بعد تماثله للشفاء من فيروس كورونا المستجد، وفي حفل مدني وعسكري متوج بالتصفيقات والورود، غادر يومه، الاثنين 13 أبريل 2020، المهندس المعماري (44 سنة)، المركز الاستشفائي الاقليمي لخنيفرة، والذي يعتبر “الحالة الوافدة الوحيدة” التي أثارت الكثير من الجدل، على مستوى الرأي العام المحلي والإقليمي، منذ عملية “تهريبه”، من مدينة تمارة إلى مدينة خنيفرة، على يد زوجته الطبيبة المختصة في علاج الأطفال، في الوقت الذي كان فيه سكان خنيفرة يراهنون بقوة على أن تنتهي الأزمة ب “زيرو كورونا”، ليستيقظ الجميع، صباح الثلاثاء 31 مارس 2020، على نبأ تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، في المستشفى الإقليمي للمدينة.
وبعد حوالي أسبوعين، من الجدل الممزوج بدعوات الشفاء، غادر المعني بالأمر المركز الاستشفائي، بوصفه المصاب الوحيد بفيروس كورونا، وذلك بعد تماثله للشفاء التام، وفق نتائج التحليلات المخبرية والسريرية، معربا في تصريحه لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن “شكره وامتنانه لجميع الأطقم الطبية والتمريضية العسكرية والمدنية التي أشرفت على حالته الصحية منذ إصابته بفيروس كورونا المستجد٬ ومعهم مختلف موظفي المستشفى”، داعيا الجميع إلى “البقاء في المنازل من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا، ومشيدا بالمجهودات التي تبذلها السلطات الإقليمية في هذه الظرفية الاستثنائية”، حسب تصريحه.
ومن جهته، أكد الدكتور إدريس الغزالي، المندوب الإقليمي للصحة، لذات الوكالة الاعلامية، “تماثل المعني بالأمر للشفاء التام”، ومنوها ب “جهود الأطقم المدنية والعسكرية التي قامت بعلاجه خلال مدة الإستشفاء”، وبشفاء الحالة المحسوبة على الإقليم، يعود هذا الاقليم إلى صفر حالة٬ مع متمنيات الجميع أن تظل “النشرة الوبائية” مستقرة في درجة الصفر٬ وأن يواصل المواطنون التزامهم بالتدابير الوقائية، فيما ما يزال العديد من الفاعلين المحليين يشددون على الكشف عن ظروف تمكن “المصاب” من الوصول لمدينة خنيفرة، في عز حالة الطوارئ وخضم “التراخيص الاستثنائية” و”السدود القضائية”، ذلك رغم إجماع الكثيرين على التعبير عن فرحهم لشفائه.
وكانت مندوبية الصحة قد تلقت، حوالي الساعة التاسعة صباحا، من 31 مارس 2020، نبأ النتيجة الإيجابية للشخص المعني بالأمر الذي جرى وضعه رهن غرفة العزل الصحي، ليشهد زقاق إقامته السكنية، حالة استنفار قصوى، تم بعدها إلحاق الزوجة بالعزل الصحي، والقيام بعملية تعقيم المنزل وزوايا العمارة التي تقطنها، وجنبات ومحيط المكان، في إطار الاجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، ومن حينها ظلت مواقع التواصل الاجتماعي على أعلى درجة من حرارة التعاليق المتضاربة ما بين من يطالبون بمحاسبة الزوجة الطبيبة، على خلفية استقدام زوجها من تمارة، وهي طبيبة عالمة بالأعراض، وبين من يلتمسون “طي الصفحة” بتقدير ظروفها العائلية والعاطفية.