في حدث استثنائي هز السواحل المغربية، جنحت سفينة تجارية عملاقة صباح يوم الثلاثاء 28 يناير 2025، نحو شاطئ “مونيكا” بمدينة المحمدية، إثر عطل فني مفاجئ ومواجهة ظروف جوية قاسية.
الحادث الذي أثار ذعرا بين الساكنة، استدعى تدخلا عاجلا للسلطات ، وسط مخاوف من تداعيات بيئية وصعوبات لوجستية في عمليات الإنقاذ.
وأفادت القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، في بلاغ لها ، أن البحرية الملكية تدخلت من أجل تقديم الإخلاء الصحي لسفينتين أجنبيتين قرب ميناء المحمدية.
وأضاف البلاغ ،أن سفينة شحن تدعى ‘ليندن’ تعرضت صباح يوم الثلاثاء لعطب بمحركاتها أدى إلى جنوحها على بعد 2,5 كيلومترا جنوب شرق ميناء المحمدية. وفور تلقيها إشارة الإغاثة، سارعت البحرية الملكية إلى إرسال مروحية لإجلاء عنصرين من طاقم السفينة، كانا في وضعية صحية حرجة. كما استنفرت وحدة بحرية إلى عين المكان لمراقبة السفينة المنكوبة وتقديم الدعم اللازم.
وأضاف المصدر ذاته أنه “وفي نفس اليوم وغير بعيد عن موقع الحادث، تلقت البحرية الملكية إشارة أخرى تفيد بوجود ثلاثة عناصر في وضعية صحية حرجة على متن سفينة شحن صينية تدعى ‘طاي هوا وان’ كانت ترسو قرب ميناء المحمدية، حيث تم على وجه السرعة إيفاد مروحية أخرى لإجلاء المصابين الثلاثة. وأوضح البلاغ أن “العمليتين تمتا بتنسيق محكم مع الدرك الملكي ومركز تنسيق عمليات البحث والإنقاذ. كما تم تسليم المرضى إلى عناصر الوقاية المدنية لتقديم المساعدة الطبية اللازمة”
ووفقا لبعض المصادر، فإن سوء الأحوال الجوية على السواحل الأطلسية، المتمثل في رياح عاتية وأمواج عالية تجاوزت 6 أمتار، تسبب في فقدان السفينة لتوازنها، ما أدى إلى عطب في محركها وإصدار نداء استغاثة عاجل.
وبينما حاولت خافرة إنقاذ تابعة لميناء المحمدية الوصول إلى الموقع، أعاقت الأمواج الشديدة تحركها، مما أجبر السلطات على اللجوء إلى تدخل جوي عبر مروحية تابعة للبحرية الملكية لإنقاذ الطاقم.
وبفعل التيارات البحرية القوية، جرفت السفينة الفارغة من الحمولة (عدا 14 طنا من الوقود) نحو الشاطئ، حيث علقت بين الصخور وسط مراقبة آلاف السكان الذين تجمهروا في المنطقة.
الحادث أدى إلى استنفار غير مسبوق للسلطات الأمنية والمحلية، حيث انتشرت فرق الوقاية المدنية وعناصر الأمن لحراسة السفينة من أعمال النهب، فيما تم تطويق المنطقة بحواجز عائمة لمنع أي تسرب محتمل للمحروقات.
وأكدت بعض المصادر أنه تم تشكيل خلية أزمة برئاسة والي الجهة لمتابعة الوضع، خاصة مع احتمالية تسرب الزيوت التي تهدد النظام البيئي البحري الهش.الحادث دفع البعض إلى الدعوة لتحديث الإمكانيات اللوجستية للتعامل مع الكوارث البحرية في ظل التغيرات المناخية المتزايدة، والعمل على تعزيز آليات الطوارئ والحماية البيئية.