ارتفعت درجات الحرارة في الأجواء المصرية مباشرة بعد انطلاق كأس افريقيا لكرة القدم، وبدا واضحا أن لاعبي المنتخبات الحاضرة يعانون من من سخونة الطقس وارتفاع نسبة الرطوبة، وبات إكمال شوطي المباراة على نفس الإيقاع من باب المستحيلات. ولاحظ المتتبعون كيف ينخفض مردود اللاعبين ويتراجع عطائهم مع تقدم دقائق المباراة، خاصة تلك المبرمجة منها نهارا. وحتى عندما أقر الاتحاد الافريقي للعبة بإجراء توقيف عن اللعب مرة في كل شوط من أجل إتاحة الفرصة للاعبين لشرب المياه، فالأمر يبدو أنه لم يكن كافيا لحماية اللاعبين
من “ لهيب” حرارة الجو والطقس.
في ظل هذه الأجواء الساخنة، أعيد النقاش حول التغيير الذي أحدثته الكاف على توقيت تنظيم البطولة، والذي أصبح محددا في فصل الصيف عوضا عن الشتاء، حيث بدأت الأصوات ترتفع محتجة على إجراء هذا التغيير، ومتسائلة حول دوافعه التي راعت على ما يبدو مصالح الأندية الأوربية ضدا على مصلحة المنتخبات ولاعبيها.
حرارة الطقس في مصر غير محتملة في هذه الفترة الحالية بالنسبة للإنسان العادي، الذي لا يضطر لبذل مجهود بدني، فبالأحرى للاعب كرة القدم مطالب بالركض والجري وبالاندفاع البدني لما يفوق في معظم الأحيان تسعين دقيقة هي عمر المباراة.
وبشهادة مدير مركز التحاليل والتنبؤات بالهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، وفق تقارير إعلامية، فمصر تشهد منذ أيام ارتفاعا في درجات الحرارة لتسجل 39 إلى 40 درجة مئوية على كافة الأنحاء.
كما أن ن نسب الرطوبة تبلغ خلال ساعات النهار من 25 إلى 30%، و تزيد خلال فترات الليل وحتى الصباح الباكر لتصل إلى 75% على مستوى القاهرة.
وأكيد أن مصر تشهد حالياً موجة حارة يعاني منها اللاعبون والجمهور على حد سواء في كل الملاعب المحتضنة لمباريات كأس افريقا.
في هذا الإطار، قال مدرب المنتخب المصري : « نعاني من تراجع الأداء في الشوط الثاني بدنيا ونحاول التغلب على ذلك الأمر ، وقد ندفع بوجوه جديدة لتجنب الإرهاق».
فيما صرح باتريس بومبيل، المدرب المساعد لهيرفي رونار مدرب المنتخب الوطني المغربي، بأن الفريق استعد بشكل جيد للتعامل مع درجات الحرارة أثناء بطولة أمم إفريقيا، قائلًا إن تهيئة أجساد اللاعبين للتعامل مع الموقف كانت أكثر ما يعنيهم.
وقال بوميل في تصريحات إعلامية عقب الفوز على ناميبيا:
« قمنا باستعداد جيد للمباراة، وكنا نعلم أنها ستكون مضغوطة، وحاولنا التعامل مع مشكلة درجات الحرارة، وكنا نتوقع هذا الأمر وقمنا بكل التحضير اللازم له بشكل جيد .. أجرينا مباريات عديدة في مراكش، ودخلنا في معسكر هناك وتدربنا ولعبنا مباريات من أجل التأقلم مع الطقس الحار.»
وأضاف: «حاولنا التعامل مع اللاعبين بشكل جيد على مستوى الطقس وتهيئة أجساد اللاعبين لهذا الموقف، خاصة أن عددا كبيرا منهم لم يشارك في بطولة إفريقيا من قبل».
ويبقى السؤال مطروحا بحدة مع توالي مباريات الكان وتزايد ارتفاع درجات الحرارة، هل ستؤثر سخونة الطقس في انخفاض سخونة المباريات والمواجهات بين المنتخبات التي ستنجح في الظفر ببطاقة العبور للأدوار المقبلة؟ وهل سيعيد الاتحاد الافريقي التفكير في تغيير توقيت إجراء البطولة بعد اختتام النسخة الحالية، تفاديا لما يعانيه اللاعبون من حرارة الطقس ويعيد تنظيمها في فصل الشتاء كما كان الأمر من قبل؟
حرارة الطقس تثير النقاش من جديد حول توقيت الكان

الكاتب : مبعوث الجريدة إلى القاهرة: عزيز بلبودالي
بتاريخ : 29/06/2019