طالب عريقات أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، بإصدار بيان يطالب الإمارات بالتراجع عن قرارها، أو أن يقدم استقالته «إذا لم يتمكن بسبب الضغوط».
واعتبر اتفاق التطبيع «مكافأة» لمستشار ترامب، جاريد كوشنير، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو، وفيه «إنعاش وتقوية لقوى التطرف في المنطقة، وعلى رأسها قوى التطرف في إسرائيل»
قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إنه ليس من حق الإمارات التحدث باسم الشعب الفلسطيني.
وخلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد عباس إنه في حال أقدمت أي دولة عربية أخرى على خطوة مماثلة فسنتخذ الموقف نفسه الذي اتخذناه تجاه الإمارات.
وتابع: «نحن لن نقبل بأن يتم استخدام القضية الفلسطينية كذريعة للتطبيع أو أي سبب آخر»، وذلك بحسب ما نقلت وكالة «وفا».
فيما غرد ماكرون عبر «تويتر» بأنه اتفق مع عباس على ضرورة استئناف المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي بهدف «التوصل إلى حل عادل».
ووجه ماكرون دعوة لعباس لزيارة باريس، لاستكمال التشاور حول مجمل الأوضاع المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وفي السياق ذاته، تواصلت التصريحات الغاضبة من القيادات الفلسطينية تجاه تطبيع الإمارات، إذ قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي إن «إقدام أبوظبي على اتفاق تطبيع مع إسرائيل يناقض الدستور الإماراتي».
وأضاف زكي، في حديث لفضائية «النجاح» المحلية، أول أمس الأحد، أن هناك اجتماعا للقيادة الفلسطينية، الأربعاء، لتحديد الخطوة المقبلة ردا على قرار التطبيع.
ووصف زكي اتفاق التطبيع بأنه «هزة أرضية أصابت الإماراتيين بالعمق لأن الدستور عندهم لا يجيز ما قام به (محمد) بن زايد (ولي عهد الإمارات)».
وأضاف أن «القانون الإماراتي يحرم ويفرض عقوبات وسجن حتى لمن يجامل الإسرائيلي، وليس من يعترف به على حساب الفلسطينيين».
وتابع بأنه لا علاقة لخطوة الإمارات بالقضية الفلسطينية «إنما لها علاقة بالصراعات في المنطقة وحاجة إسرائيل وأمريكا للاقتراب من إيران بعد أن فشلوا في منعها من التسلح».
واعتبرت القيادة الفلسطينية، أن الاتفاق «خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية»، كما أنها استدعت السفير الإماراتي، وسحب سفيرها من رام الله.
من جهته، قال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي، فيه «كسر للوصاية الهاشمية (الأردنية) على الأقصى».
وأضاف في مؤتمر صحفي عبر تطبيق «زووم» بمدينة رام الله، ظهر أول أمس الأحد، تعليقا على البند المتعلق بالسماح للمسلمين بالصلاة في الأقصى حسب الاتفاق، إن القدس، «أرض محتلة وكل إجراء احتلالي فيها باطل».
وتابع: «نتمسك بالشرعية الدولية ونرى في الخطوة الإماراتية مكافأة لإسرائيل على ممارساتها من ضم وقتل وهدم للمنازل، ومحاولة لتحويل الصراع الى ديني».
وأوضح عريقات أن الاتفاق (الاماراتي الإسرائيلي) يعترف بالقدس تحت السيادة الاسرائيلية وهذا يخالف القانون الدولي، والإمارات قطعت علاقتها بفلسطين منذ 2014، وكان هذا خطوة لتبرير إعلانها وبهذا الاتفاق تكون ثالث دولة وافقت على «صفقة القرن».
وأشار إلى أنه «لا توجد قوات عربية تحارب معنا، ولا يوجد على الحدود جنود عرب، والاتفاق الإماراتي الإسرائيلي شكل طعنة مباشرة للقضية الفلسطينية، وأبواق من يدافع لهم لن تغير شيئا بالنسبة لشعبنا».
وفي مارس 2013، وقّع العاهل الأردني والرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفاقية تعطي الأردن حق «الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات» في فلسطين.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس الماضي توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات.
وجاء في البيان المشترك، خلال الإعلان عن الاتفاق «إن جميع المسلمين، كما هو موضح في رؤية السلام، يمكن لهم أن يأتوا بسلام لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، وكذلك يجب أن تظل الأماكن المقدسة الأخرى في القدس مفتوحة للمصلين المسالمين من جميع الأديان».
وأضاف عريقات في المؤتمر الصحفي، ردا على سؤال حول إمكانية اتجاه السعودية للتطبيع مع إسرائيل على خطى دولة الإمارات، أنه «شخصيا يدير الاتصالات مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وأنه تلقى تأكيدا بأن الموقف السعودي- حتى أمس- لم يتغير ولن يتغير، وهو وقوفها مع الحل الشامل وإنهاء الاحتلال».
