باشر النجم المغربي أشرف حكيمي، لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، مرحلة حاسمة من برنامجه التأهيلي، في سباق مع الزمن لاستعادة جاهزيته قبل انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا، التي يستضيفها المغرب بعد أسبوعين.
وعاد حكيمي إلى التدريبات الفردية فوق أرضية الملعب داخل مركز تدريب سان جيرمان، بعد أسابيع من الغياب نتيجة إصابة قوية بالتواء حاد على مستوى الكاحل الأيسر، تعرض لها يوم 4 نونبر الماضي خلال مواجهة بايرن ميونخ الألماني، التي انتهت بخسارة الفريق الباريسي بهدفين لهدف ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا.
وتجاوز الدولي المغربي مرحلة التأهيل الطبي، حيث بدأ الجري على العشب دون لمس الكرة، في انتظار المرور إلى محطات أكثر تقدما، تشمل تدريبات فردية بالكرة قبل الانخراط لاحقا في الحصص الجماعية مع زملائه.
ورصدت كاميرات وسائل الإعلام القادمة إلى ملعب التدريبات لحظة عودة حكيمي إلى العمل الميداني، بعد فترة علاج دامت ثلاثة أسابيع في إسبانيا، تخلص خلالها من الحذاء الطبي الواقي، قبل أن يستأنف استعداداته داخل القاعة الخاصة باللياقة في باريس.
ورغم المؤشرات الإيجابية التي ترافق تطور حالته، ما يزال الطاقم الطبي للنادي الباريسي يتعامل بحذر كبير مع ملف عودته إلى المنافسات الرسمية.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن إمكانية ظهوره في المباريات قبل نهاية السنة تبقى مستبعدة، بينما سيواصل اللاعب خوض تدريبات فردية إلى حين اجتيازه الفحوص الطبية الحاسمة، التي ستحدد بشكل دقيق موعد دمجه في التداريب الجماعية.
وأثار وضع حكيمي الصحي جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، في ظل الترقب الشعبي لمشاركته مع المنتخب المغربي في نهائيات أمم إفريقيا، خاصة بعد تداول تقارير وصفت إصابته بالخطيرة، وقللت من فرص لحاقه بالموعد القاري.
غير أن اللاعب نفسه أبدى إصرارا كبيرا على العودة السريعة إلى الملاعب، قبل أن يُتوج نهاية العام الجاري بجائزة أفضل لاعب في القارة السمراء لعام 2025، متفوقا على المصري محمد صلاح والنيجيري فيكتور أوسيمين، ما زاد من التفاؤل بقدرته على قيادة أسود الأطلس في البطولة.
وشارك باريس سان جيرمان جماهيره عبر خاصية «ستوري» مقطع فيديو للاعب أثناء قيامه بالتدريبات الفردية، في خطوة عكست تقدم حالته العلاجية. كما أكد النادي في تحديثه الطبي الأخير أن حكيمي يواصل برنامجه التأهيلي بشكل منفرد، في انتظار تطورات جديدة خلال الأيام المقبلة.
ويضع حكيمي رهان العودة إلى نسق المنافسة في أقرب وقت ممكن، على أمل المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستنطلق يوم 21 دجنبر 2025 بالمغرب، وتستمر إلى غاية 18 يناير 2026، حيث سيستهل المنتخب المغربي مشواره في البطولة بمواجهة منتخب جزر القمر في المباراة الافتتاحية.
ومن المنتظر أن يكون حكيمي أول الوافدين على التجمع التدريبي للمنتخب الوطني، تحضيرا لهذا الموعد القاري، بعدما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن فترة التسريح الإلزامي للاعبين المشاركين رفقة منتخباتهم في نهائيات كأس أمم إفريقيا (كان 2025)، ستتقلص إلى سبعة أيام وستبدأ يوم 15 دجنبر الجاري.
وأفاد بلاغ للاتحاد بأن قرار مكتب مجلسه «يأتي إثر مباحثات بناءة قادها (فيفا) ومجموعة من الجهات الفاعلة، وبفضل مقاربة تبناها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، تقوم على أساس روح التضامن، لتقليص أثر القرار على مختلف الأطراف المعنية، وتماشيا مع نفس المبدأ الذي طبق خلال كأس العالم فيفا 2022».