ارتبط اسم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالديبلوماسية الحزبية الدولية النشطة، في كل جبهات الفعل المدني الدولي، وقد ارتبطت هذه الديناميات، داخله، بممثليه في القيادة وفي الشبيبة وفي البرلمان، وإلى غير ذلك من الأطر الفاعلة مدنيا ونقابيا، وهو ما يعطي لتواجده على الجبهة الخارجية الديبلوماسية تميزا يتفرد به في الساحة الوطنية.
في الحوار مع خولة لشكر، نائبة رئيس الأممية الاشتراكية، التجمع الاشتراكي الدولي الأكثر أهمية في صناعة القرار الدولي، نسعى إلى ترسيم الخيط الناظم لهذه الديناميات المتعددة الطبقات والأنفاس والعلامات والمسائل، وإن كان يتجسد، تاريخيا وفي الوقت الراهن، في الدفاع عن مصالح المغرب، وفي قلبها قضيته الوطنية الأولى..قضية وحدته الترابية.
لن تغيب عن العقل المتابع والرأي الحصيف، مستويات الفعل والديناميات المضطردة في المجهود الوطني للاتحاد على الجبهات التي أسلفنا ذكرها، ذلك بأن مناضلاته ومناضليه، في القيادة أو في القاعدة أو في الهياكل الوسيطة والبينية، يراكمون المكتسبات كما يراكمون ثقافة تدبيرية وترافعية لن نجانب الصواب إن قلنا إنها نادرا ما تتوفر للأحزاب، في الداخل وفي الخارج.
والدليل في ذلك هو التواجد في الحلقات التنظيمية للشبيبة الدولية، والتي تحقق فيها الشبيبة الحاضرة اليوم ما حاولت أجيال من شبيبة حزب القوات الشعبية الحصول عليه، كما في الأممية الاشتراكية، وفي اللجنة القارية التابعة لها، دون نسيان ما يراكمه الاتحاد في التحالف التقدمي، وفي حلقات الفعل الشبيبي والبرلماني والنسائي ..
المنجزات، كما تخلدها الديناميات الحزبية والأدبيات الاشتراكية والتقدمية في العالم، يمكن أن نعتز بأنها صارت بصمة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الاستراتيجية في مرافقة قضايا البلاد..
لم تكن المسالك الديبلوماسية الموازية مفروشة بالورود، ولا سهلة المنال، في وسط كانت الأطروحات المناوئة تملك المال والتأثير والتنسيق المتعدد الأطرف، بما فيها الأطراف الأوروبية ذات الصوت العالي في فضاءات الديبلوماسية المدنية والجمعوية، أو الديبلوماسية الموازية بتلخيص..
إن التواجد عبر خارطة الكرة الأرضية، من كوريا إلى باناما مرورا ببنين ودكار ومراكش، وصولا إلى عواصم أمريكا اللاتينية، ليس مسألة هينة، وهي لا تكون كذلك إلا إذا كان وراءها قناعة قوية وإيمان لا يضاهى وتاريخ فردي وجماعي يعمل كدينامو …
وفي كل هذا المجهود الجبار، يتصرف المناضلون والمناضلات بتواضع جم، ونكران ذات وتقدير لحجم المسؤولية، كل ذلك ممزوج بالاعتراف بأفضال الوطن وديون المدرسة الاتحادية في صناعة النخب الوطنية الكفؤة حقا في الترافع حيث تكون الأمواج عاتية والصعوبات مهيكلة ومخطط لها.. في كل ذلك يلتزم المناضلات والمناضلون بالتنشئة الوطنية على سياسة البذل والعطاء والمجهود المنتج في خدمة الوطن والمواطن..
