يجري حاليا بكل من جماعتي سيدي أحمد العروصي و أمكالة بإقليم السمارة جرد ميداني لتوثيق العناصر الثقافية المادية التي تتوفرعليها المواقع الأثرية من نقوش صخرية و معالم جنائزية وغيرها بهدف تحصينها و حمايتها من كل إتلاف و تدمير متعمد أوغير متعمد ، خاصة أن الصخور المنقوشة عرفت منذ أربع سنوات اعتداءا فظيعا من قبل إحدى الشركات الخاصة التي لا يهمها من هذه الصخور إلا الجانب الربحي منها بتسويقها و بيعها رغم أنها معالم أثرية تتضمن نقوشا تؤرخ لحقب زمنية للحياة بالصحراء المغربية.
هذا، و حسب تدوينة للباحث والفنان التشكيلي الإمام دجيمي، فقد انطلقت عملية الجرد الميداني لهذا التراث المادي، في مرحلته الثالثة، يوم الأحد 14 مارس 2021 ليستمر إلى غاية 20 مارس الجاري، بحيث تمت في هذا العمل الجماعي المنسق بين عدة أساتذة وخبراء وباحثين احترام تام للإجراءات والتدابير الاحترازية للوقاية من جائحة كوفيد 19.
ويأتي المرحلة الثالثة من مشروع جرد التراث الثقافي والطبيعي بإقليم السمارة، تنفيذا للاتفاقية الموقعة بين جمعية ميران لحماية الآثار ومديرية التراث الثقافي بوزارة الثقافة والشباب والرياضة والمجلس الإقليمي للسمارة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمعهد الفرنسي للبحث من أجل التنمية، بحيث قام بعملية الجرد الميداني فريق من الأساتذة والباحثين والطلبة المغاربة فضلا عن أطر من مديرية التراث الثقافي.
وتضمن برنامج هذه البعثة المكونة من ثلاث مجموعات ميدانية، الأولى تضم باحثين في التراث الأثري يقومون بجرد وتوثيق العناصر الثقافية المادية بجماعتي سيد أحمد لعروصي وأمكَالة، بينما تنشغل المجموعة الثانية باستكمال جرد المعالم الجنائزية بموقع الغشيوات بجماعة أمكالة .
في حين تخصصت المجموعة الثالثة في تكوين وتدريب الطلبة والباحثين وتأطيرهم نظريا وتطبيقيا في مجال تقنيات الجرد والتوثيق وهو ما سيمكن من صقل خبرات المشاركين تطوير قدراتهم، بحيث سيمتد عمل هذه المجموعات الثلاث على امتداد أسبوع كامل من يوم الأحد 14 مارس إلى يوم السبت 20 منه من هذه السنة.