حضور النظري والتطبيقي في المهرجان العاشر للسينما بسيدي عثمان بالدار البيضاء

 

في إطار مهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية في دورته العاشرة، وتحت شعار «السينما للجميع»، عرف المركب الثقافي مولاي رشيد بالدار البيضاء على الساعة الثالثة والنصف زوالا من يوم الخميس 10 أكتوبر 2024، توقيع مؤلف لأحمد سجلماسي موسوم ب «وجوه من المغرب السينمائي، سينمائيون رواد بيننا» ضمن سلسلة منشورات النادي السينمائي لسيدي عثمان، وهو الكتاب السادس من هذه السلسلة، حيث سلط فيه الضوء المؤلف على تسعة مخرجين سينمائيين رواد لازالوا على قيد الحياة، فما ميز هذا الجزء هو الوقوف على تفاصيل حياة هؤلاء المبدعين ومنجزاتهم الفيلمية بما فيه ممارساتهم الفنية موازاة مع تحديد الأمكنة والتواريخ، حتى يمكن للمتلقي أن يتوفر على فكرة شمولية عن المشهد السينمائي المغربي.
وفي حديث لأحمد سيجلماسي خلال تقديمه للكتاب، اعتبر نفسه موثقا وليس مؤرخا أو ناقدا، كما أشار للصعوبات التي واجهته في تجميع المعلومات الخاصة عن هؤلاء السينمائيين، خاصة فيما يخص الحصول على صورهم في غياب مساعدة المركز السينمائي المغربي، وصعوبة ولوج الأرشيف الموجود في حوزته.
وفي هذا الصدد جاء في مقدة كتابه ما يلي: «… في هذا الجزء السادس نسلط بعض الأضواء على حياة وأعمال تسعة رواد آخرين قاربوا أو تجاوزوا الثمانين من عمرهم ولا يزالون في غالبيتهم حاضرين إبداعيا في ساحتنا الفنية. يتعلق الأمر بالمخرجين عبد الله الزروالي ولطيف لحلو وحميد الزوغي وحميد بناني ومصطفى الدرقاوي ومحمد عبد الرحمان التازي وأحمد المعنوني ومومن السميحي وعبد الكريم محمد الدرقاوي…».
وفي ختام هذا التقديم أعطيت الكلمة للقاعة لطرح أسئلة انصبت في نفس الموضوع ليختم هذا اللقاء بتوقيع الكتاب.
وفي الساعة الرابعة والنصف مساء من نفس اليوم، عرفت نفس القاعة ورشة القراءة الفيلمية من تأطير الباحث السينمائي يوسف أيت همو، بحضور عدد من المهتمين والطلبة بالحقل السينمائي، حيث قام المؤطر بجرد نظري عن السينما بشكل عام، انطلاقا من تجربته الشخصية مع طلبته بكلية الآداب بمراكش، حيث تطرق لأهمية العلوم الإنسانية في التحليل الفيلمي كالفلسفة وعلم النفس والأنطروبولوجية والسيميائيات، ومدى أهمية الجانب النفسي في الإبداع السينمائي، مع جرد ديداكتيكي لتشريح وتفكيك المشاهد السينمائية، انطلاقا من قواعد حصل عليها من احتكاكه بالمخرجين الفرنسيين الذين حضروا المهرجان السينمائي الدولي بمراكش، ومن بين هذه القواعد القراءة الفيلمية الخارجية كربط الفيلم بسياقه التاريخي والجغرافي وتحليل الفيلم من خلال النظريات الكبرى كالفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس… وتأويل الفيلم سياسيا، فلسفيا وحضاريا، ثم في الأخير الفيلم والنقد وشباك التذاكر.
وفي نهاية اللقاء تم عرض فيلم قصير تحت عنوان «أمل» لمخرجه علي بنكيران، كنموذج تطبيقي، ثم مارس عليه كل الاستنتاجات النظرية للوقوف على أهم المشاهد القوية فيه بمعية الاعتماد على توظيف الصوت والمونتاج والصورة والألوان، ليخلص إلى أنه مهما توفرت كل الإمكانيات التقنية في إنجاز الأفلام فإن العنصر الأساسي في إنجاح الإخراج هو الصدق وما ينتج عنه من أحاسيس حقيقية نابعة من عمق الذات المبدعة. وفي الختام وزعت شهادات على الحاضرين في هذا الورش.
وفي ختام هذا اليوم تم عرض الأفلام القصيرة المشاركة في مسابقة المهرجان وهي كالتالي: «أيام رمادية للمخرج رضا هنكام، لي لانتصار الأزهري، أنين صامت لمريم جبور، خريف لمحمد الميساوي، وجدان لهلال العزوزي وأسيف لياسين أيت فقير» ليسدل الستار عن اليوم الثاني من المهرجان.


الكاتب : شفيق الزكاري

  

بتاريخ : 12/10/2024