«في النقد السوسيولوجي للخطاب الأدبي»
يثابر عبد الجليل بن محمد الأزدي في كتابه الصادر حديثا بعنوان» في النقد السوسيولوجي للخطاب الأدبي»، على طرح أسئلة المنهج في النقد الأدبي، وتحديدا أسئلة المنهج السوسيولوجي وأشكال استثماره في ساحات نقدية فسيحة: ألمانيا، روسيا، فرنسا، إنجلترا، الولايات المتحدة، ثم العالم العربي…
نقرأ ضمن مطلع المبحث الثاني الخاص بالنقد السوسيولوجي للخطاب الأدبي في الأفق العربي: «تستعلن البدايات الأولى لتفكير علاقة الأدب بالمجتمع في حقلنا النقدي ضمن زمن التنوير العربي، إذ رفع سلامة موسى شعار الأدب للشعب، وحاول طه حسين وصل حياة اللهو والخلاعة لشعراء كأبي نواس وبشار بن برد بالشرط المجتمعي العباسي الذي كان يبيح ازدواجية السلوك والمراوحة بين الزهد والتهتك حتى بين القائمين على رأس الحقل السياسي. وفي هذا الزمن، لم يغادر تفكير علاقة الأدب بالمجتمع حقل الشعار و ساحة المنظور الآلي الذي يفترض مسبقا ارتباطا ميكانيكيا بين الشاعر والبيئة، ويتناسى خصوصية الممارسة الأدبية محتفظا لها فقط بوضع المرآة الصقيلة، وغير مدرك لعلاقاتها المعقدة بمنتجها وشرطها التاريخي؛ وقد ارتبط شكل التفكير هذا بتشكيلة خطابية طرحت سؤال النهضة ورفعت ألوية فصل الدين عن الدولة و مواجهة اليقين الأزلي، وإعمال العقل والبرهان العلمي في زمن يعيش الاجتياح الإمبريالي ويرفضه في آن؛ غير أن الخطاب هذا انكسر بصعود رافعته الطبقية، وظل تفكير علائق الأدبي بالمجتمعي بداية ناقصة وجذرا قُصَّ نبعُ مائِه. ومع ذلك، ما فتئ أن تابع تطوره بكيفية بطيئة، فانتقل من حقل «البورجوازية الأولى» إلى حقل القوى الديمقراطية الجديدة»، ومن خطاب النهضة إلى خطاب الثورة، ومن المثقفين التنويريين إلى المثقفين الديمقراطيين الراديكاليين أمثال رئيف خوري ومحمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس وأحمد اليابوري وعبد المحسن طه بدر والسيد ياسين وأمير إسكندر وعبد المنعم تليمة وعبد المجيد إبراهيم ومحمد برادة وإدريس بلمليح وعبد القادر الشاوي وعمار بلحسن ونجيب العوفي وصبري حافظ وحميد لحمداني… والقائمة طويلة.
« أعوام نجيب محفوظ: البدايات والنهايات»
يصدر قريبا عن دار الشروق كتاب «أعوام نجيب محفوظ: البدايات والنهايات» للناقد والكاتب الصحفى محمد شعير.
يقدم محمد شعير سردية كاملة لطفولة الأديب العالمي وكيف انعكست في أعماله الأدبية.
يضم الكتاب، نصوصا غير منشورة للأديب أبرزها نص «الأعوام» الذي يعد سيرة ذاتية كتبها نجيب محفوظ مقلدا فيها عميد الأدب العربي طه حسين، وقد فقدها عميد الرواية لسنوات، وبعد رحلة بحث عثر عليها شعير ضمن أوراق أخرى عديدة خرجت من بيت محفوظ القديم. ويمثل «الأعوام» نصا استثنائيا في تجربة محفوظ هي المرة الأولى ــ وربما الأخيرة ــ التي يكتب فيه نصا صريحا عن حياته، سيرة ذاتية خالصة ، تطل منها الذات بلا أقنعة ، أو حيل فنية لإخفائها، وكثيرا ما استخدم محفوظ في عمله الإبداعي وقائع من حياته، إلا أنها تصبح بمجرد دخولها إلى العمل الفني وقائع فنية يصعب التعامل معها باعتبارها حقائق.
«حقائق الحياة الصغيرة»
صدرت حديثا عن منشورات المتوسط – إيطاليا، الرواية الجديدة للروائي العراقي لؤي حمزة عباس بعنوان «حقائق الحياة الصغيرة».
استهل الكاتب الرواية، التي جاءت في 120 صفحة من القطع الصغير، بالقول «لا ينصت الجرذ لحكاية الإنسان بتفاصيلها الحزينة غالبا والمفرحة أحيانا فحسب، بل يعيش فيها، ففي كل حكاية جرذ ينط من سطر إلى سطر، ويقفز من معنى إلى معنى، لو ناديت الجرذان التي تحيا، منذ أول الخلق، في شعاب القصص والحكايات، لتبددت القصص وطارت الحكايات مثل دخان تنفخه الريح».
ويضع هذا الاستهلال القارئ «في المسافة التي تبدو مزهو ة بالفانتازيا، لكنها تنبش في الحقائق الصغيرة لحياة العراقي، وتمضي عبر مسالك معتمة وأخرى قليلة الضوء، لتكشف ما يتوارى خلف أحداث ظاهرها يبدو هو الآخر عاديا». يذكر أن لؤي حمزة عباس، قاص وروائي عراقي، أصدر العديد من القصص القصيرة من بينها «دراجة في الليل» و«العبيد»، و«ملاعبة الخيول» و«إغماض العينين»، و«حامل المظلة»، و«مرويات الذئب» وروايات: «الفريسة» و«صداقة النمر»، و«مدينة الصور»، كما صدرت له دراسات منها «سرد الأمثال» و«بلاغة التزوير» و«النوم إلى جوار الكتب».
«الزواج والرق في الإسلام المبكر»
قراءة فقهية نقدية من منظور نسوي
صدر حديثا عن دار «الروافد الثقافية»، كتاب «الزواج والرق في الإسلام المبكر: قراءة فقهية نقدية من منظور نسوي»، للباحثة كيشيا علي بترجمة نهى دياب وعمرو بسيوني.
يستند هذا العمل إلى خطاب تحليلي ونقدي نِسوي ينطلق من واقع النصوص التأسيسية للفقه الإسلامي وفق المذاهب الثلاثة: الحنفية والمالكية والشافعية، ويستعمل هذه المدونات للمقارنة بالأديان الأخرى، خاصة الخطاب الفقهي اليهودي، وكذلك المقارنة مع التصورات الحداثية والنِّسوية الجندرية.
يعد الكتاب مرجعيا لأغلب الدراسات المتعلقة بالمرأة أو الزواج والطلاق في الفقه الإسلامي.