تعيش عدة مستشفيات عمومية على إيقاع الخصاص في عدد الأطباء، خاصة الاختصاصيين منهم، مما يثقل كاهلهم من أجل محاولة الاستجابة للحاجيات الطبية المرتفعة للمرضى، الذين بدورهم يعانون الأمرّين حين توضع أسماؤهم في لوائح الانتظار، ويتسلحون بالصبر في انتظار موعد قد يأتي أو لا يأتي، خاصة إذا ما كانت وضعيتهم الصحية متدهورة، ويعيشون الهشاشة والفقر، مما يحول دون طرقهم لأبواب المؤسسات الصحية الخصوصية.
ارتفاع أعداد لوائح الانتظار وتنامي المشاكل المرتبطة بالحاجيات الصحية، دفع الدكتور محمد الشهبي، الاختصاصي في طب وجراحة العيون إلى إطلاق مبادرة لإجراء ألفي عملية لإزالة المياه البيضاء للمعوزين من ساكنة العاصمة الاقتصادية، إلى جانب تعهده بتنظيم حملة أخرى في الراشيدية تشمل ألف معوز سيستفيدون بدورهم من هذا النوع من التدخلات الطبية. وأعلن الدكتور الشهبي عن مبادرته خلال استضافته ضمن برنامج إذاعي صباح الثلاثاء، وصرّح بكونه سيقدم على هذه الخطوة بعدما نظّم حملة نهاية الأسبوع الفارط لحوالي 50 مستفيدا، خلقت جدلا في أوساط بعض المهنيين بالقطاع الخاص، مما جعله يؤكد أنه يجب التخفيف من أعباء المرضى وعدم إثقال كاهلهم بالمصاريف الطبية، مشددا على ضرورة ابتعاد بعض الأطباء عن البذلة التجارية، وأن يكون الهدف هو خدمة المريض وفقا للقسم الذي يؤديه الطبيب ولأخلاقيات المهنة.
وكشف الاختصاصي في أمراض العيون، عن مجموعة من الأعطاب في تصريحه الإذاعي، الذي سلّط من خلاله الضوء على وضع قاتم مرتبط بممارسات بعض الأطباء، ورفضهم لهذا النوع من الحملات التطوعية التي يرون أنها تؤدي إلى تراجع مداخيلهم، مؤكدا أن المعوزين لا طاقة لهم بطرق أبواب القطاع الخاص، وبالتالي سيظلون في لوائح الانتظار، وهو ما يجب أن يكون حافزا لمساعدتهم والتخفيف من آلامهم، مشددا على أن المستشفيات لا يمكنها أن تتحمل أعداد المرضى الباحثين عن علاجات لكل أمراضهم، وهو ما يستوجب، بحسبه، الانخراط بجدية ووطنية في تقديم الخدمة الصحية للمواطنين المعوزين كتعبير عن تقاسم الانتماء لهذا الوطن.