لقد ارتأينا في هيئة التحرير، ليس فقط من باب المجهود الإعلامي للتعريف بما يقوم به مناضلو الحزب، قيادة وقاعدة، في واجهة من أكبر الواجهات في قضايانا الوطنية ، بل أيضا من الواجب الوطني الأعم والأكبر، أن نطلع الرأي العام على ما يحصل عندما تتوافر منظومة القيم المتجردة: أي الوطنية والكفاءة السياسية والالتزام بأدبيات التطوع والمشروع الجماعي…
وتمثل خولة لشكر، السيدة الرئيسة كما نناديها، الصوت النضالي النسائي والحزبي الذي يمكنه أن يعطينا صورة حقيقية عن هذا الحضور القوي للاتحاد، بفعل تواجدها، إلى جانب أخواتها وإخوانها في كل مستويات المسؤولية، في قلب هذه الحيوية الدولية، هنا وفي الخارج. ولهذا كان الحوار الغني والممتع، في الوقت ذاته، لتسليط الأضواء الحقيقية والرزينة على ما يتم وما يجب أن يتواصل…
إلى الأمام، ولنا موعد مع كفاءات نضالية في مجالات أخرى بنفس العطاء في القادم من الأيام…
– لنبدأ من آخر تظاهرة دولية نظمها الشباب الاشتراكي العالمي كان للاتحاد الاشتراكي، عبر شبيبته، حضور قوي انعكس على الموقف من قضية المغرب الأولى . ماذا جرى بالضبط ؟
– من المهم التذكير أولا، بأن العلاقات الدولية شكلت دائماً واجهة لاشتغال قيادات الحزب وأطره، وأن حضور الشبيبة الاتحادية في “اليوزي” لم ينقطع يوماً. بالموازاة يجب التنبيه إلى أن منظمة “اليوزي” كانت تعتبر معقل شبيبة “جبهة البوليزاريو” ، بمعنى أن ممثلي هذا التنظيم كانوا بدون انقطاع أعضاءً بمجلس الرئاسة، وأن شبابنا كان يعاني من نوع من التهميش في هذا المنتظم، بسبب حرص عرَّابي الجبهة من منظمات دول أوروبية أساساً على إقصاء ممثلي الشبيبة الاتحادية من أي منصب قيادي.
الجديد اليوم هو أن شبابنا ـ الحريص على الاشتغال من خلال أي واجهة كانت في سبيل الترافع عن قيمه وعن القضايا العادلة لوطنناـ تمكَّن من خلق إطارات موازية للاشتغال والترافع سمحت للآخرين باكتشاف قدراته التنظيمية والسياسية، وكذلك الاطلاع على قضايانا وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية من منظور تاريخي وسيوسيولوجي موثق.
من هنا جاء الاقتناع لدى رفاقنا بأحقية الشبيبة الاتحادية التواجد في لجنة الرقابة “لليوزي”.
– اتضح من خلال نتائج المؤتمر الشبابي العالمي أن الشبيبة استعادت موقعها، وبالمقابل سقطت شبيبة البوليساريو في معقل من معاقلها الكبرى الذي شكل منصة ثابتة للترويج لأطروحاتها، ما هي تفاصيل الحدث ؟
– خروج شبيبة “البوليساريو” من مجلس الرئاسة جاء بشكل ديموقراطي، وجاء رداً على عدم احترام شبيبتي غانا و “البوليساريو” للاتفاق الذي كان بمجلس إفريقيا ببرايا (الرأس الأخضر) منذ شهرين. ففي هذا الاجتماع قررت الشبيبة الاشتراكية الإفريقية دعم ترشيح الصديقة هند مغيث من تونس لرئاسة المنظمة، وترشيح كل من انغولا والرأس الأخضر وسوازيلاند وجمهورية الكونغو الديموقراطية لمجلس الرئاسة (للإشارة تتوفر إفريقيا على أربعة مقاعد بمجلس الرئاسة)، بمعنى أن كل منظمات إفريقيا قررت بالإجماع أنها سترشح هذه الدول فقط تفاديا للتصويت خلال المؤتمر، إلا أن أعضاء شبيبتَيْ غانا و “البوليساريو” نقضوا الاتفاق ووضعوا ترشيحهم في آخر لحظة، فجاء تصويت المؤتمر واضحاً لا لبس فيه.
كذلك من المهم التذكير، هنا، بأمرين: أولاً أن غالبية المقاعد بمجلس الرئاسة تُنتخب بالتوافق وفي حالة أوروبا وأمريكا اللاتينية يتم دائما تقديم عدد المرشحين بعدد المقاعد لتفادي التصويت. الاستثناء هو إفريقيا لأن شبيبة الجبهة تنقض دائماً التوافق القاري وتتشبث بالترشح، ولو أنها في هذا الموقع منذ عقود في نكران تام لمبدأ التداول على المناصب، والذي هو من أبجديات الحكامة الجدية في المنظمات التقدمية والديموقراطية.
