تدارست جمعية تمونت للتنمية والتعاون ببنسركاو بأكَادير، عقب يوم دراسي عقدته بمركب بنسركاو الثقافي يوم الأحد 26 يناير 2025، مختلف المشاكل العالقة والاختلالات التي لازال حي بنسركَاو/المركز يتخبط فيها ويعاني من تداعياتها السلبية، خلافا للعديد من أحياء مدينة أكادير التي حظيت بهيكلة وتهيئة من قبل المجلس الجماعي لأكادير.
وكان اليوم الدراسي المتميز والناجح الذي عقدته هذه الجمعية الفتية تحت شعار «التنمية ومجالاتها –بنسركاو المركزنموذجًا»، قد تميز بمشاركة فعالة من الفعاليات المحلية من المجتمع المدني ومن ممثلي الهيئات السياسية المنتخبة بالمجلس الجماعي وساكنة الحي/المركز. وخلص اللقاء الأول من نوعه الذي عقدته الجمعية بعد تأسيسها مؤخرا، إلى مخرجات هي عبارة عن توصيات ومطالب وذلك بعد أن سلط المشاركون في هذا اليوم الدراسي الضوء على»وضعية البنية التحتية ببنسركَاو»، وناقشوا أهم الاختلالات التي لا زالت عالقة وتحتاج إلى مبادرة استثنائية من المجلس الجماعي لإنصاف هذا الحي العريق بالمدينة.
وفي النهاية طالب المشاركون في اليوم الدراسي من السلطات المحلية والمجلس الجماعي لمدينة أكادير العمل بحزم وجد على تحرير الملك العمومي، بعد أن استعرض الحاضرون المشاكل المرتبطة بالترامي على الملك العمومي، خصوصا من المدخل أمام»مدرسة المطار» في اتجاه»مسجد المحسنين» إلى ساحة»عيساوة» في اتجاه «أدوار إزدار»، مؤكدين في تدخلاتهم على أنه أصبح من المستحيل مرور الراجلين وسيارات الإسعاف أو الإطفاء أو الشرطة بسبب تلك الشوائب، مما يجعل حياة الساكنة في خطر، ناهيك عن بعض الممارسات المشينة التي أصبحت المنطقة وكرا لها من قبيل السرقة والتحرش وبيع المخدرات.
ولم يفت المشاركين كذلك تسليط الضوء على الوضع الحالي للسوق المحلية (التسويقة)، التي صارت تنعدم فيها كافة المؤهلات والمواصفات التي تجعل منها سوقا حضرية منظمة ومهيكلة. ولهذا طالبوا بالإسراع لإحداث سوق بنسركَاو، بعد أن صودق عليه في برنامج عمل الجماعة، لأنه من غير المقبول أن يظل هذا الحي/المركز محروما من هذا المشروع، إضافة إلى مطلب توسعة مقبرة الشهداء والتي رأى بصددها المشاركون أن الحاجة أصبحت اليوم ملحة لتوسيعها من أجل تلبية احتياجات السكان، داعين الجهات المسؤولة إلى تنفيذ الاتفاقية الموقعة بين مديرية المياه و الغابات وجماعة أكادير في سنة2022.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن اليوم الدراسي اختتم بإصدار مجموعة من التوصيات سيتم رفعها إلى كل من رئيس المجلس الجماعي لأكادير، ووالي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان. وكان اللقاء قد عرف تفاعلا إيجابيا من قبل الحاضرين الذين أظهروا وعيا عميقًا بأهمية الملفات المطروحة، حيث كان هذا اللقاء الأول من نوعه فرصة ثمينة لتعزيز جسور التواصل بين المجتمع المدني والجهات الرسمية. وفي هذا الشأن اعتبر رئيس جمعية تمونت للتنمية والتعاون «محمد بوتهراي»، في كلمته الاختتامية،أن هذا اليوم الدراسي هو خطوة واعدة نحو تحقيق التنمية المستدامة في بنسركَاو، مشيرا إلى أن هذه الدينامية هدفها تتبع هذه التوصيات وبلورتها وترجمتها إلى مشاريع ملموسة تعود بالنفع على المنطقة وساكنتها سواء من طرف المجالس المنتخبة أو السلطات المحلية، ولهذه الأسباب دعا في الأخير كل الغيورين على المنطقة إلى الانخراط في هذه الدينامية المجتمعية.