بطاقة تخزين هاتفية أطاحت به وضحاياه يتجاوزون العشرين
قضت الغرفة الجنائية الابتدائية باستئنافية الجديدة، أخيرا، بمؤاخذة عامل بفرن يبلغ عقده السادس، وحكمت عليه بخمس عشرة سنة سجنا نافذا، بعد متابعته في حالة اعتقال من قبل الوكيل العام، بجناية هتك عرض قاصرين مع استعمال العنف والتغرير بهم، مع حالة العود.
وكانت مصالح الدرك الملكي قد قامت بتقديم المتهم أمام أنظار الوكيل العام لدى استئنافية الجديدة بتهمة هتك عرض أطفال قاصرين وتمت إحالته على قاضي التحقيق الذي أمر بوضعه رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي في انتظار استكمال البحث التفصيلي.
انفجار هذه الفضيحة انطلق إثر ضياع بطاقة تخزين هاتفية في ظروف غامضة من هاتف البيدوفيل الستيني بمركز سيدي علي بنحمدوش، وبعد عثور أحد الأشخاص على هذه البطاقة العجيبة اكتشف فيها العجب، فقد تضمنت مشاهد خليعة مما عجل بتسليمها للسلطة المحلية بقيادة سيدي علي حيث اطلع على فحواها القائد قبل أن يرسلها للوكيل العام قصد اتخاذ ما يراه مناسبا.
هذا الأخير أعطى، وبعجل، تعليماته للمركز القضائي للدرك الملكي بالجديدة قصد فتح بحث في الموضوع بهدف الوصول للجاني والضحايا علما أن البطاقة كانت توثق اعتداءات أحد الأشخاص على أطفال قاصرين.
بيدوفيل من ذوي السوابق
بعد تفريغ محتوى بطاقة الذاكرة والقيام بأبحاث ميدانية تمت من خلالها الاستعانة بمخبرين، تمكن المحققون من التوصل إلى كون الشخص صاحب الفيديوهات والصور الفاضحة كان يقطن بمنزل شقيقته مما عجل بالاتصال بها وعرض صوره عليها حيث أفادت أنه شقيقها وقد انتقل للعيش بمدينة البئر الجديد حيث يكتري غرفة هناك.
كما أكدت لهم استعدادها مساعدتهم في الوصول إليه كونها لم تكن راضية على سلوكياته الشاذة التي سبق وقضى بسببها عقوبات سجنية (6 مرات).
طلقته زوجته لميولاته الجنسية للأطفال
اسمه عبد لله المعروف ب «با عبد لله» سبق له أن تزوج قبل أن ينفصل عن زوجته بعد افتضاح ميولاته الجنسية للأطفال … ليس له أبناء كان يعمل خبازا قبل أن يتوقف عن العمل بسبب كورونا .. كان مستقرا بغرفة بأحد المنازل بالبئر الجديد . وعن السبب وراء ارتكابه لهاته السلوكيات صرح للمحققين كونه كان بدوره ضحية اعتداءات جنسية في صغره مؤكدا أنه أصبح مدمنا على ممارسة الجنس على الأطفال وقد سبق وقضى ست مرات لعقوبات سالبة للحرية لنفس السبب (هتك عرض قاصر) خلال الفترة الممتدة ما بين 1988 و 2014 (شهرين – سنة – ثلاث سنوات – أربع سنوات – سنتين – أربع سنوات) .
توقيف البيدوفيل …؟
في إطار مساعدة شقيقته للمحققين قصد الوصول إليه ربطت الاتصال به هاتفيا بدعوى أنها سترسل إليه قطعا من لحم أضحية عيد الأضحى كونه لم يكن حاضرا، وأن ابنها هو من سيوصلها إلى غاية البئر الجديد.
بالفعل انطلق ابن شقيقة الجاني رفقة المحققين إلى غاية مدينة البئر الجديد حيث وجدوه في انتظار ابن شقيقته ليقوموا بتوقيفه واقتياده إلى مقر المركز القضائي بالجديدة قصد مباشرة البحث معه .
أنكر با عبد لله في البداية أن يكون قد قام بأي سلوك من هذا القبيل قبل أن يتراجع بعد مواجهته ببطاقة الذاكرة ويعترف بالمنسوب إليه والمتمثل في هتك عرض مجموعة من الأطفال وذلك بسبب إدمانه على ذلك … بل تعرف على جميع ضحاياه من الأطفال الذين كانوا ببطاقة الذاكرة لكنه لم يفصح عن هويتهم جميعهم أو مكان سكناهم مكتفيا بإخبار المحققين بسكن البعض منهم.
إغراءات البيدوفيل
كانت الإغراءات هي الوسيلة الوحيدة التي اعتمد عليها في عمليات استدراج ضحاياه (الحلوى والنقود والسماح لهم بالركوب على متن دراجته النارية و….) ناهيك عن مداعبات متبادلة بينه وبينهم حيث كان يلامس جهازهم التناسلي وأحيانا يجعلهم يأتونه من الدبر قبل أن يقلب الأدوار وبطبيعة الحال تسليمهم درهما أو درهمين عقب كل ممارسة لدرجة أن جلهم أصبح مداوما على زيارته ببيته من أجل الجنس مقابل درهمين، ومن بين ضحاياه يبقى الأفظع هو استغلاله الجنسي لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة وامرأة مسنة بالكارة انتقل المحققون إلى غاية مسكنها قبل أن يجدوها فارقت الحياة منذ مدة.
في إطار البحث وبناء على تعليمات النيابة العامة انتقل المحققون إلى غرفة عبد لله بالبئر الجديد حيث تم التأكد بأنها كانت فعلا مسرحا لجناية هتك العرض.
بعد ذلك تم إشعار آباء وأولياء أمور الضحايا من أجل ضرورة تقديم شكاية في الموضوع لم يحضر منهم سوى عشرة فقط … مع العلم أن العدد يقدر بالعشرات، حسب اعترافات المتهم.
فهل ستكون محاكمته، هذه المرة، بجنايات الجديدة الاستئنافية، شافية كافية للحيلولة دون استمراره في اعتداءاته الجنسية على أطفال أبرياء؟