–من الواضح أن الإنجاز الشبيبي الكبير، ليس مفصولا عن دينامية شاملة تُميِّز حضور حزب القوات الشعبية في الكثير من المحافل الدولية الاشتراكية، وقد كانت إحدى محطاتها الأخيرة اجتماع لجنة إفريقيا التابعة للأممية الاشتراكية، نود إعطاءنا نظرة عن الحدث وعن اللجنة ودورها داخل المنظمة الاشتراكية الدولية؟
– فعلاً ، العمل في الواجهة الدولية يكمل بعضه بعضاً، أطر الاتحاد الاشتراكي متواجدة في مجالس الرئاسة لكل من الأممية الاشتراكية والرابطة التقدمية، وكذلك في إطارات غير سياسية (أدبية، علمية، ثقافية)، مما يخلق تراكماً أفقياً للعلاقات الثنائية مع الأحزاب الصديقة والشخصيات التقدمية عبر العالم.
بالنسبة للأممية الاشتراكية، التي انتُخِبتُ باسم الحزب في مجلس رئاستها خلال المؤتمر الأخير بمدريد، يمكن القول إن هناك عملا كبيرا قادنا لهذه النتيجة، وامتد لعقود، ولكن بشكل أكثر انتظاماً وأكثر مؤسساتياً منذ عقد من الزمن، ولجنة إفريقيا لهذه المنظمة كانت دائماً حلبة صراع مع بعض الأحزاب المغرر بها من طرف “البوليساريو” وعرابيه، وهناك كذلك قدرة فريق عمل العلاقات الخارجية على الحضور المنتظم والمنتج للمقترحات مما خلق لنا علاقات جيدة وسمعة طيبة أساسها قناعتنا بضرورة تقوية الجبهة الإفريقية من أجل نماء وسلام القارة. أعتقد أن هذا ما فهمه زملاؤنا فنحن لسنا حبيسي قضية أو صراع بقدر ما نقدم حلولا شمولية لمعضلات الأمن والنمو بقارتنا، وهو التموقع الذي شكل طفرة نوعية داخل هذه اللجنة.
في اللقاء الأخير مثلاً الذي اجتمع في ضيافة الحزب الوطني الديموقراطي الاشتراكي – طارايا بالنيجر كانت المحطة مفصلية :
أولاً لأنها كانت محطة تنظيمية لانتخاب رئيس المجلس، وتمكنا بمعية مجموعة من الرفاق من إحقاق الإجماع حول شخصية الأخ صالح كيبزايو، رئيس الاتحاد الوطني الديموقراطي من أجل التجديد والوزير الأول لجمهورية تشاد، وهي الشخصية السياسية الخبيرة بالأممية الاشتراكية والمناضل الاشتراكي الديموقراطي العضوي بتشاد ورجل التوافق، والأخ كيبزايو صالح صديق كبير لحزبنا ولبلدنا.
ثانياً لأنه أول مجلس بعد المؤتمر الأخير بمدريد، والذي كان جدول أعماله مركزاً، على المستوى السياسي، على تفعيل إعلان داكار. هذا الإعلان الذي كنا، بمعية رفاق من السينغال ومالي والرأس الأخضر، وراء مضامينه وهيكلته، والذي أحرز على الإجماع بالمؤتمر الأخير.
– اللجنة بذاتها عرفت تغييرا لم يكن متوقعا سابقا، ومنه عدم الحديث بالمطلق عن قضية الصحراء وما اعتادته من قرارات في الموضوع، كيف راكم حزب القوات الشعبية المواقف الإيجابية في هذا الباب؟
– أعتقد أن أهم ما تحقق هو تشكل القناعة لدى رفاقنا من مختلف الأحزاب الإفريقية أن القارة تواجه ما يكفي من الأزمات والمشاكل الحقيقية والمؤلمة، خاصةً في منطقة الساحل (الوضع بالسودان، وبحيرة تشاد وغيرها) حتى لا نضيع الوقت في نزاع مفتعل لا أثر له على أرض الواقع، اللهم إلا الوضع الإنساني المأساوي الذي يعيش فيه محتجزو تيندوف، والذي يعتبر النظام الجزائري المسؤول الأول والأخير عنه.
