فقدت الساحة الإعلامية المغربية والصحافة الاتحادية خصوصا، أمس الخميس 6 شتنبر، أحد قيدوميها الفقيد عبد لله قانية الذي كان من المتطوعين في جريدة «التحرير»، ثم من مؤسسي جريدة «المحرر» ليلتحق رفقة أسماء من الرعيل الأول للصحافة الاتحادية: المهدي الودغيري، أحمد صبري، عبد القادر الحيمر، عمر المودن بجريدة «الاتحاد الاشتراكي».
من عاشر الفقيد، لن تغيب عنه تلك الابتسامة والروح المشاكسة التي تتلبس اللحظة، فتطلق سربا من السخرية والضحكات.. لن تغيب عنه «همساته» ووشوشاته التي يحبّرها على الورق، جاعلا منها ساحات للوغى يبارز فيها زملاءه داخل هيئة التحرير بغير خيل أو بيداء.. يكفيه قرطاس وقلم وقلب يتسع لمحبة الجميع كما هو حال «أبناء الدار الكبيرة» فترى فقاعات الضحك تنفجر بين الزملاء.
كان الراحل قانية ذاكرة سينمائية متنقلة، تحبل بأسماء المخرجين العالميين والممثلين وعناوين الافلام كما كتب عن السينما المغربية وروادها الأوائل أيضا.
عاشق الفنون ومتذوق الأصيل منها، بعد أن امتلأ الركح بالغث والضحل. تجده دائما باحثا عن بقعة ضوء، مسلطا مصابيحه الكشافة عليها، كأنما محارب زاده الفن الجميل والحب… والجمال. كان مولعا بالأغنية الشرقية وبعمالقتها … ولع تشربه من حس وتربية فنية كانت تميز عائلته. عشق صوت أم كلثوم وعبد الوهاب وأسمهان والأغنية المغربية الأصيلة «الراحلة» حتى أن أسلوبه في الكتابة عن روادها في عمود بالجريدة في الثمانينات بعنوان «أنغام»، خصصه للموسيقى العربية، أغرى علَما آخر من رواد السياسة والصحافة بالمغرب، لم يكن يُبدِ ولعه بالفن والموسيقى فأصبح يسابقه على كتابة هذه السلسلة والذي لم يكن سوى المناضل والصحفي الراحل مصطفى القرشاوي.
عاش الفقيد فترة في سوريا، في أوج الفورة القومية فانتصر لعروبته دون أن ينسلخ عن مغربيته قبل أن يعود الى البلاد ويلتحق بسلك التعليم الذي غادره الى رحابة عالم الصحافة الى أن تقاعد منها، تخفره محبة الزملاء وقبلها احترامهم.
عزاؤنا واحد رحم لله الفقيد عبد لله قانية وقلوبنا مع عائلته الصغيرة والكبيرة. إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحيل قيدوم الصحافة الاتحادية : عبد الله قانية
الكاتب : ح. الفارسي
بتاريخ : 07/09/2018