خيبة أمل في إسبانيا بعد إلغاء بايدن لاجتماع مع سانشيز كلف مدريد 6,3 ملايين دولار

 إخفاق جديد للحكومة الإسبانية والمعارضة تؤكد عدم جدوى السياسة الخارجية لمدريد

 

أصيبت الحكومة الإسبانية بخيبة أمل كبيرة بعد فشلها في عقد الاجتماع الذي كانت تنتظره بين رئيسها بيدرو سانشيز والرئيس الأمريكي جو بايدن، أول أمس الاثنين بمقر الحلف الأطلسي ببروكسيل.
وكانت الحكومة الإسبانية قد راهنت كثيرا على هذا الاجتماع، لتعويض إخفاقاتها العديدة على الصعيد الخارجي، خصوصا بعد الأزمة التي اختلقتها مع المغرب، واحتفت الصحافة الإسبانية باللقاء المرتقب لعدة أيام، حيث أفردت حيزا واسعا لمختلف القضايا التي ينوي بيدرو سانشيز تناولها مع الرئيس الأمريكي، وعلى رأسها الأزمة مع المغرب، وقضية الصحراء المغربية، ومحاولة إقناع حاكم البيت الأبيض الجديد بالتراجع عن قرار سلفه دونالد ترامب الاعتراف بمغربية الصحراء.
غير أن الصدمة الكبرى ستأتي في الساعات الأولى من صباح الاثنين، عندما نشر البيت الأبيض جدول اللقاءات التي سيعقدها جو بايدن على هامش قمة حلف الشمال الأطلسي، والذي لم يتضمن أي لقاء مع بيدرو سانشيز.
وحسب مصادر إسبانية، فإن اتفاقا كان قد جرى مع مساعدي الرئيس الأمريكي على أن يتم عقد اجتماع بين سانشيز وبايدن لمدة عشر دقائق، اعتبر الجانب الإسباني أنها كافية ليعرض خلالها رئيس الحكومة الإسبانية وجهة نظره حول القضايا التي تحظى باهتمامه، وعلى رأسها الأزمة مع المغرب، غير أن بايدن، ألغى في آخر لحظة هذا الاجتماع، لأسباب لم يتم الإعلان عنها، لكنها بالأكيد غير مرتبطة بأجندة الرئيس الأمريكي مادام قد عقد اجتماعات مع قادة آخرين، وتجاهل سانشيز.
وفي محاولة لإنقاذ ماء الوجه، سارع بيدرو سانشيز إلى الحديث مع بايدن مشيا قبل الولوج إلى قاعة الاجتماع، للظفر على الأقل بصورة تجمع بينهما، وهو الحديث الذي لم يتجاوز 30 ثانية، في موقف مثير للشفقة، شكل صدمة للحكومة وللرأي العام الإسباني.
وحسب مصادر إعلامية إسبانية، فإن حكومة مدريد دفعت غاليا، ليحظى بيدرو سانشيز باللقاء المرتقب مع جو بايدن، حيث كشفت عن تقديمها 3،6 ملايين دولار إلى مبادرة كمالا هاريس لتنمية أمريكا الوسطى، من أجل وعد بترتيب لقاء مع الرئيس الامريكي.
هذا الإخفاق الجديد للحكومة الإسبانية، والذي أكد مرة أخرى فشلها الذريع في تدبير سياستها الخارجية، أدى إلى موجة من التعاليق التي انتقدت بشدة الفريق الحاكم حاليا في إسبانيا، وحفلت مواقع التواصل بسيل من التدوينات الساخرة من بيدرو سانشيز وموقفه المثير للشفقة أمام الرئيس الأمريكي، كما شنت المعارضة، حملة على الحكومة حيث اعتبر الحزب الشعبي أنه في غضون عشرين ثانية ظهر باديا للعيان عدم جدوى السياسة الخارجية لإسبانيا.
وفي هذا الإطار صرح النائب البرلماني بيدرو هيسبان، أنه “إذا كان الرئيس الأمريكي لم يخصص بعد سبعة أشهر من رئاسته للولايات المتحدة أزيد من 20 ثانية لرئيس الحكومة الإسبانية، فذلك يعني أن إسبانيا تعاني من مشكلة خطيرة” ملمحا إلى الأزمة القائمة بينها وبين المغرب والأوضاع في أمريكا اللاتينية.
ومعلوم أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، منذ تنصيبه في 20 يناير الماضي، لم يجر أي اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة الإسبانية، على غرار العديد من القادة والزعماء، وهو ما أثار وما زال، الكثير من الجدل في إسبانيا.


الكاتب : عزيز الساطوري

  

بتاريخ : 16/06/2021