وتابع عريقات أن قرار الإمارات «مخالف لما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب قبل أسابيع، وهو التأكيد على جملة قضايا بينها إنهاء الاحتلال، والحفاظ على سلامة المبادرة العربية وعدم تغييرها بأي شكل من الأشكال، لكن الإمارات لم تلتزم بذلك».
وتساءل: «دولة الإمارات كانت تتمسك بالتضامن العربي وأسسه، فهل يعتبر ما قامت به خروجا عن التزاماتها كعضو في الجامعة العربية والأمم المتحدة؟».
وأضاف المسؤول الفلسطيني «إن قرار الضم الإسرائيلي رفضه العالم، وأوقف قبل الإعلان الإماراتي الإسرائيلي الأمريكي، وعلمنا بذلك منذ فترة.. والقول إن الإعلان هو لمصلحة الشعب الفلسطيني، لا يمكن لأي فلسطيني أن يقبله».
وعقب إعلان ترامب عن الاتفاق، أكد نتنياهو أن حكومته متمسكة بمخطط الضم، رغم أن بيانا مشتركا صدر عن الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات، أشار إلى أن تل أبيب «ستتوقف عن خطة ضم أراض فلسطينية».
وطالب عريقات أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، بإصدار بيان يطالب الإمارات بالتراجع عن قرارها، أو أن يقدم استقالته «إذا لم يتمكن بسبب الضغوط».
واعتبر اتفاق التطبيع «مكافأة» لمستشار ترامب، جاريد كوشنير، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو، وفيه «إنعاش وتقوية لقوى التطرف في المنطقة، وعلى رأسها قوى التطرف في إسرائيل».
وتابع: «الأمن لن يتحقق بمحاولات كوشنير التلاعب وإلغاء المبادرة العربية. بدون إنهاء الاحتلال لن يكون أمن أو استقرار في المنطقة».
وقال عريقات إنه قابل كوشنير 37 مرة، ووصفه بأنه «خليط من الجهل والغطرسة والتهديد، ويعتقد أن إنجازه الوحيد أنه استطاع أن يكسر الفلسطينيين ويأتي بدولة تعرف بإسرائيل والقدس عاصمة لها».
وقال إن القيادة الفلسطينية «كانت على علم بالاتصالات الإماراتية، لكنها لم تبلغ بقرار التطبيع»، معربا عن أمله في «تدخل مصر والسعودية والطلب من إمارات التراجع عن قرارها».
وردا على سؤال حول إمكانية مشاركة القيادي المفصول من حركة «فتح»، محمد دحلان المقيم في الإمارات في اتفاق التطبيع قال عريقات: «ما عملته الإمارات، أكبر من هذا الشخص أو ذلك».
على الصعيد الإسرائيلي، قال الخبير العسكري رون بن يشاي إن «اتفاق إسرائيل مع الإمارات رافقه تخوف الأخيرة كجيرانها، من انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة، ولذلك حرصوا على إيجاد حليف جديد ممثلا بإسرائيل».
وأضاف بن يشاي في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت أن الاتفاق الإسرائيلي مع الإمارات «يعد حدثا تاريخيا لتحسين الوضع الاستراتيجي والدولي لإسرائيل بشكل كبير، ويفتح إمكانيات واعدة جدا في المجال الاقتصادي والعلمي، ويعطي شرعية إقليمية وعربية إسلامية لوجود دولة يهودية في قلب الشرق الأوسط المسلم».
وقال إن «الاتفاق عند مناقشته سيكون له خصمان بارزان يحاولان تحديه بأي طريقة ممكنة، بما فيه استخدام العنف والإنترنت، أكبر خصم هو إيران، التي تعتبر العلاقات مع الإمارات حيوية، وتحتاج لخدمات الوساطة من التجار ورجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين لاستيراد وتصدير السلع، وغسل الأرباح القليلة التي تمكنت من جمعها مقابل نفطها».
وأوضح بن يشاي، وثيق الصلة بكبار قادة جيش الاحتلال والمنظومة الأمنية والعسكرية، وغطى الاعتداءات الإسرائيلية في لبنان والأراضي الفلسطينية، أنه «من خلال أبو ظبي، تعتبر معظم تجارة النفط الإيرانية السرية والمقايضة ضرورية لاقتصادها هذه الأيام، رغم أن الوجود الشرعي للإسرائيليين في الإمارات، بما فيها شركات إعادة التأهيل المشتركة ذات التقنية العالية، يسهل على إسرائيل في مختلف الجوانب الاستراتيجية المهمة».
وأشار إلى أن «المعارضين الآخرين هم الفلسطينيون الذين سيبذلون قصارى جهدهم لمنع دولة أخرى من الانضمام، مع أن الإمارات تمتلك أقوى قوة عسكرية وأكثرها فاعلية في منطقة الخليج العربي بجانب جيوش إيران والولايات المتحدة، وستستفيد هذه القوة من التعاون مع إسرائيل».
