تضرب جمعية ريشة وفن موعدا مع الجمهور يوم 21 ماي المقبل، لحضور يوم حول السينما، الذي سيقدمه السيد أحمد فرتات وتنشطه السيدة التيجانية فرتات، يليه تقديم مؤلف للكاتب والصحفي هادي مهزوز، وذلك بفضاء المكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء
هذه التظاهرة تأتي ضمن مجموعة من الأنشطة التي نظمتها جمعية ريشة وفن بشهر ماي الجاري، حيث شهدت ردهات المكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، يوم الخميس 2 ماي الماضي، افتتاح معرض جماعي يحمل عنوان “نورانيات”
وقدم المعرض الذي نظمته جمعية ريشة وفن بشراكة مع مؤسسة مسجد الحسن الثاني، مجموعة لوحات فنية لفنانين تشكيليين من ألوان ومدارس مختلفة يجمعهم حب الفن التشكيلي وتيمة المعرض “نورانيات”
وفي هذا الإطار صرحت شمس الصهباني رئيسة جمعية ريشة وفن، لجريدة الإتحاد الإشتراكي، بأن جمعية ريشة وفن، بصفتها تهتم بكل ما هو ثقافة وفن، فإنها تعنى بالتنوع الثقافي والفني، إذ تقوم بتقديم كتب ولقاءات مع الكتاب وتنظيم معارض، وبالنسبة لهذه المناسبة، فقد قرر أعضاؤها تنظيم معرض، اختاروا له كعنوان “روحانيات”.
وأضافت الصهباني موضحة بأن المعرض يضم 27 فنانا، من مختلف الفئات والثقافات والديانات، ولكل واحد منهم تصور شخصي لما هو روحاني، وبالتالي نتج عن ذلك، طبق متنوع من اللوحات التي تعكس نظرة الفنان الشخصية والتي ليست بالضرورة دينية كما قد يفهم من العنوان، بل أن من الفنانين المشاركين من فضل أن يتطرق لتيمة “النورانيات” لكن بمفهوم الضوء ـ أي كيفية تأثير الضوء على المناظر الطبيعية أو الأشخاص إلخ…واسترسلت قائلة بأنه عمل جماعي لفنانين متنوعي المدارس قاموا بتكليفها بالجانب اللوجيستيكي والتنظيمي.
وفي ها الإطار وضحت شمس الصهباني بأن هذه التظاهرة تضم برنامجا متنوعا، فعدا المعرض التشكيلي، فإنه تضمن محاضرة حول موضوع الرأسمال غير المادي، وذلك يوم 3 ماي الماضي، قدم، خلاله، مؤلف للدكتورة لحلو أم البنين، فضلا عن مجموعة قصصية للأستاذ أحمد باية ، بقاعة عبد الهادي بوطالب بالمكتبة الوسائطية التابعة لمسجد الحسن الثاني
فضلا عن كل هذا تمت الاستعانة بناقد فني من أجل قراءة اللوحات المعروضة، وهو الناقد محمد سعود، الذي لبى الطلب بكل فرح وحماس، تقول دائما شمس الصهباني التي آثرت توجيه الشكر له من منبر الجريدة، على اهتمامه ومنحه لبعض النصائح سواء في ما يخص الرسم أو تنظيم التظاهرات الفنية.
