أقدمت السلطات المحلية بالدار البيضاء، وفي منظر يثير الامتعاض، نهاية الأسبوع، على هدم بعض الأكشاك المختصة في بيع الكتب المستعملة في سوق البحيرة الشهير بالمدينة القديمة بالدار البيضاء.
ولعل أكثر ما حز في نفس كل من شاهد هذه العملية أو تابعها عبر منصات التواصل، هو منظر الجرافات وهي تجرف مئات الكتب بدون أي احترام لقيمة العلم والمعرفة لتضعها في شاحنة القمامة، حيث تساوت المعرفة حينها بالقمامة، وفي وقت تتحدث التقارير عن تراجع مهول في نسب القراءة لدى المغاربة، وتبذل الجهود من أجل التشجيع على تداول الكتاب.
«سوق البحيرة» ليس سوقا عاديا للكتب المستعملة، بل هو جزء من ذاكرة القراء المغاربة وذاكرة المغرب الثقافي ، كما سوق الأزبكية بمصر، والمتنبي بالعراق، حيث يمكن للقراء اقتناء كتب قيمة بأثمنة زهيدة.
وإذا كانت هذه العملية تندرج في سياق تحرير الملك العمومي، فإن جمعية بائعي الكتب المستعملة والتي يترأسها يوسف بورة، طالما طالبت السلطات بتخصيص سوق جديد يضم جميع بائعي الكتب المستعملة بمدينة الدار البيضاء، حفاظا على الحضور الرمزي لهذه الأسواق التي تعد إحدى العلامات البارزة في ذاكرة كل القراء وطالبي المعرفة، ليس في الدار البيضاء فقط بل في كل المغرب، وهو ما كان يقتضي معالجة خاصة تحترم رمزية الكتاب، وصورة المغرب كبلد ظل حاضنا للعلم والعلماء من كل أنحاء العالم.
حين توضع المخطوطات والقمامة في سلة واحدة

بتاريخ : 11/12/2023