دار بوعزة عنوان كبير لاستمرار رداءة الخدمات على كافة المستويات

يعاني قطاع الصحة بجماعة دار بوعزة سواء على مستوى المستشفى المركزي مولاي الحسن أو المستحدث، مؤخرا بمدينة الرحمة، من كثرة الوافدين سواء على مصلحة المستعجلات أو طب النساء والتوليد أو باقي التخصصات، التي هي في واقع الأمر تشبه الهلال الذي لا يظهر له أثر إلا عند أواخر وبداية كل شهر، فضلا عن قلة الأطر الطبية وشبه الطبية الأمر الذي ينعكس سلبا على المواعيد التي قد يصل بعضها لشهور، مع انعدام الأدوية في صيدلية المستشفيين والمراكز الصحية .
وبخصوص التعليم، الذي به تتقدم الأمم أو تتأخر، لنقل بداية إن واقعه وطنيا صعب لا من حيث جودة برامجه، التي غالبا ما يتم إنزالها من فوق ولا يتم إشراك مختلف الفعاليات والمتدخلين فيها، الأمر الذي يظل معه نجاحها دائما محكوما بالفشل، كذلك الأمر بجماعة دار بوعزة، فعلى مستوى المؤسسات التعليمية التابعة للدولة فهي تعيش وضعا مترديا من حيث جودة منتوجها على الرغم من مجهودات الأطر التعليمية والإدارية، وذلك بسبب قلة الإمكانات المرصودة إقليميا من جهة وبسبب واقع الاكتظاظ وبعد المسافة عن التلميذات وتلاميذ الجماعة، وغياب رؤية واضحة لتدبير النقل المدرسي مما يزيد الطين بلة، أما بخصوص المدارس الخصوصية، سواء المتواجدة بمدينة الرحمة أو دار بوعزة المركز فإنها تعاني الارتجالية في التسيير والتدبير، وبعضها لا يصلح أصلا أن نسميه مدرسة كتلك الموجودة في “فيلاج بيلوط” (القرية النموذجية )أوالأنصاري، وهو أمر يجعل كل المتتبعين يطرحون أكثر من سؤال عن الكيفية التي منحت بها تراخيص الوزارة أو مندوبياتها بالإقليم، أومن طرف الجماعة والسلطات المحلية، فهي لا تتوفر على ساحات الاستراحة وعلى قاعات الرياضة، وحتى قاعات الدرس غالبيتها لا يستجيب لدفتر التحملات.
وفي ما يخص البنية التحتية، صحيح أن عملية الإقلاع والصحوة التي تشهدها الطرقات المؤدية من وإلى دار بوعزة من مستوى عال، تجعل المواطنين والمواطنات يعتبرونها إنجازا كبيرا، لكن طرقات الأحياء ومنها حتى الرئيسية الموجودة بتراب الجماعة تغلب عليها الرداءة.
وبخصوص التكوين والمساعدة على الشغل، فتتواجد بداخل الجماعة الكثير من المراكز التجارية الكبرى، منها ما يحمل علامات دولية ومؤسسات سياحية ومطعمية تشغل حوالي الثلثين من اليد العاملة لكنها من خارج الجماعة، ألم يحن الوقت للتفكير في إنشاء مراكز للتكوين تغطي حاجيات سوق الشغل المحلي من أبناء المنطقة نفسها، أم أن المنتخبين المتعاقبين على المسؤولية المحلية لا تهمهم سوى أصواتهم ؟
وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فإن طلبة المنطقة يعيشون معاناة كبيرة في ما يخص حاجاتهم لوسائل نقل تربطهم بالجامعات والمعاهد، ويمكن القول اختصارا إن هذا سببا كافيا لعدم تمكن الكثير منهم من استكمال دراستهم العليا، دون أن تكون لهم يد في ذلك سوى أن الجهة المعنية لم تفكر في الأمر، في استهتار واضح بمستقبلهم.
وبالعودة إلى موضوع التعليم، فإن مؤسسات التعليم العمومي بجماعة دار بوعزة خاصة المركز، مثل حسان بن ثابت، تفتقر إلى الأمن عند مداخلها بسبب جو الفوضى الذي تحدثه الدرجات النارية التي لا تتوقف عن القيام باستعراضات خطيرة تهدد حياة التلاميذ والمارة على السواء ، دون الحديث عما يروج في محيطها وهو ما يتحدث عنه كل المهتمين بالشأن المحلي.
وحين نعرض التدبير الجماعي المحلي، وحتى نكون منصفين في حق الرئيسة الجديدة بحزبها القديم في التدبير سنركز على بعض الأسئلة التي طرحها المستشار الاتحادي في آخر دورة:
ما سبب تراجع مستوى الاستثمار في الجماعة؟ وما السر في صمت مكتب المجلس عن عائدات الضريبة على القيمة المضافة، مع العلم أنها وجب أن تكون في مستوى أفضل ومرتفع عن المبلغ الحالي، بحسابات المختصين؟
المستشار الاتحادي عرج أيضا على سومة كراء السوق مطالبا بتدخل الجهات المسؤولة للتحقيق في سومة كرائه، بحيث يكترى بثمن زهيد وزهيد جدا، يخجل المرء من ذكر رقمه، فهذه نقطة لوحدها تستدعي حضور اللجن المختصة.
أما ظاهرة الكلاب الضالة، فأضحت إشكالا حقيقيا يهدد سلامة المواطنين والمواطنات بمختلف مناطق جماعة دار بوعزة، والسلطات المحلية أصبح من الصعب عليها معالجة هذه الظاهرة لوحدها، وعلى كل المتدخلين العمل على وضع حد نهائي لها.


الكاتب : المراسل

  

بتاريخ : 30/10/2024