عرفت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في تطوان، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، ما بين فاتح و الثالث من شهر مارس، تنظيم مختبر الأبحاث في الدراسات الاقتصادية والتحليل الرقمي والذكاء الاصطناعي، لمؤتمر علمي امتد لثلاثة أيام، الذي شكّل مناسبة لتسليط الضوء على مجالات استعمال الذكاء الاصطناعي وأشكال التحول الرقمي، وآفاق استثمارهما في مختبرات البحث المغربية.
النسخة الثانية من المؤتمر الدولي للابتكار، الذي احتضنته الكلية، خلص إلى مجموعة من التوصيات التي تهم دمج الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي ضمن محاور جميع مختبرات البحث المغربية بتعدد تخصصاتها العلمية، سواء تعلّق الأمر بالعلوم الحقة أو الإنسانية، مع ضرورة تكييف محاورها مع التغير المناخي وندرة بعض المواد.
وأكد المشاركون في أشغال هذا الحدث العلمي، الذي ترأس أشغاله، كل من الدكتور وائل العمراني، أستاذ بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، والدكتور سلمان بورقادي، أستاذ بجامعة ابن طفيل في القنيطرة، على ضرورة وأهمية الانفتاح على شراكات دولية متعددة الأطراف لخلق قيمة مضافة للبحث العلمي المغربي، وملحاحية الانفتاح على مغاربة العالم للاستفادة من خبراتهم وإدماجهم في عمليات البحث العلمي على الصعيد الوطني، إضافة إلى الدعوة لترسيخ ثقافة الابتكار في جميع عروض التكوين بالجامعية المغربية. وعرف هذا اللقاء مشاركة 120 فاعلا بشكل حضوري، الذين تابعوا وفقا للجنة المنظمة، الجلسة الافتتاحية، بالإضافة إلى أكثر من 350 مشاركا واكبوا تفاصيل الحدث عن بعد بالاعتماد على التقنيات الرقمية، من دول مختلفة، حيث قام المتدخلون من بريطانيا والإمارات العربية المتحدة وفرنسا والبرتغال، إضافة إلى الخبراء المغاربة بتقديم عروض تضمنت أحدث المستجدات المتعلقة بمحاور المؤتمر الذي شكّل مناسبة لتبادل الخبرات والتجارب فيما بين المشاركين.
وتعليقا على هذا الحدث، أكد الدكتور وائل العمراني على نجاح النسخة الثانية من هذا الحدث العلمي وهو ما عكسته توصياته التي من بين ما نصّت عليه الدعوة إلى انخراط المؤتمر في الأوراش الكبرى الرامية إلى تحسين جودة ومردودية البحث العلمي والابتكار في المغرب، انسجاما مع المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، مع استحضار السياقات الدولي الحالية، خاصة ما يرتبط بسرعة التحول الرقمي والتغيرات المناخية وقلة بعض الموارد الطاقية وانعكاسات ذلك على مجموعة من الصناعات الأساسية، مما يستوجب إيجاد حلول ذكية.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور سلمان البورقادي، بأن المؤتمر في نسخته الثانية كان ناجحا على أكثر من مستوى، مشيرا في هذا الصدد إلى الرفع من عدد المشاركين في فعالياته، منوها بالعلاقات الخاصة التي تجمع جميع الشركاء والفاعلين المساهمين في إنجاح المؤتمر العلمي. أما الدكتور امحمد حميش، رئيس مختبر الأبحاث في الدراسات الاقتصادية والتحليل الرقمي والذكاء الاصطناعي، فقد أكد بدوره على أن تنظيم المؤتمر جاء في إطار سلسة الأنشطة العلمية للمختبر، مبرزا بأن المختبر مقبل على التوقيع على عدد من الاتفاقيات مع عدد من الشركاء الدوليين والمحليين، في مقدمتهم جماعة تطوان، غرفة التجارة والصناعة والخدمات، المعهد البريطاني للدراسات الأكاديمية المتقدمة، مشيدا في هذا الإطار بالمجهودات المبذولة للدفع بمنظومة البحث العلمي إلى الأمام.
خلال مؤتمر تم تنظيمه بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان : خبراء يدعون إلى دمج الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في مختبرات البحث المغربية
الكاتب : عادل الدكالي
بتاريخ : 07/03/2024