على بعد أمتار من مدينة ’’المال والاعمال’’ تتناسل مجموعة من الدواوير التي تتواجد بتراب مجموعة من جماعات إقليم مديونة, يعيش قاطنوها قساوة الطبيعة وتهميش القائمين على الشأن المحلي للجماعات المحلية بسبب غياب رؤيا استراتيجية للعمل الجماعي, وتسطير برامج تنموية واجتماعية الهدف منه تخفيف وطأة الاهمال والتهميش والحرمان, في بعض الاحيان تعجز كل الملاحظات والتحليلات والتفسيرات عن فهم واقع اقتصادي واجتماعي وسياسي, ويحضر تعليق واحد.. ماذا يتبقى من إنسانية الأنسان عندما يتساوى الأنسان والحيوان ويعيشان في بيئة ملوثة وتحت سقف واحد؟ حيت لا يعيش سكان دواوير منطقة عين الحلوف بتراب جماعة المجاطية اولاد الطالب صراع الانسان مع الإنسان ولكنهم يعيشون صراع الإنسان مع الحيوان, خاصة تلك الكلاب الضالة التي تتخذ من مطرح النفايات قاعدة للهجوم على ساكنة الدواوير ليلا ونهارا, بالإضافة إلى مجموعة من الحشرات الزاحفة التي أصبحت ضيفا غير مرغوبا فيه لدى الساكنة, والتي تتخذ من البرك الأسنة التي أصبحت تؤثث فضاء مطرح النفايات وتتخذ من جنباته كل من الطريق الجهوية رقم 315 الرابطة بين مدينة الدار البيضاء ومديونة وكذا الطريق الإقليمية الرابطة بين المدينة الخضراء بجماعة بوسكورة والطريق الجهوية رقم 315 مرتعا لتوالدها. أما عصارة ازبال مطرح النفايات فأصبحت كذلك تؤثث فضاءات ما تبقى من دوار الحلايبية نتيجة فشل مجلس المسؤولين عن المطرح في معالجتها رغم الملايير التي يلتهما من ميزانية مجلس المدينة, كما يشهد المطرح يوميا توافد مئات الأشخاص للتنقيب وسط نفايته للبحت عن القوت اليومي الذي أصبح من المستحيل تجده خارج هذا الفضاء بسبب قلة الاستثمار بهذه المنطقة الذي يعتبر المطرح السبب الرئيسي في هروبه, والتي صار بالنسبة للساكنة شر لابد منه. وعلى بعد أمتار من هذا الواقع المر تتواجد دواوير الصفيح ببلدية مديونة ’’بوخويمة ,الفار, بوغابات’’ التي مازال سكانها يبحتون عن أمل تجديد حياتهم والحلم بسكن لائق الذين افتقدوه مند 30 سنة خلت كما نهم لم يستسيغوا الطريقة التي سلكها مسؤولو ’’ليراك’’ سابقا والعمران’’ حاليا في عملية اقتناء أرض على الشياع ,إذ طرحوا علامات استفهام كثيرة بشان عدم مسألة المسؤولين السابقين ,سيما اقتناء أرض مشاعة برسوم عقارية توجد بها عقارات عشرات الاسماء مقيدة ضمن المالكين على الشياع ,وتركوا أحلام عشرات الاسر تتبخر مند سنة 1989 تاريخ ابرام المؤسسة الجهوية للتجهيز والبناء عقد شراء على الشياع مع الورثة, وسنة 1995 تاريخ بداية الاشغال لإسكان حوالي 800 اسرة شملها الإحصاء الذي تجاوز هذا العدد بكثير بسبب تزايد عدد الاسر, الشيء الذي جعل القائمون على المجلس السابق والحالي والسلطات يتخذون عدة مبادرات لإخراج مشروع القصبة للتخفيف من معاناة ساكنة دور الصفيح بمديونة, في انتظار ايجاد حل نهائي للموضوع. وضع مشابه يعيشه قاطنوا دوار الحاج موسى والمساعدة بجماعة تيط مليل وهو الإرث الُثقيل الموروث من جماعة سيدي حجاج واد حصار, نتيجة التقسيم الإداري الأخير حيت القاسم المشترك بينهما هو المعاناة والحرمان من أبسط البنيات التحتية, إذ أن أول احساس ينتابك وانت تلج منافذه هو الإحساس بالغبن خاصة عند مصادفة مجموعة من الاطفال يلعبون وسط مجاري المياه الطافحة بين الازقة وركام من الازبال المتناثرة, على طول جنبات الدوار وفضائه والتي ساهمت في ظهور مجموعة من الامراض منها الجلدية والسل والحساسية ,كما تجد أسرا تعيش في أقفاص غير بعيدة عنها حيوانات تعيش في انسجام تام لا تتير اهتمام احد أبقار ,حمير ,أغنام, كلاب….كل شيء يدل على أن هذه الطبقة المعوزة تفتقد إلى أبسط مقومات الحياة والعيش الكريم رغم شعارات التنمية التي ترفع بمناسبة الاستحقاقات الانتخابية ,فهناك من يتكدس في حيز ضيق أتناء النوم الذي غالبا ما لا يتسلل إلى الجفون بسبب المعارك التي تخوضها القطط ليلا والتي يكون سقف السطوح مسرحا لها .أما دواوير جماعة سيدي حجاج واد حصار فإنها تفتقد إلى أبسط البنيات التحتية وتتجلى في عدم إصلاح بعض الطرقات والمسالك القروية وضعف الانارة العمومية وانعدامها ببعض الدواوير وغياب وحدات صحية باستثناء المستوصف الصحي, الذي يتواجد بجانب مقر الجماعة وضعف الصبيب المائي وغيابه بدواوير أخرى وغياب دور الأستقبال دون الحديث عن المعاناة التي تعيشه ساكنة شمس المدينة بسبب انفجار قنوات الصرف الصحي, وما تخلفه من اضرار على الساكنة والاراضي المجاورة. أما ساكنة دوار الحاج صالح بجماعة الهراويين فإنهم يعيشون المرارة من جراء تكون بركة مائية أسنة بفعل انجراف المياه الناتجة عن التساقطات المطرية التي كانت تستقر بالأراضي التي شيدت عليها المباني التي خصصت لساكنة ’’كاريان سنطرال’’ زيادة عن هذا الوضع تعرض ظاهرة الازبال المنتشرة بمجموعة من دوارير الجماعة كدوار المديوني.
إن الغاية من تشخيص هذا الواقع المريض هي دق ناقوس الخطر ودعوة القائمين على الشأن المحلي بجماعات الإقليم من أجل إخراج مجموعة من المشاريع التي تمت برمجتها وخصص لها مبالغ مالية مهمة وصدقت عليه خلال انعقاد دورات المجالس إلى حيز الوجود ووضع مخطط عملي واستراتيجي من أجل انقاد ما يمكن انقاده بعيدا عن الصراعات الثنائية والمزايدات السياسية التي غالبا ما يكون ضحيتها المواطن المديوني.