كذلك هناك إرادة في تقوية اللحمة الإفريقية، والتي من المؤكد أن المغرب لبنة أساسية فيها، لكل ما يمكنه المساهمة به في مجالات الأمن الغذائي والتنمية المستدامة والانتقال الديموقراطي والتضامن الأمني والتأطير الديني وغيرها.
– وهذا الموضوع يحيلنا على مؤتمر الأممية الاشتراكية الأخير، والذي تم خلاله انتخابكم نائبة رئيس الأممية، ماذا عن الأجواء والقرارات التي طبعت تواجد الاتحاد في هذا المؤتمر ؟
– الأمر، كما أسلفت، مسألة تراكم وبناء سمعة وموقع للحزب في هذه المنتظمات، وبشكل أكثر تدقيقا كانت الانطلاقة للإعداد للمؤتمر من مجلس الأممية بجنيف (مقر الأمم المتحدة)، الذي كان فيه قرار الإعداد للمؤتمر والاتفاق على عقده بمدريد.
في مرحلة الإعداد هذه كان هناك تياران متصارعان، واحد محافظ والآخر إصلاحي، وكنا ضمن هذه المجموعة الثانية لأسباب موضوعية مرتبطة أساسا بحكامة المنظمة.
ولأن موقفنا كان موضوعيا ليس فيه لبس، ولأننا حرصنا على الترافع من أجله في لجنة إفريقيا بداكار قبيل المؤتمر، وعملنا على تجسيد هذا المنظور الإصلاحي في طريقة عمل اللجنة ومضامين الإعلان المنبثق عنها، لكل هذا حصل الإجماع بداية ضمن أصدقائنا الأفارقة حول ترشيح حزبنا لمجلس الرئاسة ثم بعد ذلك في المؤتمر.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المؤتمر عرف مبادرة فريدة، وهي تكريم الأحزاب الوفية للمنظمة والمنخرطة فيها بانتظام والتزام، حيث كان الاتحاد الاشتراكي واحداً من عشرين حزبا فقط الذين تم تكريمهم، وهو الأمر الذي شكل اعترافا جماعيا بمجهوداتنا داخل هذه المنظمة وسهل الحصول على الإجماع حول ترشيحنا.
– يهمنا كذلك أن نتابع معك تطورات الموقف من القضية الوطنية داخل هذه المنظمة الدولية، والتي تضم الأحزاب الأكثر حضورا في المشهد العالمي حكومات ومنظمات وفعاليات مجتمعية.
– اسمح لي أن أذكر بأن الهدف من التواجد في منظمات دولية بالنسبة لنا كحزب هو الانفتاح على أفكار وتجارب أحزاب سياسية أخرى، وتقاسم تجربتنا ورصيدنا الفكري كاتحاديين مع أصدقائنا من أجل تجديد وتقوية مشروعنا المجتمعي الذي نتوجه به لمواطنينا ومؤسساتنا الوطنية.
والأكيد أن في هذه الإطارات نترافع على مستويين :
مستوى الإسهام في الإقناع بعدالة ومشروعية قضيتنا الوطنية المتمثلة في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية وسيادته على كل أراضيه 710 850 .km² هذه العملية تتم عبر تكثيف الإطارات التي يمكن من خلال تقديم المغرب وتاريخه والمسلسل الديموقراطي والنموذج التنموي، لأن كل من يطلع ويستوعب طبيعة وتاريخ الدولة المغربية على مدة تزيد عن 12 قرناً، وخصوصا منذ الحماية إلى اليوم، تتشكل لديه القناعة أن الصحراء أرض مغربية وأهلها جزء لا يتجزأ من المجتمع المغربي المتعدد الثقافات والعادات واللغات.
مستوى مواجهة ادعاءات جبهة البوليساريو وعرابيها، بمعنى العمل على عدم تبني هذه المنظمات لأطروحات الانفصاليين الوهمية والالتزام بالطرح الأممي من جهة وتبني المقترح المغربي ب l’autonomie avancée من جهة أخرى.
