شهد إقليم النواصر خلال الأيام الأخيرة تنظيم حملة تحسيسية واسعة تروم ترسيخ قيم السلوك المدني لدى المواطنات والمواطنين، وذلك في إطار مقاربة تشاركية جمعت بين السلطات الإقليمية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجماعات الترابية وعدد من جمعيات المجتمع المدني.
الحملة التي أشرفت عليها عمالة إقليم النواصر، بتنسيق مع المصالح الخارجية والمؤسسات التربوية، استهدفت مختلف الفئات الاجتماعية، خصوصا التلاميذ والشباب وعموم مرتادي الفضاءات العمومية، من خلال سلسلة من الأنشطة الميدانية والورشات التواصلية التي ركزت على التربية البيئية، واحترام المرفق العام، والسلامة الطرقية، وترسيخ روح المواطنة المسؤولة.
وانطلقت المبادرة من قناعة راسخة بأن السلوك المدني لا يُبنى بالقوانين وحدها، بل بالتحسيس المستمر وبالقدوة اليومية داخل الفضاء العام، حيث عملت الفرق الميدانية على تقريب الرسائل التوعوية بلغة بسيطة وبوسائل تفاعلية شملت العروض البصرية، والملصقات، والتمارين التطبيقية التي تحاكي مواقف واقعية من الحياة اليومية.
وتنوعت فضاءات الحملة بين المؤسسات التعليمية والمراكز السوسيو-ثقافية وساحات الأحياء، حيث تجاوبت الساكنة بشكل لافت مع مضامينها، خصوصا الأطفال الذين تفاعلوا مع أنشطة السلامة الطرقية وفرز النفايات، في جو من التعلم باللعب والتجريب. وأكد عدد من المؤطرين بالمناسبة على أن الهدف من هذه الحملة هو «تحويل التحسيس من نشاط موسمي إلى ثقافة يومية تسكن سلوك المواطن»، مشيرين إلى أن نجاح مثل هذه المبادرات رهين بتعاون الجميع، من إدارة وجماعة ومدرسة وأسرة، في جعل المرفق العمومي فضاء مشتركا يستحق العناية والاحترام.
وتندرج هذه المبادرة في إطار تفعيل برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خاصة ما يتعلق بالمحور الثالث المتصل بتقوية الرأسمال البشري، عبر دعم المشاريع التوعوية والتربوية الموجهة للأطفال والشباب. كما تواكب الحملة الجهود الإقليمية المبذولة في مجال التربية المدنية، وتحسين العلاقة بين المواطن والإدارة على أساس القرب والمشاركة.
وقد لاقت الحملة استحسانا من طرف الساكنة، التي اعتبرت أن مثل هذه الأنشطة تساهم في خلق وعي جماعي يحترم النظام والنظافة ويعزز روح الانتماء إلى الفضاء المشترك، داعية إلى تعميمها على باقي جماعات الإقليم وجعلها تقليدًا تربويًا دوريًا.