جيل لاعب الطاس علال نومير … الأناقة واللباقة واللياقة والرشاقة

نادرة ونادرة جدا الوجوه الكروية التي يكون حولها إجماع في الحب والاحترام والتقدير.. ومن هنا، تألم الكثيرون لفقدان الرجل الاستثنائي علال نومير..…

نومير تحفة نادرة، ولعمري، شامخ هادئ، خلوق، رزين.. متواضع تواضع الكبار…… محبوب الجماهير المتعددة الألوان والأذواق والأشكال… وحين يغيب، ترحل العيون…
آه، كم أتحفنا الرجل التحفة، وكم أمتعنا الرجل الممتع! فقدناه، وأي فتى فقدنا! ؟ إنه من طينة الرجال التي لا يجود بها الدهر إلا نادرا… صموتا يتقن الحديث بالكرة، فنان أبدع التسجيل من ضربات الزاوية، هل تعلمون أن الأنيق لم يحصل طيلة مساره الكروي الحافل على شرف البطاقة الحمراء؟ تعلمون…لكنكم لا تعلمون بأن حكما أخرج أمامه بطاقة صفراء ذات مقابلة، واعتذر للأب العربي الزاولي بعد يومين من المقابلة التي سجل فيها المايسترو إصابة عن طريق ضربة خطإ مباشرة اهتزت لها الجماهير….
كان العميد عميدا، وكان اللاعب وسيما وسامة اللون الأبيض. علال نومير علامة ضوء ناصع في تاريخ الطاس، بقي وفيا ومكث صخلصا وما بذل تبديلا.
العصفور الأبيض، هكذا لقبه ذات أحد الإذاعي الراحل نور الدين كديرة حين سمع من المراسل بأن النمر سجل على الدفاع الحسني الجديدة قنبلة من الزاوية، وسبق أن سدد بالمثل في مرمى الحبيب حارس رجاء بني ملال أيام العز والنشاط…
كان الزاولي يعتبره إبنا لم تلده له زوجته، وكان اللاعبون من كل الأجيال والأقسام يعتبرونه حبيبا أو عزيزا أو معلما وأخا أكبر…
رجال الإعلام من كل المنابر يقدرون الرجل، دائما يقتحم الملعب بالأناقة واللباقة والرشاقة، وحين يخطئ الكرة مرة… يكون الجمهور غفورا رحيما…
إنه نومير وما أدراك ما نومير ! لعب صامتا… تفنن صامتا… أعطى صامتا… أمتع صامتا… ومات صامتا


الكاتب : حسن نرايس

  

بتاريخ : 19/10/2017