أكّد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس «أنفوفاك المغرب»، أن المعطيات الوبائية التي تتعلق بالوفيات الناجمة عن الإصابة بسرطان عنق الرحم تعتبر جد مؤلمة ولا يجب التعامل معها باستهانة، مبرزا أن الأرقام تتحدث عن حوالي 1250حالة وفاة في السنة، وهو رقم ليس بالهيّن تقبّله، لأن الأمر يتعلق بوفاة نساء يشكّلن نصف المجتمع وهنّ العمود الفقري للأسرة، وبالتالي فالخسارة تكون إنسانية وصحية واجتماعية واقتصادية.
وأوضح الخبير الصحي خلال تقديمه لثلاث ندوات افتراضية جرى تنظيمها الأسبوع الفارط بمناسبة تخليد فعاليات الأسبوع العالمي للتلقيح من طرف «أنفوفاك المغرب» بشراكة مع المرصد الوطني لحقوق الطفل ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية ومجموعة من الجمعيات العلمية المختصة في طب الرضع والأطفال، بأن البرنامج الوطني للتلقيح الذي يتوفر عليه المغرب يضاهي برامج التمنيع في كبريات الدول، مشددا على أنه من غير المقبول بتاتا أن تتوفر لقاحات بالمجان في المراكز الصحية الأولية، وأن تكون هناك لقاحات يمكن أخذها في عيادات طب الأطفال والتي يتم التعويض عن مصاريفها من طرف الصناديق الاجتماعية ولا يتم الإقبال عليها بسبب أخبار زائفة مضللة وإشاعات وغيرها من الحسابات التي تفتقد لكل أساس علمي.
من جهته شدّد البروفيسور محمد بوسكراوي على أن سرطان عنق الرحم يشكل تهديدا للصحة العمومية بالنظر لنسبة تفشيه وللتداعيات التي يتسبب فيها، إذ تسجل في اليوم الواحد حوالي 5 حالات جديدة كمعدل، في حين تفارق الحياة 3 مصابات بهذا الداء الفتاك يوميا، مما يبرز حجم المعضلة الصحية التي يكون ورائها هذا النوع من السرطانات الذي يحتل المركز الثالث في صفوف السرطانات التي تصيب النساء والتي يتصدر قائمتها سرطان الثدي.
وأوضح البروفيسور بوسكراوي، وهو خبير في صحة الأطفال والتلقيح، وشغل منصب عميد كلية الطب والصيدلة بمراكش لولايتين، بأن اللقاح ضد سرطان عنق الرحم بات منذ أكتوبر من سنة 2022 متوفرا بالمجان بعد أن عزّز لقاحات البرنامج الوطني للتمنيع، مشددا على أن تلقيح الفتيات به مبكرا انطلاقا من عمر 11 سنة يمنحهن حماية ضد المرض ومضاعفاته. وأبرز الأستاذ بوسكراوي، رئيس الجمعية المغربية للأمراض التعفنية لدى الأطفال والتطعيم، بأن نسب الوقاية ترتفع لتصل إلى 93 في المئة كلما كان تلقيح الطفلات مبكرا، الأمر الذي يتطلب تعبئة مجتمعية وتعاطيا جادا مع هذا الموضوع .
وكان عدد من الخبراء الأفارقة قد قدموا خلال نفس الندوات عددا من المداخلات التي تبين حجم التقدم الذي تم تحقيقه من أجل تعميم تلقيح الطفلات ضد سرطان عنق الرحم في بلدانهم، أو المبادرات التي يتم القيام بها من أجل التمكن من توفيره وإدراجه ضمن برامج التلقيح الخاصة بها، مع توضيح النقاط الإيجابية التي ساهمت في الرفع من نسب التلقيح كما هو الحال في موريتانيا، على سبيل المثال لا الحصر، من خلال الاعتماد على تعاون نساء ورجال التعليم ودعم جمعيات الآباء والأمهات ومكونات المجتمع المدني، وعبر الانتقال عند الأسر إلى مساكنها، إضافة إلى تقاسم المعطيات المتعلقة بنوعية الإكراهات التي حالت دون تحقيق الأهداف المرجوة في أقطار أخرى، بالرغم من الدراسات والخطوات الأولية التي تم القيام بها بأخذ وجهات نظر الأمهات قبل الانتقال لإدراج اللقاح في البرنامج الوطني للتمنيع، كما هو الحال بالنسبة لما وقع في تونس نموذجا.
وكشفت الندوات المنظمة عن اختلاف التحديات التي تحول دون الإقبال عن لقاحات بعينها، التي تتطلب تعبئة شاملة من أجل تبديد المخاوف من جهة وتصحيح المعلومات الخاطئة المتقاسمة، التي يتم توظيف عدد من المغالطات من أجل ترويجها، وذلك للتأكيد على نجاعتها بشكل عام وأهميتها في الوقاية والحفاظ على الصحة العامة والحيلولة دون عودة ظهور وتفشي أمراض معدية كما وقع بالنسبة لمرض الحصبة نموذجا.
خبراء يشددون على أهمية تلقيح الطفلات لتفادي المآسي.. سرطان عنق الرحم يصيب 5 مغربيات يوميا ويقتل 1250 منهنَّ سنويا..!

الكاتب : وحيد مبارك
بتاريخ : 07/05/2025