جرة قلم : البدايات؟

لهفة البدايات، فرحة البدايات، أو عثرة البدايات… كلها مشاهد لحظية تفتتح مسارات وتؤسس بعمق غير ملموس لتجارب حياتية من شأنها تجسيد محطة من محطات العمر.
هذه المشاهد، التي لا تكاد تمثل عند البعض منا، سوى «جينريك» فيلم سينمائي طويل، يلعب الوعي بها، بتفاصيلها  وبأهميتها ، دورا أساسيا في تحديد مدى نجاح العلاقة أو الشراكة المزمع عقدها مع من حولنا أو ما حولنا.
مباشرة عمل جديد، الدخول في علاقة إنسانية، الانتقال إلى بيئة مختلفة، التدرج من وضع نفسي لآخر… وغيرها، بدايات يستحق ارتشافها على مهل، -يستحق- منا كل الاهتمام والالتفات.
فالتردد، التخوف أو التعثر، الذي نشعر به ونحن نقدم على إحدى الخطوات، إشارة كونية قوية تستوجب منا اتخاذ الحذر والتأني.
شأنها شأن الاندفاع القوي، الفرح اللامنتاهي، الدهشة العظيمة، أو السلام النفسي… الذي يعترينا ونحن ننغمس بحب وبشغف في بداياتنا…
طبيعتنا البشرية، تجعل منا كائنات تعيش على أسس ثلاث وتوظف لا إراديا جوانب ثلاثة: فكر وجسد وروح.
غياب أحد هذه الأعمدة يخل بالمسار الطبيعي لحياة الأفراد، ويجعل المرء يشقى، دون أن يدرك في غالب الأحيان سبب عذابه…
ولكي تتفتح زهرات أيامه وتتوهج شمسه وتسطعه، ينبغي دون شك، أن يستمع المرء لروحه بين الفينة والأخرى، أن يستشير قلبه وينصت لردات فعله، وأن يترك له حق اتخاذ القرار أو على الأقل يعطيه فرصة الاقتراح والتوجيه.
بداياتنا مهما اختلفت إطاراتها، حجر أساس لنا في الحياة، التعمق فيها والنظر إليها من زوايا مختلفة، جزء لا يتجزأ من نجاح هذه الحياة.

* إعلامية وشاعرة


الكاتب : مريم كرودي*

  

بتاريخ : 05/10/2022