تعاني ساكنة إغربين، ضواحي زايدة بإقليم ميدلت، على أكثر من صعيد، رغم اعتبارها من «أغنى» قبائل الإقليم، كما يستشف من «الترامي على أراضيها السلالية، وعدم الاستفادة من عائدات مالية مستحقة، نتيجة سلوكات غامضة من قبل البعض، بادعاء إنشاء تعاونيات اتضح أنها وهمية» تقول مصادر محلية، مشيرة إلى «استعمال ما تم جمعه من أموال في اقتناء معدات وأشياء لا تستفيد منها الساكنة»؟
ووفق مصادرنا، فإن «تسيير المنطقة من طرف بعض المحسوبين عليها أدى إلى تفويت مجموعة من أراضيها إلى بعض المؤسسات دون مقابل، في وقت تشكو المنطقة من انعدام الخدمات الأساسية، ولا أقلها مستوصف يمكنه إعفاء ساكنة إغربين من التنقل لعشرات الكيلومترات، نحو زايدة أو غيرها، لتلقي الإسعافات الأولية التي من المفروض أن تتلقاها بقريتها. وتشتد المعاناة حينما لا يتم قبول المرضى بمستشفى إيتزار، في بعض الأحيان، بدعوى أنهم تابعون إداريا لجماعة زايدة؟».
وعلى مستوى آخر، تعرف إغربين تفاقما لـ «ظاهرة» الهجرة نحو المدن، بسبب توالي سنوات الجفاف، حيث سبق لأصوات محلية أن طالبت ب» تحرك الجهات المسؤولة من خلال القيام بزيارة لعين المكان للوقوف على فداحة الوضعية»، لكن دون جدوى، لافتة إلى أنه «رغم أن الجماعة مسيرة من قبل حزب رئيس الحكومة، لم تتمكن ملتمسات ومطالب ساكنة إغربين من بلوغ مكاتب الوزارات المعنية، ومن ذلك مثلا مطلب التسريع في بناء سد على واد بوحافص لتلبية حاجيات الفلاحين وإنقاذ القطاع الفلاحي بالمنطقة التي تعتمد ساكنتها على الرعي وإنتاج التفاح».
وأوضحت المصادر نفسها «أن أغلب آهالي قبيلة إغربين فقدوا ضيعاتهم الفلاحية بسبب الجفاف وعدم تحرك الجهات المسؤولة محليا وإقليميا»، «حيث كان أمل الجميع أن يقوم عامل الإقليم بزيارة للمنطقة، ومباشرة ما يلزم من تحريات بشأن مطالب الساكنة ، و اتخاذ ما ينبغي من التدابير العاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، علما بأن إغربين لا تبعد إلا بحوالي 30 كلم عن ميدلت»؟.
من أبرز مطالب الساكنة «بناء وإصلاح قنوات الري (الساقيات)، إنشاء تعاونيات لتشغيل أبناء المنطقة، توفير الدقيق المدعم والجيد، وبثمن مناسب للساكنة، توفير الأعلاف والشعير المدعم بأثمنة رمزية، لفائدة مربي المواشي، بغاية إنقاذ قطيع الماعز والأغنام، توسيع طريق إغربين وبناء القناطر، خاصة قنطرة إزاتيمن، ووضع علامات التشوير، إلى جانب المطلب المتعلق بجعل هذه الطريق وطنية بين زايدة وخنيفرة، مرورا على واد بوحافص وتانوردي، لأهميتها السياحية والفلاحية، تقوية شبكة التغطية الهاتفية وصبيب الانترنيت، وإصلاح مدرسة أيت منصور، وبناء ملعب عصري لتلامذتها وقسم للتعليم الأولي، مع فتح لائحة للاستفادة من مؤسسة الداخلية للمنتقلين إلى الإعداديات والثانويات المجاورة، أو توفير النقل المدرسي بالمجان إلى إيتزار وزايدة، والعمل على إدماج أطفال المنطقة في لائحة المستفيدين من الرحلات المدرسية والمخيمات الصيفية، إيجاد حلول للتدفئة عبر الخدمات الصديقة للبيئة كالطاقة الشمسية والريحية، إلى جانب المطالبة بربط المنازل المتبقية بالماء الشروب والكهرباء، وبدراسة الآثار السلبية لمدافع محاربة البرد (أو ما يسمى بالكانوات لمحاربة التبروري) وعلاقته بالجفاف».
وفي السياق ذاته، تؤكد الساكنة على ضرورة «فتح تحقيق شامل في حيثيات الترامي على أراضي ومنازل إغربين السلالية بزايدة وإيتزار»، داعية قضاة المجلس الأعلى للحسابات إلى «تعميق التحري والبحث» بشأن «مصير الأموال» المرتبطة ب»إنشاء مشاريع وهمية، بمساعدة بعض نواب أراضي الجموع وبعض النافذين»؟.
دعت إلى التحقيق في «الترامي على أراض سلالية» : مطالب بالتخفيف عن ساكنة إغربين بإقليم ميدلت من مخلفات الجفاف والإسراع بتنزيل مشاريع تنموية ناجعة

الكاتب : أحمد بيضي
بتاريخ : 07/02/2022