حفل سريع في آخر الليل

بِكل الرَّنين
الذي في فضّة الأشياء
والإبداع الّذي
في أشكالها
والسُّكر الذي
في دقائق اللحظةِ المنسابة
مثل نهر جامح.
بكل العطر الذي
في كلمة الحياة
والسحر المنساب
من أحلامها،
بكل الضوء المتراكم
في عيون الوقت
صفَّ حجارة الوقت
عاليا

عاليا
الواحدة تلو الأخرى،
ثم وقف مثل جبل متعب
عند نهاية الشارع
يوزع ضحكاته الثمينةَ
على العابرين
إلى جهاتهم المجهولة
ويحلم بحفنة رمل تغطِّي ألَمَهُ
المشتعل في أعمق شهوةٍ
لوَّحت بها امرأة
فاترة الألوان
بنظرة كلُّها علامات وأرقام.
بكل الحب
الذي خاط في الليالي الباردة
رداءَه الشفيفِ
والأمل المنكمش
خلف دفء الكلمات
كان يوصي أجنحته التي من شمْعٍ
أن تصمُد قليلاً
ريثما يجهّزَ مسامير ألمه
ويفقأ عين صبره
بنظرة أخيرة
في وجه قدره.
بكل الأنين
الذي يتدفَّق من شريان لحظته
والعَتَبِ الذي ترسَّب
في أعماق كلماته
كان يقصُّ بقسوةٍ شاعريةٍ
وشائجَ الربيعِ التي بينه وبين ضجيجِ السَّاعة في مِعْصَمِه.
خمسةٌ وثمانونَ حجرا صفَّهم عاليا
في غفلة من الوقت
يسقيهم من دم قلبِه
لكنَّه نسي أن يجعل لعمارة القلب شرفةً
يُطِلُ منها على احتمالات الحياة
ويلقي من عليائها
جثث أحلامه الفاسدة
لحظةَ تنام النوافذُ عن تفاصيل الأشياء،
تنقطع كهرباءُ الحبِّ
ويُحيطُ به من كل الجهات
دودُ الأحبابِ
من أجل حفلٍ سريعٍ في آخرِ اللَّيل.


الكاتب : أحمد هلالي

  

بتاريخ : 07/07/2023