«دليل المجموعات الموسيقية في دكالة» كتاب علمي معلوماتي

أصدرت النقابة الوطنية للموسيقيين المحترفين بالجديدةكتاب: (دليل المجموعات الموسيقية في
دكالة) تحت إشراف وإعداد الفنانين محمد الصابوني وعبد الفتاح وكِلي. وحسب بلاغ للنقابة «يعتبر هذا الكتاب الأول من نوعه في تاريخ منطقة دكالة وكافة ربوع المملكة المغربية، حيث يضم معلومات تفصيلية عن أكثر من 74 مجموعة موسيقية أسهمت في إثراء المشهد الثقافي والموسيقي لدكالة»
إلى جانب باقة من الزملاء والأصدقاء الذين قدموا الكتاب، كان لي شرف المساهمة في هذا التقديم بورقة تحت عنوان: «دليل المجموعات الموسيقية في دكالة، إضافة قيمة للخزانة الموسيقية» فيما يلي ملخص لها
«يسهل تصنيف أغلبية الكتب في خانة معينة من العلوم الإنسانية والأبحاث والدراسات كما في مختلف الفنون إلا صنف «الدليل» الذي قد يحتار دارسه وقارئه بصفة عامة: هل هو مندرج في جنس «الفنون» أم «العلوم»؟»
أولا: دليل الفن أم فن الدليل؟
هذا ما حدث معي وأنا أطالع  كتاب «دليل المجموعات الموسيقية في دكالة» الذي أنجزه الصديقان السيدان عبد الفتاح وكلي وحمودة محمد الصابوني، حيت تكفلا بجمع معلومات عن مختلف المجموعات الموسيقية في مدينة الجديدة وإقليم دكالة في هذا الكتاب /الدليل. كما مجموعات الطوائف الدينية العيساوية، القادرية، الگناوية، الغيوانية  والدقة المراكشية  وغيرها… والتي يحمل الكثير منها أسماء منشئيها أو رؤسائها ومقدميها حيث فاق تعدادها 74 مجموعة.
فالمهتم بالدرجة الأولى بالمعلومات التي تخص هذه المجموعات بصفة شمولية، يجد نفسه أمام كتاب علمي معلوماتي يطرح المعلومة بحياد تام دون إقحام تعاليق شخصية أو ارتسامات نقدية. في حين يجد الدارس لا سيما العاشق لفن الموسيقى الشعبية في عاصمة دكالة وإقليمها، نفسه أمام عمل فني. لأنه لا يتوقف عند مستوى المعلومة فقط بل يتجاوزه للغور في خصوصيات هذه المجموعات،  وهي خصوصيات ذات بعدين مختلفين:
– – أولهما بعد فني يهم مثلا تخصص كل مجموعة في نوع معين من الموسيقى التي تؤديها وتتعاطاها، صنف الأغاني، مرجعياتها، نوعية الآلات، حتى الألبسة الموحدة متى وجدت إلخ.
– – وثانيهما بعد بشري إنساني يهم عدد أفراد كل مجموعة على حدة، أسماءهم أو ألقابهم العائلية كما الفنية، تسمية المجموعة، انتماؤها، تاريخ تأسيسها، هل تضم عنصرا نسويا أو أكثرإلخ.
ثانيا: أهل الموسيقى أدرى بمقاماتها
فهنا نصبح أمام «فن الدليل» الذي تكمن صعوبته الأولى في كون أن منجزه أو منجزِيه يشتغلون على غيرهم وليس على أنفسهم أو انطلاقا من ذواتهم – كما في جنس الرواية أو الشعر أو السيرة الذاتية – لا سيما الدليل الذي يهتم بوجود وذوات الآخرين. لذا وانطلاقا من تجربتي الشخصية في إنجاز «دليل المخرجين السينمائيين المغاربة» تكمن الصعوبة في تجميع أكبر عدد من المعلومات الموضوعية والصور والبيانات عن أناس آخرين. وللأسف لا زال «فن الدليل» ببلادنا لا يحظى بالأهمية التي  يستحقها حتى من المعنيين بالأمر أنفسهم، حيث لا يمدونك بالمعلومة كاملة وفي حينها «حتى يشيب الجنين في بطن أمه» كما يقال، أو قد يمطرونك بمعلومات خاطئة من أجل تضخيم الذات، على الباحث  أو المعد حيالها أن يقوم بتمحيصها، وغربلتها لنشر ما يروم أكبر قد من المصداقية فيها ليستحق نشره.
لكن هذه الصعوبة تتضاءل حين يكون منجز الدليل منتميا للمجال المنجز فيه مشتغلا فيه، والذي هو هنا «الموسيقى» فيغدو الدليل جامعا لخاصيتَيْ «الفن» و»العِلم» وذلك بفضل أن منجزَيْه ينتميان معا إلى هذا المجال حيث اشتغلا فيه ولا يزالان ضمن مجموعات موسيقية مختلفة، وبالتالي فهما أدرى بمن يبحثان ويدلان عنهم بمختلف توجهاتهم، انتماءاتهم وعناصرهم البشرية، الفنية، واللوجيستيكية».
ثالثا: مؤلِّفا الدليل
أ – عبد الفتاح وكِلي: عضو بمجموعتَيْ الأفراح وجيل العيطة، مقرر المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للموسيقيين المحترفين بالجديدة، نائب رئيس جمعية الأفراح للموسيقى الصوفية والأمداح النبوية. كاتب عام  لجمعية جيل العيطة للثقافة والتراث الأصيل بالجديدة. مستشار سابق للنقابة الوطنية للمهن الموسيقية ومنخرط سابق أيضا في النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، فرع الجديدة. عازف على آلة الكمان.
ب – محمد الصابوني: عضو بمجموعة حال الغيوان 1991 / 2000، عضو مؤسس لمجموعتَيْ گناوةسبيريت 2001/2005 والغيوانمازغان منذ 2005، رئيس جمعية أبناء مازغان فن وثقافة، الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للموسيقيين المحترفين بالجديدة. عازف على آلة السنتير وآلات الإيقاع


الكاتب : نورس البريجة: خالد الخضري

  

بتاريخ : 19/03/2025