تخليدا لذكرى الوفاء لروح المناضل محمد زعتري الذي غادرنا يوم الاثنين 19فبراير2024، نظمت النقابة الوطنية للتعليم بالدار البيضاء حفلا تأبينيا للفقيد، تحت شعار(أوفياء لروح الفقيد ورصيده النضالي في الدفاع عن الأسرة التعليمية، والمدرسة العمومية الحداثية)، وذلك مساء يوم الجمعة 19 أبريل 2024 بقاعة محمد عابد الجابري بنادي التعليم الهمداني.
وقد افتتحت الأمسية التأبينية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وقراءة الفاتحة ترحما على روح الفقيد. وفي الكلمة الافتتاحية للنقابة الوطنية للتعليم المنظمة لحفل التأبين ، أشار إبراهيم رشاد عضو المكتب الوطني للنقابة ،وعضو لجنة التحضير لحفل التأبين، إلى أن النقابة إذ تحيي الذكرى الأربعينية لوفاة المناضل محمد زعتري فهي تجسد ثقافة الوفاء و العرفان لرمز من رموز العمل النقابي بمعناه النبيل ،الملتزم بالدفاع عن الهيئة التعليمية، كما أشاد بخصال الفقيد ومواقفه المبدئية وحضوره الإشعاعي. وبعد ذلك أدلى الصادق الرغيوي الكاتب العام للنقابة الوطني للتعليم بكلمة تأبينية ، استحضر من خلالها رصيد الفقيد النقابي والسياسي ، وخصاله المتميزة بالصدق والجدية والموضوعية في تناول الملفات ،كما أبرز أدواره في مجال تكوين الشباب المدرس (ة)، بالإضافة إلى كونه منسقا للجنة الأبحاث والدراسات، التي كانت واجهة النقابة الوطنية للتعليم في مجال الإصلاح التربوي والتكويني، ومواكبة المستجدات التربوية، وبلورة منظور النقابة الوطنية للسياسة التعليمية بالمغرب. وأشار إلى تولى الفقيد رئاسة المؤتمر الوطني الحادي عشر للنقابة الوطنية للتعليم، مما يؤكد ثقة زملائه وتقديرهم لقدراته القيادية والتنظيمية وأضاف بأن فقيد الحركة النقابية محمد الزعتري كان رمزا للنضال والتفاني في العمل وقد ترك إرثا عظيما يلهم الأجيال القادمة من المدرسين والنقابيين، وانه لفخر لنا أن نحتفي بذكراه، ونستلهم من مسيرته العطرة دروسا في النضال والتضحية من أجل الأسرة التعليمية والمدرسة العمومية الحداثية.
وبعد كلمة الكاتب العام للنقابة، تم عرض شريط قصير حول حياة الفقيد أعدته النقابة الوطنية للتعليم بهذه المناسبة، يتضمن بعض المحطات من حياته، تجسد عمله النقابي والسياسي والجمعوي والجماعي، لتتوالى بعد ذلك شهادات بعض الفعاليات النقابية والسياسية والجمعوية في حق الراحل، وهم الأساتذة جمال شفيق رئيس الجمعية المغربية لمفتشي التعليم الثانوي، ومحمد بوعزيز عضو المكتب الوطني للتضامن الجامعي المغربي نيابة عن عبد الجليل باحدو رئيس منظمة التضامن الجامعي المغربي، عبد اللطيف اليوسفي، وعمر بن بادة ومحمد محب الرئيس السابق لجماعة المعاريف، والمصطفى منظور رفيقه في العمل الجماعي، عضو مجلس مقاطعة الحي الحسني ،بالإضافة إلى صديق الراحل عبد الرحيم الساخي. واختتمت الشهادات بكلمة الأسرة ألقتها نيابة عنهم سناء بنت المرحوم التي شكرت من خلالها المتدخلين والنقابة المنظمة لحل التأبين، كما عبرت عن مكانة أبيهم، ودوره في تربيتهم على المبادئ والأخلاق النبيلة، وحرصه على تعليمهم وإعدادهم.
تبين من خلال الشهادات التي أدلى بها رفقاء الفقيد في مختلف المواقف والمسؤوليات الخصال والمناقب التي كان يتحلى بها الراحل محمد زعتري، خاصة منها نضاله المستميت الصادق ودفاعه عن نساء ورجال التعليم، أساتذة مفتشين
وإداريين، وانخراطه في الدفاع عن المدرسة العمومية الحداثية، مما يجعلنا نقول أن الفقيد محمد زعتري حي بيننا وفي قلوبنا وسيبقى رمزا للنضال يلهم الأجيال الحالية وأجيال المستقبل برصيده النضالي الحافل، وكم نشعر بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة ونحن نودع أحد المناضلين والشرفاء الذي جمع بين النضال النقابي والسياسي والجمعوي والتربوي. إن الحضور الوازن في هذه الأمسية التأبينية اعتراف بما قدمه الفقيد من خدمات لوطنه في مختلف الواجهات .
وتميز الحفل بحضور وازن تتقدمه زوجة الراحل وأبناؤه والأقارب، وبحضور فعاليات نقابية وحزبية وجمعوية، وتربوية ،ومنتخبين على رأسهم رئيس مقاطعة الحي الحسني الطاهر اليوسفي ،والبرلماني صلاح الدين الشنقيطي، وحنان جبران عن جهة الدار البيضاء سطات، وإعلاميين وأصدقاء المرحوم، مما يبرز مكانة الراحل وقيمته باعتباره كان مناضلا وطنيا صادقا، ورمزا من رموز النضال السياسي والنقابي، كرس حياته للدفاع عن الأسرة التعليمية ،إلى جانب مناضلات ومناضلين النقابة الوطنية للتعليم، وللدفاع عن المدرسة العمومية، وعن ساكنة الحي الحسني.
واختتم الحفل بتقديم الصادق الرغيوي الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم تذكار العرفان والوفاء لأسرة الفقيد، وتقديم مجموعة من الصور الشخصية تخص الراحل في محطات نقابية نضالية، ولوحة تحمل صورة الفقيد تولى تقديمها باسم النقابة، إبراهيم الباعمراني الذي نسق فقرات الأمسية التأبينية وسيرها .