الإعلان عن الفائزين محطة من مسار ثقافي تؤسسه قناعات تؤمن بمركزية الثقافة في مسلسل التنمية
وسط حضور وازن ضم مثقفين وسياسيين ومسؤولي الجهة، صنعت جهة الدرا البيضاء سطات مساء أول أمس الخميس الحدث الثقافي بإعلان أسماء الفائزين بجائزة الجهة للكتاب في نسختها الأولى بعد أن أعلنت لما يقارب السنتين عن فتح باب الترشح لها في كل أصناف الأدب والترجمة والعلوم الانسانية.
الحدث يكتسب فرادته من كون الجائزة تعتبر أول جائزة أدبية تمنحها جهة ترابية بالمغرب، في مبادرة دالة تجعل الثقافة بوابة للتدبير الجهوي ومفتاحا للتنمية، وذلك في إطار استراتيجية ثقافية واضحة المعالم والأهداف حرصت الجهة على وضعها منذ بداية تجربتها التدبيرية، وهي استراتيجية تضع السؤال الثقافي ضمن أولويات الرهان التنموي والمدخل الرئيسي لكل إقلاع جهوي.
عبد الحميد جماهري رئيس اللجنة الشؤون الثقافية ونائب رئيس الجهة، اعتبر في تقديمه لهذه الفعالية، أن لحظة عن نتائج الجائزة لحظة لحظة ثقافية استثانية لأنها تبصم على حدث ثقافي سيسجل في تاريخ الجهة، في أول تجربة تصهر التدبير السياسي والثقافي، باعتبارهما موجهين لكل تدبير تنموي، مضيفا أن استثنائيتها تترجَم من خلال الانتصار للكتاب، انتصار له فلسفته البانية وآفاقه الواضحة.
هذا الاختيار هو ما أكدته الكلمة التقديمية للقاء، والتي قدمها رئيس الجهة مصطفى الباكوري الذي شدد على أن المراهنة على مركزية العمل الثقافي ضمن توجهات وسياسة الجهة، اختيار مدروس لا تترجمه الجائزة فقط، بل هي تشكل فقط جزءا ومحطة من مشروع ثقافي انطلق مع التأسيس لبوابات ثقافية أخرى كالسينما ومهرجان الزجل والمسرح، وهو اختيار يؤكد الباكوري سيجد كل الدعم من الجهة ، مراهنا على الشراكات والتنسيق بين كل الفاعلين بالجهة من أجل إنجاح هذا المشروع الذي «أخذت فيه جهة الدار البيضاء زمام المبادرة لتجسيد روح الجهوية، وهي مقاربة تعي الجهة أهميتها وأهمية خلق عمل تراكمي يسندها في المستقبل» لأن الثقافة «إحدى المؤشرات الحقيقية لقياس مستوى التنمية ببلد ما من عدمه».
في نفس السياق، جاءت كلمة والي االجهة سعيد حميدوش، مثمنة هذه المبادرة المتفردة والرائدة في مسار الجهة والجهوية في المغرب، كاختيار واع يروم تعزيز المبادرة التي تضع التنمية في شموليتها هدفا استراتيجيا، ولافتا في نفس الإطار السياق العام الذي تأتي فيه الجائزة في ظل الإكراهات التي تواجه مجال النشر والكتاب مقابل الإقبال الكبير على الثقافة الرقمية والمرئية.
وفي إطار اعتمادها المقاربة التشاركية والتنسيق مع كل الفاعلين بالجهة، اشتغلت الجهة لإنجاح هذا الرهان الثقافي مع الاتحاد المهني للناشرين، إيمانا منها بقدرة العمل التشاركي على الدفع بعجلة التنمية، وهو ما عبر عنه رئيس الاتحاد عبد القادر الرتناني في تصريح للجريدة ، مبديا اعتزازه كناشر واعتزاز كل الكتاب بهذه اللحظة التي وفرت لها الجهة كل أسباب الاستمرار مستقبلا، حيث سيتم تنظيمها سنويا لتحفيز الكتاب وخلق إشعاع ثقافي بالجهة. وأشار الرتناني بهذا الخصوص الى أن منح الجائزة لا ينتهي بحدث الإعلان عن نتائجها، بل بالعمل على التعريف بالكتاب الفائزين وبالكتب على مستوى كل تراب الجهة، حيث ستنظم لقاءات تسهر عليها المصالح المختصة.
الجائزة في نسختها الأولى، كما أعلنت عن ذلك رئيسة لجنة تحكيمها الروائية بهاء الطرابلسي، استقبلت 40 عملا موزعا بين الأجناس الأربعة: الكتاب الأدبي باللغة العربية، الكتاب المكتوب بالفرنسية، الكتاب الأمازيغي، ثم الكتاب المترجم.
وقد حملت هذه الجوائز أسماء دالة وفارقة في المشهد الثقافي المغربي المتعدد الروافد «جائزة محمد زفزاف: للأدب العربي «، جائزة محمد الزرقطوني: للأدب الامازيغي، «جائزة ادريس الشرايبي: للأدب المكتوب بالفرنسية»، «جائزة الطيب الصديقي: مخخصة للترجمة»، وهي رسالة اعتراف بما منحته هذه الاسماء للثقافة المغربية من تميز وإشعاع وطني ودولي. وقد فاز ب:
*جائزة إدريس الشرايبي :
زكية داوود عن كتابها « عبد الله ابراهيم:تاريخ الفرص الضائعة» عن منشورات ملتقى الطرق.
جائزة محمد زفزاف:
كريمة أحداد عن عملها الروائي بالعربية «بنات الصبار» عن دار الفنك
جائزة محمد الزرقطوني:
لحسن زاهور عن عمله الأدبي الأمازيغي « أغيول د أوزغن».
جائزة الطيب لصديقي:
– أحمد العمراوي عن كتابه «طبيب نفسي في المدينة» لجليل بناني
مع تنويه خاص للكاتب عبدو الفيلالي الانصاري السملمون في مواجهة تاريخهم
يشار الى أن اللجنة التي عملت طيلة سنة على انتقاء واختيار الكتب الفائزة، ضمت في عضويتها كلا من الجامعي والباحث السوسيولوجي حسن رشيق، الكاتبة سعاد مكاوي، الحسين مجاهد الكاتب العام للمعهد الملكي للثقافة الامازيغية، الشاعر جلال الحكماوي، والكاتب إدريس أزدود.