انتشرت خلال اليومين الأخيرين مجموعة من الرسائل الصوتية التي تم تقاسمها على نطاق واسع بين مستعملي تطبيقات التخاطب الفوري وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تفيد بأن لحوم الأغنام والأبقار والماعز أصابها مرض خطير، مما تطلب من الجهات المختصة ومن اجل محاصرة الوضع اتخاذ قرار بمنع الذبيحة في المجازر، إلى جانب إغلاق مجموعة من الأسواق بعدد من المناطق المغربية.
رسائل، تم تسجيلها وتعميمها بلغة «وثوقية»، تفيد كما لو أن أصحابها يتقاسمونها مع أقارب لهم، بهدف لفت انتباههم إلى هذا المستجد تفاديا لكل التبعات الوخمية، وهو ما أدى إلى ترسب موجة من الشك والقلق في نفوس العديد من المواطنين.
وتفاعلا مع هذا الوضع، اتصلت «الاتحاد الاشتراكي» بالدكتور بدر طنشري الوزاني، رئيس المجلس الوطنية للهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، الذي استفسرته عن حقيقة هذا الموضوع، ومدى جديته من عدمه، فأكد للجريدة بأن القطيع في بلادنا، سواء تعلّق الأمر بالأبقار أو الأغنام أو الماعز، هو في صحة جيدة، وبأنه لا وجود لأي وباء أو مرض فتاك أو معدٍ يشكّل معه تناول لحومها تهديدا صحيا للمواطنين. وأبرز الدكتور بدر بأن المواطنين يمكنهم اقتناء اللحوم المختلفة وتناولها بدون خوف، شريطة أن تكون مقتناة من نقاط البيع المرخص لها، بشكل يضمن أن تكون خطوات ذبحها قد تمت بالطرق السليمة وفي ظل شروط ومواصفات صحية، وان تكون بذلك قد خضعت للمراقبة من طرف المصالح المختصة، ويتعلق الأمر بالمكتب الوطني للسلامة الصحية «أونسا».
وشدد الدكتور طنشري الوزاني، أن رؤوس الأغنام والأبقار والماعز في بلادنا، تعاني من تبعات الوضعية العصيبة التي تمر منها بلادنا، المتمثلة في توالي سنوات الجفاف، بسبب فقدان الكلأ في المراعي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية المخصصة لها من حبوب وأعلاف، وهو ما يثقل كاهل الكسابة، مبرزا أن هذا الأمر هو الذي يعتبر إشكالا اليوم في المغرب، أما وضعها الصحي فهو سليم ولا تعاني من أية أمراض كيفما كان نوعها، مؤكدا على أنها بصحة جيدة، وبأن اللقاحات الضرورية كلها متوفرة، ويتم تلقيح القطعان بها، بما في ذلك اللقاحات الخاصة بالأنلفونزا، التي تعتبر مشكلا بالنسبة للطيور، وهي الوضعية التي عرفتها العديد من الدول في وقت سابق، أما بالنسبة للقطعان فلا قلق عليها، يؤكد رئيس المجلس الوطني للهيئة الوطنية للأطباء البياطرة في تصريحه للجريدة.
