط على زر الحفظ و ذلك لحفظ الفيلم على هاتفك و بعدها يصبح متاحا مشاركته وتقاسمه مع من تحب من أصدقائك..
جدل حول أحدث تطبيق تحريك الصور «My Heritage»

الكاتب : عزيز باكوش
بتاريخ : 25/03/2021