المغرب والتايلاند مدعوان لتعزيز تعاونهما لاستغلال
مؤهلات موقعهما الاستراتيجي
أعلن رئيس وزراء تايلاند، بريوت تشان-أو -تشا، أول أمس الأربعاء في بانكوك، دعم بلاده لترشح المغرب لنيل وضع الشريك في الحوار القطاعي لدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تضم عشر دول أعضاء.
وأكد بريوت، خلال مباحثات مع رئيس مجلس النواب، حبيب المالكي، على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة الـ 40 للجمعية البرلمانية لرابطة (آسيان)، دعم بلاده اللامشروط لترشح المغرب لهذا الوضع المفضل لدى رابطة (آسيان)، والتي تتولى تايلاند حاليا رئاستها الدورية.
ودعا رئيس الوزراء التايلاندي المغرب إلى تعزيز مبادراته للتعاون والتبادل مع دول هذا التجمع الإقليمي بما يمكن هذا الترشح من أن يحظى بالتقدير بشكل جيد في صفوف مجموع الدول الأعضاء بـ(آسيان) وبالتالي نيل قبولها.
وحرص بريوت، بهذه المناسبة، على التنويه بجودة العلاقات القائمة بين تايلاند والمغرب، والأهمية التي توليها المملكة لهذه المنطقة من آسيا، مؤكدا أن البلدين يتقاسمان العديد من مظاهر التشابه سواء على المستوى السياسي أوالاقتصادي، وهو أمر ملائم لتعاون فعلي ومفيد للطرفين.
كما دعا رئيس وزراء تايلاند إلى تعزيز التعاون بين بلاده والمغرب في أفق استغلال المؤهلات التي يتيحها موقعهما الاستراتيجي في كل من آسيا وإفريقيا، وقال «يتميز بلدانا بموقعيهما الاستراتيجيين في قارتين. وبفضل تعاون فعال ومتعدد الأوجه، فإن المغرب سيكون بوابة تايلاند نحو إفريقيا كما سيتيح بالمقابل ولوجا للمملكة إلى القارة الآسيوية»، مضيفا أن البلدين سيحتفلان قريبا بالذكرى الخامسة والثلاثين لعلاقاتهما الدبلوماسية، مشيدا في هذا الصدد بالعلاقات السياسية الممتازة القائمة بين البلدين وكثافة المبادلات بينهما.
وأبرز المسؤول التايلاندي أنه على الرغم من ذلك، لاتزال المبادلات التجارية الثنائية محدودة مع أن إمكانات التعاون هائلة. وذكر بأنه تم إبرام أكثر من عشر اتفاقيات تعاون بين البلدين وأن خمسة اتفاقات أخرى في طور التحضير ، معربا عن رغبته في إبرامها في أقرب وقت ممكن من أجل الرقي بالتعاون بين البلدين إلى المستوى المنشود .
وفي السياق ذاته، دعا بريوت إلى إضفاء دينامية أكثر على مجلس الأعمال المغربي التايلاندي، معتبرا أنه بمثابة آلية مناسبة لإشراك القطاع الخاص في البلدين وبالتالي تطوير المبادلات التجارية، وقال إن «المغرب يعتبر مصدرا رئيسيا للفوسفاط وتايلاند بلد تعد فيه الفلاحة من الركائز الرئيسية لاقتصادها . فضلا عن أن إمكانات المبادلات التجارية تبقى هائلة».
كما دعا بريوت إلى استكشاف فرص التعاون في قطاع السياحة، الذي يعد محركا للنمو في كلا البلدين، واستكشاف مؤهلات تطوير التجارة البحرية.
وفي مجال التكوين، ذكر رئيس الوزراء التايلاندي بمذكرة التفاهم الموقعة في 2 يوليوز 2018 في إطار لجنة التعاون في مجال التربية.
وأعرب عن شكره للمغرب على المنح الدراسية التي يخصصها للطلبة التايلانديين، داعيا إلى توسيع نطاق هذه المنح لتشمل المجالين العلمي والتقني. كما أشاد بريوت بالاتفاق الذي يجمع بين البلدين في مجال التكوين في الحقل في الديني من خلال معهد محمد السادس لتكوين الأئمة.
وقال إنه لتحقيق أهداف التعاون المنشود، تعد مساهمة الدبلوماسية البرلمانية ذات قيمة كبيرة، داعيا المؤسسات التشريعية في كلا البلدين إلى توسيع المبادرات وتكثيف الزيارات.
من جانبه أشاد المالكي، الذي كان مرفوقا خلال هذا اللقاء بسفير المغرب في بانكوك، عبد الإله الحسني، بالعلاقات الممتازة بين البلدين. وهنأ تايلاند بمناسبة الحدثين الرئيسيين المتمثلين في تتويج ملك تايلاند راماكس ونجاح العملية الانتخابية التي أسفرت عن تشكيل حكومة جديدة.
وسلط المالكي الضوء على أوجه التشابه السياسية والاقتصادية بين المملكتين التي من شأنها أن تساهم في إرساء تعاون مفيد للطرفين خاصة مع الإمكانات التي توفرها مختلف القطاعات.
وقال المالكي إن تطابق وجهات النظر حول العديد من التحديات الكبرى يؤكد على أهمية إشراك الدبلوماسية البرلمانية، مقدما كمثال على ذلك القضايا المتعلقة بالطاقات الجديدة وتغير المناخ والهجرة، وتعزيز السلام والأمن الإقليمي.
وأضاف أن الاقتصاد في كلا البلدين يتميز بنفس الدينامية ونفس الاتجاه نحو التنويع، الأمر الذي يفضي إلى تعاون متعدد الأوجه، داعيا إلى التركيز على ضرورة استكشاف الفرص التي توفرها قطاعات الفلاحة والسياحة واللوجستيك. كما دعا إلى التفكير في طرق لتوسيع التجارة البحرية وإطلاق خط جوي بين البلدين.
وقد شارك المالكي بدعوة من نظيره التايلاندي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للآسيان، في الدورة الأربعين للجمعية البرلمانية لرابطة دول جنوب شرق آسيا، وهي هيئة تضم المؤسسات التشريعية بالآسيان (10 دول أعضاء بما فيها التايلاند).