أظهرت دراسة مغربية، أن غالبية المغاربة غير مستعدين لعودة الحجر الصحي للحد من انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد19)، خاصة وأن فترة الحجر التي خضعوا لها لمدة ثلاثة أشهر خلفت تأثيرات نفسية سلبية عليهم.
وأشارت الدراسة التي أجراها المعهد المغربي لتحليل السياسات ونشرت نتائجها الأربعاء في الرباط، إلى أن أزيد من نصف المغاربة المستجوبين (53في المئة) غير مستعدين لفترة حجر صحي ثانية ولو انتشر فيروس كورونا بشكل أكبر، فيما لا يؤيد هذا الإجراء سوى نحو 46 في المئة من المشاركين.ولا يعتقد ثلثا المستجوبين أن باقي المواطنين سيلتزمون بمعايير السلامة والوقاية للتعايش مع فيروس كورونا لفترة أطول، بينما لا يقول سوى 33% إنهم يعتقدون نسبيا أن المواطنين المغاربة سيلتزمون بمعايير السلامة والوقاية للتعايش مع الفيروس لفترة أطول.
وبخصوص الإجراءات التي توصي بها الحكومة المواطنين، فإن نسبة الملتزمين باستعمال المعقمات وفق الدراسة، لا تتجاوز 53 % من المستجوبين.
كما لا يلتزم بتفادي الخروج من البيت إلا للضرورة سوى 46 % من المستجوبين ولا يلتزم إلا 59 % منهم بالتباعد الجسدي، و71 % بوضع القناع الطبي، و72 % بغسل اليدين عدة مرات في اليوم بشكل مستمر.
وشملت هذه الدراسة عينة من 1100 شخص، يمثلون السكان المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما أو أكثر.
وكان جلالة الملك محمد السادس حذر مؤخرا من فرض الحجر الصحي مجددا في حال استمرت أعداد الإصابة بمرض فيروس كورونا الجديد في الارتفاع، مشيرا الى أن عواقب أزمة كورونا ستكون «قاسية» على المغرب رغم الجهود المبذولة للتخفيف من حدتها.
وبلغ عدد الإصابات بمرض (كوفيد19) وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة 65 ألفا و453، فيما وصلت حالات الشفاء إلى 50 ألفا و357، إضافة إلى 1216 حالة وفاة.
وسمحت السلطات في الآونة الأخيرة للمقاهي والمطاعم ومحلات الترفيه والراحة كالقاعات الرياضية باستقبال الزبناء مع عدم تجاوز نسبة 50 % من طاقتها الاستيعابية، وذلك في إطار تخفيف الحجر الصحي في البلاد.
وقررت أيضا استئناف الأنشطة المرتبطة بالإنتاج السمعي-البصري والسينمائي، والنقل العمومي بين المدن، سواء الطرقي أو السككي، وفق شروط محددة، فضلا عن بعض الأنشطة الرياضية.
كما قررت فتح المساجد في البلاد ابتداء من 15 يوليوز الماضي لأداء الصلوات الخمس باستثناء صلاة الجمعة، فضلا عن فتح الحدود بصفة استثنائية في وجه المغاربة المقيمين بالخارج والأجانب المقيمين في المغرب. ومددت الحكومة المغربية حالة الطوارئ الصحية في البلاد للمرة الخامسة، وذلك حتى 10 سبتمبر الجاري من أجل الحد من انتشار المرض بعد أن اتخذت حالات الإصابة في المملكة منحى تصاعديا في الآونة الأخيرة.