حقينة سدود المغرب تسجل عجزا إجماليا خطيرا يناهز 11 مليار متر مكعب

المياه المخزنة تراجعت خلال شهر واحد بـ 182 مليون متر مكعب

المسيرة، ثاني أكبر سد في البلاد، لم يعد يخزن سوى 5 ٪ من طاقته

 

بعد انحباس الأمطار لعدة أسابيع، عاد شبح الجفاف ليخيم من جديد على وضعية السدود بالمغرب، بعدما أخذ مخزونها الضعيف يتراجع بوتيرة سريعة، بتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وتبخر المياه كلما اقترب فصل الصيف.
وتفيد آخر البيانات التي أصدرتها المديرية العامة لهندسة المياه بوزارة التجهيز، أن حقينة السدود الرئيسية بالمملكة هبطت خلال شهر واحد (بين 17 مارس و17 أبريل 2023) بأزيد من 182 مليون متر مكعب، حيث تراجع إجمالي المياه السطحية المخزنة من 5615 مليون متر مكعب إلى 5433 مليون متر مكعب، وهو ما جعل نسبة ملء السدود تنخفض ب 1.1 في المائة، مسجلة في 17 أبريل الجاري، معدل 33.7 في المائة عوض 34.8 في المائة المسجلة يوم 17 مارس 2023.
وتسبب الانخفاض الواضح في التساقطات المطرية خلال العام الجاري، في تراجع خطير لمخزون السدود الرئيسية بالمملكة والتي بلغ عجزها المائي حوالي 10.7 مليار متر مكعب، فمن أصل 16.2 مليار متر مكعب من طاقتها الاستيعابية، لم تعد تخزن سوى 5.4 مليار متر مكعب، معرضة هي الأخرى لمزيد من التناقص نتيجة موجات الحرارة المرتقبة خلال الشهور الثلاثة القادمة من فصل الصيف.
وإلى حدود أمس الاثنين 17 أبريل 2023، هبطت نسبة الملء في سدود المملكة من 34.3 في المائة خلال نفس التاريخ من العام الماضي إلى 33.7 في المائة حاليا، ويعزى هذا التراجع في مستوى مياه السدود إلى الانخفاض الكبير في حجم التساقطات المطرية هذا العام، وبالإضافة إلى قلة التساقطات المطرية وتأخرها، اتسمت مواصفات التساقطات بسوء التوزيع الزمني والمجالي.
ويتوفر المغرب حاليا على حوالي 145 سدا كبيرا، و250 سدا صغيرا، وتتفاوت نسبة الملء داخل هذه السدود حسب موقعها الجغرافي، فبينما تعرف بضعة سدود واقعة على الأنهار الكبرى وفي المناطق المطيرة نسبة ملء عالية، كما هو الحال بسد وادي المخازن بالقصر الكبير، والذي تحسنت نسبة ملئه لتصل إلى 82.3 في المائة، عوض 68.5 في المائة خلال نفس الفترة من العام الماضي، وسد الوحدة بتاونات، وهو أكبر سد في المغرب، والذي وصلت حقينته إلى حدود أمس لنحو 57.8 في المائة، وسد النخلة بتطوان 95 في المائة، وسد شفشاون 98.9 في المائة .. تعاني السدود الواقعة في وسط وجنوب المملكة من تراجع خطير في مخزونها المائي كما هو الحال بالنسبة لسد بين الويدان بإقليم أزيلال الذي نزلت حقينته إلى 18.4 في المائة في 17 أبريل 2022، ونفس التدهور عرفه مخزون سد المسيرة وهو ثاني أكبر سد بالمغرب، الواقع في إقليم سطات حيث هبط معدل ملئه إلى 5.1 في المائة، علما أن هذا السد يؤمن الحاجيات المائية للعديد من المناطق الواقعة في جهة الدار البيضاء- سطات.
وبينما شكلت السدود، عبر عقود، صمام أمان للمغرب الذي يعتمد اقتصاده على الموارد المائية بشكل كبير، أصبحت هذه الأخيرة تتناقص عاما بعد عام، بفعل التقلبات المناخية، حتى أصبحت المملكة اليوم في وضعية حرجة دقت ناقوس الخطر بشأنها العديد من المنظمات والمؤسسات الوطنية والدولية.
ولمواجهة هذه الأزمة المائية، بادر المغرب إلى وضع برنامج الأولويات الوطنية لتوفير مياه الشرب والري 2020-2027. والذي يغطي كافة مناطق المملكة. ويتعلق الأمر بتحسين إمدادات المياه، ولاسيما من خلال بناء السدود وإدارة الطلب على المياه، وخاصة في القطاع الزراعي، وتعزيز إمدادات مياه الشرب في المناطق القروية، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة في ري المساحات الخضراء والتواصل والتوعية بهدف تعزيز الوعي المرتبط بأهمية الحفاظ على الموارد المائية وترشيد استخدامها. وقد أعطى الملك تعليماته السامية لتنفيذ هذا البرنامج الذي ستبلغ كلفته الإجمالية 115 مليار درهم. وبشكل ملموس، يهدف البرنامج إلى تعزيز الإمكانات الوطنية من خلال بناء 20 سدا كبيرا بسعة 5.38 مليار متر مكعب. بالإضافة إلى السدود الصغيرة والسدود التلية، نظرا لما لها من أهمية خصوصا بالنسبة لسكان المناطق الجبلية والقروية البعيدة ودورها في تعبئة المياه المحلية الناتجة عن الأمطار الغزيرة المؤقتة.


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 18/04/2023