«دقات» ماريا قباج تطرق أبواب الحرية والإنسان

تعرض الفنانة التشكيلية ماريا القباج، ابتداء من 16 دجنبر الجاري الى غاية 6 أبريل 2022، جديدها التشكيلي بartspace بالدار البيضاء 02 زنقة حنين حي راسين، انطلاقا من الساعة العاشرة صباحا إلى غاية السابعة مساء
الفنانة التي اختارت لمعرضها عنوان «دقات»، تقول عن هذه التجربة:
«يعانق معرض «دقات» عالمين متقاربين، هما الحرية والإنسان.
تحيي الدقات الأيام والليالي، أحيانا لسبب، وأحيانا أخرى كنتيجة.
يعتبر الطائر عنصرا مركزيا في هذا المعرض، ويمثل الحرية في تصميمه المبدئي،  وكذا رمزا عبر العصور منزاحا عن أي سند ونوع من أنواع الفنون. إنه يجذب اللاوعي البشري منذ الأزمنة القديمة، بنبوءات جيدة، أو سيئة جدا.
تمثل طيوري الطائر» L’OISEAU» مع حرف «O» كبير، وهو مثل الرجل « L’HOMME» مع حرف «H» كبير، ليس لديه عرق أو نوع، إذ يتم تعريفه فقط من خلال طيرانه وحركته. وأحيانا أخرى، في صورة الرجل الذي تقطع رحلته، ويحتجز، ثم يموت.
تعتبر «دقات» أيضا، عنوانا للرسم الإنساني، الذي يتميز بالترميز والعلاقات بين الكائنات الحية. إنه رسم مستوحى من أشياء تجعل القلب ينبض، سواء بالفرح والخوف والحب، وكذا بالرحمة وعدم الفهم. كل هذه المشاعر التي تدور بداخلي، والتي أحاول التعبير عنها من خلال هذه الأعمال.
يعد اللون إلى جانب الرسم عنصرا مهما في إيصال المشاعر عبر اللوحة، وبالتالي فالشخوص ليست عارية، ولكن يتم تلبيسها بالألوان.
يدق الجناح للطائر أو يرقص، أو يدق قلبك في الحب أو الخوف، أو يدق عينيه ليعجب أو ينسى.
اليوم الجدران ليس لها آذان. من حولك عيون وأفواه، وأجساد متشابكة، ملونة وحية».
يعود تاريخ لوحات الفنانة الأولى إلى 2007. وفي عمر 21 سنة، رسمت لنفسها، كما لو كانت فرشاتها امتدادًا لدواخلها، وسلوكا آمنًا تجاه واقعها. لوحاتها لها بعد تعبيري يعبر عن توازن غير مستقر بين هذا الاعتراف الذاتي، الحميم والعفوي، وبين هذه التركيبات العاكسة بألوان قوية. نجد نهجا مشابها في ممارسة التصوير الفوتوغرافي لماريا قباج. تعتبر الفنانة أن التفكير والتركيب والتمثيل هي شكل أساسي وضروري من أشكال التعبير الفوتوغرافي: «الصورة الناجحة هي قبل كل شيء فكرة مدروسة جيدا». من ناحية النحت، قررت مؤخرًا تكريس نفسها لذلك. ماريا قباج هي فنانة مغربية لبنانية متعددة التخصصات ، ولدت سنة 1986 في الدار البيضاء. وبعد حصولها على البكالوريا، التحقت بالأقسام التحضيرية مهن الفنون في باريس قبل تخرجها من كلية سنترال سانت مارتينز للفنون والتصميم المرموقة في لندن. واشتغلت الفنانة خلال سنتها العملية جنبا إلى جنب مع «هيرو» ، مصور فوتوغرافي رائع من أصل ياباني، يقيم في نيويورك منذ الخمسينيات، إذ ستساعده في الاستوديو الخاص به في نيويورك لمدة سنة.
ماريا قباج تشارك في العديد من المعارض الجماعية، لا سيما في مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير «CDG» في 2014،  وفي «مهرجان بيلبورد الدار البيضاء» في 2015، وكذا في «برنامج الفنون ماسترمايند» في 2016.


بتاريخ : 16/12/2021