بعد «إقامة في الغبار»، رحل أول أمس الخميس30 أكتوبر 2025، عن المشهد الثقافي العربي، والشعري خاصة، الشاعر اللبناني إسكندر حبش.
كان الراحل من بين الوجوه التي أسّست لمشهد شعري جديد في لبنان والعالم العربي، كما أسهم في إطلاق مجلاتٍ شعريةٍ مثل «ميكروب»، وكان ناقدا وكاتبا في جريدة «السفير» اللبنانية ومسؤولا عن الصفحة الثقافية في جريدة «السفير اللبنانية» قبل إغلاقها في 2016.
أصدر الراحل عددا من المجموعات الشعرية التي عبرت عن انشغالاته الوجودية والفكرية والسياسية، نذكر منها: «بورتريه رجل من معدن» (1988)، «نصف تفاحة» (1993)، «تلك المدن» (1997)، «أشكو الخريف»، «لا أمل لي بهذا الصمت» (2009)، «لا شيء أكثر من هذا الثلج» (2013)، «إقامة في غبار» (2020)، وكان آخر إصداراته كتابه الحواري «ضوء الأمكنة المتناغمة» ، وهو شهادة شعرية على رؤيته للكتابة كبحث دائم عن النور الإنساني داخل الكلمة.
برز اسم حبش أيضا من بين أشهر المترجمين العرب الذين نقلوا إلى لغتنا أصواتا عالمية مؤثرة، فعرّف القارئ العربي على فرناندو بيسوا، أمبرتو إيكو، مارغريت دوراس، ألساندرو باربكو، وميخائيل بولغاكوف، وأثرى المكتبة العربية بترجماتٍ ومؤلفاتٍ رفيعة، منها: «أجمع الذكريات كي أموت»، «نجهل الوجه الذي سيختتمه الموت»، و»هكذا تكلّم أمبرتو إيكو».
لا يمكن الحديث عن إسكندر حبش من دون استدعاء بعض أهم الأدباء العالميين، فقد قرّر أن يكون مترجمًا في العشرين من عمره عند قراءته الأولى لبيير ريفردي وفرناندو بيسوا وأوكتافيو باث وآخرين، من غير أن ينزاح عن الشعر الذي كان يكتبه بفرادة في الأسلوب لا يشبه فيه أحدًا إلا نفسه، ولا يمكن الحديث عن حبش من دون أن استدعاء جريدة «السفير» التي شكلت له أرضية عمر كامل من الحب والصداقات والأحرف التي كانت تتساقط على رأسه من بين رفوف الكتب وهو يمارس كتابة الصحافة الأدبية من مكتبه الصغير في مبنى الجريدة لثلاثة وثلاثين .
رحيل الشاعر اللبناني إسكندر حبش بعد «إقامة في الغبار»
بتاريخ : 01/11/2025

