دعوات لمصالحة المواطنين مع المرفق الإداري بحد السوالم

شهد المغرب خلال السنوات الأخيرة جملة من الإجراءات والقوانين التي أطّرت للمفهوم الجديد للسلطة الذي لا يعدّ غاية في حد ذاته بقدر ما يعتبر وسيلة لمصالحة المواطنين مع الإدارة عامة والسلطة خاصة، وجعلت منه آلية لتجاوز ثقافة التسيير الخاطئ المترسخة في الأذهان منذ عهد مضى وانقضى.
ودعت العديد من الخطابات الملكية وما تلاها من خطوات إجرائية على المستوى التشريعي ثم الدوريات لتسريع تنزيل هذا المفهوم لمصالحة المواطنين مع الإدارة وتقريبها منهم، وهو ما تمت ترجمته ميدانيا في عدد من المناطق بتبسيط المساطر وتغيير السلوكيات، لكن وبكل أسف، تظل بعض الممارسات التي تظهر بين الفينة والأخرى، تعاكس هذا التوجه وتقدم صورة سلبية مخالفة تماما للمجهود الوطني الذي يتم القيام به.
ومن بين النماذج التي تحتاج لتدخل من أجل التصحيح، ما يقع بالملحقة الإدارية الثانية بباشوية حد السوالم، حيث تم تعيين باشا لمزاولة مهمة قائد، إذ أن هذا المسؤول القادم من الدار البيضاء يسير في الاتجاه المعاكس لهذه المنظومة، بعدما عقدت الآمال عليه بحكم تجربته وأقدميته، لكن تبخرت الأماني وأصبح عكس ذلك هو المطبّق، إذ عمل بشكل كبير على حرمان عدد من الأطفال من التمدرس بعد رفضه تسليم شواهد السكنى لذويهم، والمطلوبة من مدراء المؤسسات التعليمية بموجب مذكرة وزارة التربية الوطنية التي تنص على ذلك، حتى يتمكن التلاميذ القاطنين بجوار المؤسسة التسجيل بها للتخفيف من مشكل الاكتظاظ (48 تلميذ بالقسم).
هذه الوضعية الملتبسة التي تتطلب توضيحات، حول أحقية المتضررين من شواهدهم من عدمها، ينضاف إليها كذلك هذا فرض هذا المسؤول على طالبي شواهد السكنى عقد كراء مصادق عليه، الشيء الذي زاد الأمر تعقيدا وتسبب في نشوب نزاعات عديدة، دون الحديث عن المعاناة التي يعيشها العديد من المواطنين الراغبين في شواهد مختلفة، الذين يُفرض عليهم التردد طويلا على الملحقة أملا في الحصول على وثيقتهم، وهو الأمر الذي لا يكون هيّنا، وتتفاقم حدته بالنسبة للنساء، خاصة الحوامل والمرضعات ومن لديهم احتياجات خاصة، أخذا بعين الاعتبار عدم توفر هذا المرفق الإداري على ولوجيات خاصة؟
وإلى جانب ما سبق، يعتبر توجيه الأشخاص المصابين بأمراض نفسية وعقلية صوب مستشفى الرازي ببرشيد، من بين المشاكل التي يزيد التدبير الإداري للملحقة في صعوبتها ويرفع من حدتها. أما خارج الملحقة ففوضى احتلال الملك العام هي مدّ تصاعدي، بسبب الانتشار المستمر للباعة الجائلين، وعرقلة الطريق، ونصب خيم بلاستيكية على مقربة من إدارة القائد مشوهة لجمالية المدينة، رغم تواجد السوق النموذجي … وغيرها من الاختلالات التي تتطلب معالجة عاجلة لإعادة مصالحة المواطنين في المنطقة بسلطتهم؟


الكاتب : محمد فكار

  

بتاريخ : 08/10/2024