عن منشورات دار التوحيدي بالرباط، صدرت رواية جديدة للكاتب المغربي مصطفى لغتيري، تضم بين دفتيها 100 صفحة من الحجم المتوسط، واختار أن يعنونها ب» جنة الفلاسفة»، وتتحدث عن علاقة عاطفية بين أستاذ وطالبة عاشقة للفلسفة، فرق بينهما الزمان لمدة طويلة، ثم التقيا ليخوضا غمار تجربة نفسية ووجودية واجتماعية وفكرية على الخصوص، ليتأكدا من قدرتهما على عيش الأفكار، بدل أن تبقى سجينة الذهن، ومدى قدرتها على خلق واقع مختلف، أم أنها مجرد تهيؤات لا تقدم ولا تؤخر..
في مغامرتهما الوجودية هذه ستكون أرواح الفلاسفة حاضرة معهما بقوة حسب المواقف التي يعيشانها.
يشار أخيرا إلى أن هذه «جنة الفلاسفة» تعد الرواية العشرين في مسار الكاتب ضمن 36 مؤلفا متعدد الاختصاصات والاهتمامات.
ومما نقرأ على ظهر الغلاف:
«انتزع الأستاذ نفسه بقوة من وضعه المربك، التفت نحو الجهة الأخرى، محاولا تدارك ما يمكن تداركه، لكن ما حدث قد حدث كما قال هو كذلك في نفسه.. ظل واقفا ملتفتا نحو جهة المخيم، كانت الحالة التي هيمنت عليه بفعل الدهشة تتقلص تدريجيا، لتسمح لعقله بالتفكير.. في نفسه قال .. شتان ما بين دهشة الفكر ودهشة الغريزة.. دهشة الفكر استنارة، ودهشة الغريزة عجز كامل.. الإرادة تشل. والفكر يتوقف، والعجز يصبح سيد الموقف.
ارتدت الفيلسوفة ملابسها بسرعة، ثم تقدمت نحوه مدارية خجلها الطبيعي الذي داهمها خلال لحظتها المرتبكة هذه، لكنها حاولت أن تعطي الانطباع بان لا شيء قد حدث.. حين شعر بوجودها تحرك بخطواته نحو المخيم، هي كذلك كانت ترتقي نحو نفس المكان.. لم ينظر إليها، فقط قال:
– شعرت بالقلق من غيابك، فجئت لأبحث عنك.
ظلت مركزة في مشيها ثم ردت عليه:
– لم أتوقع حضورك.. ظننت أنك ستتأخر في جولتك.
– أنا بالفعل تأخرت.
– يبدو أن متعة الماء استبدت بي. فأنستني نفسي.
قالت ذلك وشعرت بالذنب لقوله، فكرت في أنها تعيد الموقف الذي حدث على مستوى القول وربما الوعي كذلك.
لزم الاستاذ الصمت، لكن انحناءات جسدها حضرت في ذهنه بقوة. أسرع نحو المخيم، وهي تتبعه، وكأن فكرة ما تطارده وهو يحاول الانعتاق منها».
«جنة الفلاسفة» رواية جديدة لمصطفى لغتيري
بتاريخ : 26/04/2024