و أردفت شمس الصهباني، خلال نفس الحوار، موضحة بأن هذا المعرض يعتبر محليا، إذ ضم مجموعة من الفنانين من بلدان مختلفة ولكنهم يقيمون بالمغرب ، ومن بين الدول المشاركة أوكرانيا و روسيا، وهذا جميل، حسب قول الصهباني، لأنه جمع ما بين جنسيتين تعرف دولتهما الحرب مؤخرا وهما أوكرانيا وروسيا، مما يدل على كون الفن يجمع ما بين الشعوب وبأن هذا الميدان وهاته التظاهرة المنطلقة من المغرب تحمل رسائل السلام والحب، كما يوجد فرنسيين و أيضا فنانة من كازاخستان ومغاربة من الدارالبيضاء والجديدة وسطات و الرباط و القنيطرة
ومن بين أسماء الفنانين المشاركين في هذا المعرض الجماعي الذي استمر إلى غاية 11 ماي الجاري، مصطفى العمري، عفاف السلاوي، سعيدة عمار، صلاح بن ناجي، خليل بوبكري، عمارة بوشنتوف، هند بويا، حسن شبوغ، زبيدة مومجيد طاهري، شمس صهباني، سناء شريف بدوي، جميلة شمول، مجدى الشرايبي، آني ديفرنياس، كارمن دينكا، عفاف فرتات، فتيحة حكار، عبد الرحيم هري، لبنى إدريسي، حياة قادري حسني، يوليا كانافالافا، ريما استيل لممبر، هند لوطفي، زهور معناني، بالإضافة إلى ومارينا فيفاروسلانا أفاريد، و يانا بابايفا،و إيرينا بيلكينا
هذه التظاهرة كانت فرصة، أيضا، للقاء ومحاورة بعض الفنانين، سواء المشاركين بالمعرض الجماعي أو الزوار
و في هذا الإطار صرح الفنان بناجي صلاح، بأن اللوحات التي شارك بها في هذا المعرض تنتمي للمدرسة الواقعية. فاللوحة الأولى تعكس رسما لرجل مسن يقوم بسكب زيت الزيتون، لأن منطقة الفقيه بنصالح غنية بأشجار الزيتون وبإنتاج مادة زيت الزيتون ومن هنا جاء اختياره لموضوع هاته اللوحة والذي يمثل المنطقة التي ازداد وترعرع ودرس بها، واللوحة الثانية تمثل رجلا مسنا يتسول أمام باب مسجد. واختار بناجي العمل بألوان زيتية يطغى عليها اللون البني المفضل لديه، ورجوعا إلى موضوع “نورانيات” فاللوحة يطغى عليها الضوء، الضوء هو اللون البارز في اللوحة بحيث لولاه لما ظهر وجه المسن، سواء في اللوحة الأولى أو الثانية. فالضوء هو الذي يعطي الحيثيات أو الأبعاد الثلاث
ويعد بناجي فنانا تشكيليا عصاميا متأثر بالفن الواقعي ويميل للمدرسة الكلاسيكية، ازداد بمدينة الفقيه بن صالح ويقطن حاليا بمدينة سطات، وهوعضو سابق بجمعية تامسنا للفنون التشكيلية، له في رصيده الفني معارض فردية وأخرى جماعية بالمغرب وخارجه
سعيدة الكيال، من جهتها، و كزائرة، أشادت بالمعرض وتمنت للفنانين والتظاهرة التوفيق، واعتبرت أنه هو معرض فني جماعي هدفه تسليط الضوء على طاقات إبداعية بميدان الفن التشكيلي بمختلف أساليبه ومدارسه ليطرح رؤى الفنانين بمختلف وجهات نظرهم، مما تتجلى في لوحات جميلة تسر الناظر.
وهي للإشارة فنانة ومنظمة ملتقيات ثقافية و فنية، سبق وتم تكريمها من طرف جلالة الملك محمد السادس بمعية مجموعة من الفنانين، إذ صرحت لمنبرنا في هذا الإطار، بأنها سعدت خلال شهر رمضان الماضي، بتكريمها من طرف وكالة بيت مال القدس الشريف بالرباط، وذلك خلال معرض جماعي تضامني مع الشعب الفلسطيني، شارك فيها مجموعة من الفنانين الذين تم استقبالهم من طرف جلالة الملك محمد السادس، وكانت من بين الفنانين الذين حظوا بشرف تكريهم من طرف الملك بصفتها أول خطاطة و مزخرفة مغربية
سعيدة عمار، فنانة تشكيلية، درست الفن التشكيلي بستراسبورغ بفرنسا و حاليا تقطن بالدارالبيضاء، عبرت عن سرورها بمشاركتها في هذا المعرض وقالت: صحيح أن تيمة هذا المعرض تدور حول النور، ولكن أنا صراحة كنت طيلة مساري الفني مهتمة بالجسد، وخاصة المرأة العارية، كنت ألقي الضوء على الجسد الإنساني، لكن الأكيد أنه مع مرور الوقت يتطور الإنسان وتتغير ميولاته ، وميولاتي حاليا توجهت نحو الطبيعة فهي تجلب لي السكينة، أما عن موضوع النور، فمن وجهة نظري أن كل شخص يعكس النور ويترجمه بطريقته، وأنا شخصيا النور الذي يعنيني يقترب أكثر من الطبيعة
من جهتها فإن العارضة حياة قادري حسني، تعد فنانة تشكيلية مغربية تمثل مدينة الرباط، وتعتبر أن هاته التظاهرة عبارة عن باقة من الفنانين من مختلف المدن المغربية تعكس طرق فنية جديدة، بحيث أن كل واحد من هؤلاء المساهمين في المعرض، يعبر بطريقته الفنية الخاصة. وبأن كل فنان يعكس عمق إحساسه الروحاني بأساليب ومدارس متنوعة، و بالنسبة للفنانة حياة قادري حسني، ومن خلال لوحاتها تعكس الروحانيات من خلال النور و كل ما هو شفاف.