حمى الوقت الضائع تعيد الحياة لثلاثة منتخبات في النهائيات القارية

كانت الإثارة والمفاجآت هي السمة الأبرز في مرحلة المجموعات، التي اختُتمت يوم الأربعاء، ببطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، المقامة حاليا في كوت ديفوار.
ولعبت دراما الوقت المحتسب بدلا من الضائع للمباريات والأهداف التي أُحرزت خلالها دورا في صعود أكثر من منتخب للأدوار الإقصائية في المسابقة، التي تنتهي فعالياتها في 11 فبراير المقبل، والإطاحة بأحلام منتخبات أخرى في التأهل لدور ثمن النهائي، لاسيما في المجموعتين الثانية والثالثة.
وظلت حسابات التأهل للدور الثاني مفتوحة على مصراعيها حتى اللحظات الأخيرة من الجولة الثالثة لمنافسات هاتين المجموعتين، قبل أن يمنح الوقت الضائع منتخب مصر، البطل التاريخي للمسابقة برصيد 7 ألقاب، ومنتخب الكاميرون، أقرب ملاحقيه بقائمة المتوجين بالبطولة بخمسة بطولات، الفرصة لاستمرار مسيرتهما في المسابقة.
ودخل المنتخب المصري الجولة الأخيرة في المجموعة الثانية، وهو مطالب بالفوز على منتخب الرأس الأخضر لحسم تأهله رسميا للدور المقبل وتجنب الدخول في الحسابات المعقدة.
وكان منتخب مصر يحتل المركز الثاني برصيد نقطتين، بفارق 4 نقاط خلف منتخب الرأس الأخضر، الذي ضمن صدارته للمجموعة قبل خوض الجولة الأخيرة، وكذلك حسم تأهله لمرحلة خروج المغلوب، فيما تواجد منتخبا غانا والموزمبيق في المركزين الثالث والرابع على الترتيب برصيد نقطة وحيدة.ومع بداية الوقت الضائع للشوط الثاني بكلتا المباراتين، كانت النتيجة تشير لتعادل مصر 1 – 1 مع الرأس الأخضر، وتقدم غانا 2 – 0 على الموزمبيق، لتصبح بطاقة التأهل 16 من نصيب منتخب النجوم السوداء، في ظل تقدمه للمركز الثاني برصيد 4 نقاط، بفارق نقطة أمام المنتخب المصري، الذي تراجع للمركز الثالث بناء على هاتين النتيجتين.
وبينما تقدمت مصر بهدف ثان لمصطفى محمد في الدقيقة الثالثة للوقت الضائع للمباراة لتصبح النتيجة 2 – 1 للفراعنة، قلص منتخب الموزمبيق الفارق بتسجيله هدفا بالوقت الضائع في اللقاء الآخر، لتصبح النتيجة 2 – 1 أيضا لغانا.
ولم يهنأ المنتخب المصري بتقدمه كثيرا، بعدما أدرك منتخب الرأس الأخضر التعادل وينتهي اللقاء 2 – 2، ليعود الفريق للمركز الثالث بجدول الترتيب مجددا، لكن سرعان ما منح المنتخب الموزمبيقي طوق النجاة للفراعنة، بعدما أحرز الهدف الثاني في شباك غانا، لتنتهي مواجهتهما بالتعادل 2 – 2. وبذلك، اقتنص المنتخب المصري بطاقة الترشح لدور الثمن، فيما ودعت غانا، الفائزة باللقب 4 مرات، البطولة مبكرا بعدما تواجدت في المركز الثالث بنقطتين فقط، لتفشل في التواجد ضمن أفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث بالمجموعات الست المتأهلة للأدوار الإقصائية.
ولعب الهدفان اللذان أحرزتهما الموزمبيق، التي ودعت البطولة بحلولها في مؤخرة ترتيب المجموعة الثانية، دورا أيضا في منح كوت ديفوار ورقة الترشح، عبر تواجدها ضمن أفضل ثوالث، بعدما استفادت من حصول غانا على نقطتين فقط، حيث أنهى منتخب (الأفيال) مسيرته بالمجموعة الأولى بالمركز الثالث وفي جعبته 3 نقاط، وفارق أهداف (- 3) وهو ما قلل كثيرا من حظوظه في الصعود.
وربما تكون هذه الهدية الموزمبيقية بمثابة “القشة” التي يستند عليها المنتخبان المصري والإيفواري، الذي أحرز كأس الأمم الإفريقية عامي 1992 و2015، لوصول أحدهما لمنصة التتويج في النهاية.
وتكرر سيناريو الوقت الضائع أيضا في المجموعة الثالثة، حيث كان الصراع يدور على أشده بين الكاميرون وغامبيا، بعدما ضمن منتخبا السنغال وغينيا التأهل قبل خوض الجولة الثالثة.
والتقى منتخب السنغال، الذي دخل هذه الجولة وهو في الصدارة برصيد 6 نقاط، مع نظيره الغيني، الذي كان يحتل حينها المركز الثاني بأربع نقاط، فيما لعب منتخب الكاميرون، صاحب المركز الثالث بنقطة في ذلك الوقت، مع نظيره الغامبي، متذيل الترتيب الذي لا يملك أي نقاط.
وبحث منتخبا الكاميرون وغامبيا عن الحصول على النقاط الثلاث في مباراتهما، حيث كان التعادل لا يكفيهما لبلوغ الدور الثاني.
ودخل المنتخبان الوقت الضائع للقاء والنتيجة تشير للتعادل 2 – 2، مما يعني خروجهما من المسابقة، أو على الأقل تقلص آمال الكاميرون في التواجد ضمن أفضل ثوالث في ظل امتلاكه نقطتين فقط وفقا لتلك النتيجة.
وبينما تأهب الجميع لانتهاء اللقاء بالتعادل تقمص كريستوفر ووه دور البطولة في اللقاء، عقب تسجيله الهدف الثالث لمنتخب الكاميرون في الدقيقة الأولى من الوقت الضائع، ليمنح منتخب الأسود غير المروضة تذكرة ثمن النهائي، كوصيف للمجموعة برصيد 4 نقاط، مستفيدا من تفوقه بفارق الأهداف على منتخب غينيا، الذي تراجع للمركز الثالث، بنفس الرصيد من النقاط، إثر خسارته 0 – 2 أمام السنغال.
وبحلوله ثانيا في المجموعة الثالثة، ضرب منتخب الكاميرون موعدا كلاسيكيا مع نظيره النيجيري، وصيف المجموعة الأولى، في دور الثمن، في لقاء يراه المتابعون بمثابة (نهائي مبكر).


بتاريخ : 26/01/2024