– إلى جانب ذلك يحتضن الاتحاد، بين تظاهرة وأخرى في الخارج، تظاهرات داخل أرض الوطن، ( مينا لا تينا للشباب، للبرلمانيين … للمنظمات العربية…) ونريد أن تسلطي، مشكورة، الضوء على طبيعتها وآثارها في تطوير العلاقات الدولية للاتحاد وخدمته لقضايا البلاد ؟
– صعوبة التواجد فئ المنتظمات الدولية تكمن في أنك تتواجد في مجموعات بشرية بمرجعيات وخلفيات بل وحتى أدبيات اشتغال مختلفة. لذلك فجزء كبير من العمل يكون حول فهم هذه المرجعيات وتقبلها، وبالمقابل القدرة على تقديم نفسنا بشكل يستضيفه الآخر أياً كان.
في هذا الإطار تلعب العلاقات الإنسانية الشخصية دوراً مهماً في تقريب وجهات النظر وتفادي سوء الفهم أو التشنج في النقاش.
من تم جاءت قناعتنا بالاتحاد الاشتراكي وفي فريق عمل العلاقات الخارجية في العمل على تنويع وتعديد اللقاءات مع أصدقائنا ورفاقنا سواء بقراءة جغرافية (إفريقيا، العالم العربي، مينا-لاتينا.. إلخ)، أو موضوعاتية (قضايا الشباب، حقوق النساء، الأمن والبناء الديموقراطي، التنمية المستدامة، الجنوب العالمي، إلخ).
بالموازاة هناك دينامية كبيرة لتكثيف العلاقات الثنائية مع الأحزاب الصديقة عبر زيارات كان أبرزها هذه السنة زيارة قيادة الحزب للحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني والحزب الليبيرالي الكولومبي والحزب الثوري الحديث الدومينيكاني وغيرها.
كل هذه الأنشطة والزيارات أسهمت في تقديم صورة عن المغرب كقوة اقتصادية إفريقية وكنموذج في بناء الدولة الحديثة وترسيخ المسلسل الديموقراطي في الجنوب العالمي من جهة، وفي تقوية وجود الاتحاد الاشتراكي في المنتظمات الدولية، والتي كان آخرها مؤتمر الاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي.
– دينامية الاتحاد تشمل أيضا العلاقة مع التجمع الجديد للأحزاب الاشتراكية وهو التجمع التقدمي Alliance progressiste،كيف تسير العلاقة، وما هي مواقع الاتحاد داخلها؟
– التجمع الجديد القديم … فقد أتم هذا الإطار عقده الأول!
الاتحاد الاشتراكي عضو في المجلس التنفيذي لهذه الرابطة التي أسسها الحزب الاشتراكي الألماني، وكنا ضمن الأحزاب الأولى المشاركة في التأسيس.
هذا إطار له أهميته بالنظر لأنه يجمع أحزابا من الطيف اليساري بمنظور موسع فنجد فيه الاشتراكي والاشتراكي الديموقراطي والثوري والشيوعي والتقدمي عموما، كما أنه إطار مرن يعمل كشبكة علاقات ويهدف لنشر الفكر التقدمي.
-إذا كان الخيط الناظم للتواجد الاتحادي في المحافل الدولية هو خدمة القضية الوطنية والقضية الفلسطينية، فإنه إلى جانب ذلك يشارك في التفكير الاشتراكي الديموقراطي لتطوير الديموقراطية والعدالة والعيش المشترك، ما هي طبيعة هذه المساهمة؟
-فعلاً هذا هو دور هذه المنظمات أساساً وسبب تواجدها. الاتحاد الاشتراكي نشيط جداً على مستوى تعددية النقاش وصياغة أطروحات هذه المنظمات، ويمكن أن أذكر بمذكرة الكاتب الأول حول جائحة كورونا، التي تبنتها وقتها الرابطة التقدمية، وذلك بمساهمة مجموعة من المسؤولين الحزبيين في مجموعات العمل الموضوعاتية للمنظمات، حيث ساهمنا في صياغة كل البيانات والتقارير الخاصة بحقوق النساء، وتلك المتعلقة بالتنمية المستدامة، وأخيراً كنا كما ذكرت جزءا من فريق صياغة نداء دكار، وهي الوثيقة المرجعية اليوم للأحزاب الاشتراكية والاشتراكية الديموقراطية بالقارة الإفريقية.