أفاد عدد من فعاليات المجتمع المدني بتراب جماعة الهراويين، بأن الساكنة اليوم أضحت تتمنى أن تجد الماء، ولم تعد تكترث للمشاكل العديدة التي تعانيها والتي تهم البنية التحتية، فمعلوم أن معظم الأبنية بهذه الجماعة هي عبارة عن أبنية عشوائية، ورغم أن مخطط التنمية الخاص بالدارالبيضاء الذي وقع في سنة 2014، ضمها ضمن برنامجه إلا أن أهدافه لم تتحقق كما كان مرسوما له، تلك الأبنية غير مرتبطة بالقنوات الخاصة بالتزود بالماء الشروب كحال كل الأبنية المؤثثة لتراب الدارالبيضاء الكبرى، لذلك فهي تلجأ للساقيات العمومية، التي ينقطع عنها الماء أحيانا، خاصة في المدة التي جفت فيها السدود ودخلت السلطات في مخطط ترشيد الماء الشروب، ومنذ سنوات وهذه الساكنة تطالب المسؤولين بضرورة حل هذا المشكل إلا أن هذا الحل لم ير النور بعد.
في البرامج التي همت هذه المنطقة، كانت أولى الأولويات هي إعادة هيكلة هذه الأحياء العشوائية، إلا أن العملية لم تتم بالشكل المطلوب، ومازالت هذه المنطقة التي تعد من المداخل الرئيسية للدارالبيضاء تظهر بشكل لا يسر العين، بسبب الفوضى المنتشرة هناك ومظاهر البدونة الظاهرة في كل أنحائها، أما على مستوى البنية التحتية، فتعد من أكثر المناطق شحا في هذا الباب، فهي لا تتمتع بمرافق في المستوى ولا تستفيد حتى من التنشيط الثقافي والرياضي.
محدثونا استغربوا كون المدبرين سواء من سلطات ومجالس ترابية، يهتمون بمركز الدارالبيضاء ولا يهتمون بأطرافها، علما أن الهراويين هي من أولى القبلات التي يقصدها القادمون من مطار محمد الخامس أو من المدن المغربية الأخرى، ويضيف محدثونا، نحن نرى المسؤولين لا يتوقفون عن الزيارات والتدشينات وسط العاصمة الاقتصادية، لكن هذه المنطقة غائبة عن اهتماماتهم، رغم أن جلالة الملك في الخطاب الذي أفرده للدارالبيضاء، في افتتاح البرلمان سنة 2013، تحدث عن الفوارق بين الأحياء ودعا لمحاربتها، وركز على ضرورة التوجه نحو عدالة مجالية، اليوم ما نطالب به بعد طول انتظار هو العدالة في توزيع الماء.