وأكد أن «الشيء الرئيسي في الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي هو الجانب الاقتصادي، فبالنسبة للتعاون والتجارة مع إسرائيل، فإن الإمارات لديها القدرة على تحقيق المبدأ النسبي الذي يتمتع به كل منهما، فالمال وريادة الأعمال الخليجية من الإمارات، والإبداع والقدرات التكنولوجية من إسرائيل، وهكذا تستفيد جميع دول المنطقة، مع أن الإمارات اعترفت بأنها قد تستفيد من اتفاق سلام مع إسرائيل أكثر مما تخسر منه».
وأوضح أنه «رغم أن الولايات المتحدة وترامب وصهره كوشنر شركاء مهمون في الاتفاق، فمن المستحيل تجاهل حقيقة أن ضعفهم أدى له، لأن جميع دول الخليج العربي تخشى إيران ونواياها لكسر هيمنتها في المنطقة، وجميعهم قلقون من حقيقة أن الولايات المتحدة تسعى لتقليص وجودها العسكري وانخراطها في المنطقة للتركيز فقط على الضغط الاقتصادي على إيران، ولذلك تم استدعاء إسرائيل».
وأشار إلى أن «إسرائيل بصفتها قوة إقليمية مهمة، فإنها تعتبر إيران عدوها الأول، وأن تصبح حليفة للإمارات يمكنها مساعدة دول مثل البحرين والإمارات بشكل فعال للدفاع ضد المضايقات والاستفزازات الإيرانية، لا يعني ذلك أن إسرائيل سترسل لواء غولاني أو أسطول الصواريخ البحرية لحماية موانئ الإمارات، لكن بإمكانها توفير التكنولوجيا والأنظمة العسكرية لتحييد الميزة العسكرية الإيرانية الواضحة التي تهدد الجيران العرب بالخليج».
وزعم قائلا إنه «إذا تحققت بالفعل الآمال المزروعة في الإمارات من أجل السلام مع إسرائيل، بما فيها المجال الديني، حين تسمح لحجاج الخليج بزيارة الحرم القدسي، فمن المحتمل أن الدول العربية الأخرى ستتبع الإمارات، كالبحرين والسودان، وحتى السعودية، ورغم أنه سيكون هناك اتفاق سلام كامل، إلا أنه سيعمل على تطبيع علاقات البلدين، والسماح لهما بمحاربة التهديد النووي الإيراني بشكل مشترك».
وأكد أنه «لكل هذه الأسباب، فإن رئيس الوزراء نتنياهو نجح بإصابة عصفورين مهمين بحجر واحد: حقق سلاما مع دولة عربية مهمة، وتمكن من إخراج نفسه من شجرة الضم التي تسلقها دون أن يكون لديه القدرة ودون رغبة حقيقية في الوفاء بوعده، ويجب أن يشكر بيني غانتس وغابي أشكنازي، اللذين شكلا تحالفا عاقلا مع كوشنر، وأوقفا سباق الضم الذي بدأه نتنياهو، ومنحاه فرصة لإعادة التفكير، والحصول على مكافأة لطيفة في وقت مثالي له».
وختم بالقول بأن «مجرد التوصل لاتفاق مع الإمارات، لا يقلل من احتمالية أن نذهب لانتخابات مبكرة، لكنه يقلل من فرص حدوث ذلك في المستقبل القريب، لأن نتنياهو سيرغب بإعطاء اليمين والمستوطنين انطباعا أسهل قليلا عن رفض الضم، وعلى أي حال، فإن السياسة الداخلية الإسرائيلية تتضاءل أمام الإنجاز التاريخي الذي تعترف فيه دولة ثالثة عربية وإسلامية بها، وترغب بتطبيع العلاقات معها».
في السياق نفسه، اعتبرت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية أن تطبيع الإمارات من شأنه ترسيخ حالة الاحتلال للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967، في إشارة إلى الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة المحاصر.
وقال الكاتب «إيان بلاك» إن «التطبيع» مع الاحتلال الإسرائيلي لا تزال كلمة مشينة في اللغة العربية، لكن هذا لم يمنع الإمارات، ثاني أكثر دول الخليج ثراء وقوة، بحسبه، من إبرام اتفاق «سلام» مع بنيامين نتنياهو، بوساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف «بلاك» الاتفاق له أهمية كبيرة، فخلال 72 عاما، وقع الاحتلال الإسرائيلي معاهدتي سلام اثنتين فقط، مع مصر عام 1979، والأردن عام 1994.
لكن الاتفاق مع الإمارات ذو طبيعة مختلفة، بحسب الكاتب، لأنها لم تشارك أبدا في أي حرب ولم تكن قط طرفا في النزاع، ولذا فإنه يبعث برسالة سياسية قوية وكاسرة للمحرمات.
ووفقا للمبررات، فقد تم التوصل إلى هذا الاتفاق من أجل منع الاحتلال من المضي قدما في الضم أحادي الجانب لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
ولكن هذا يعني «بشكل حاسم، أن الوضع الراهن للاحتلال الإسرائيلي القائم منذ 53 عاما سيبقى دون تغيير»، بتأييد من الإمارات، التي قد تتبعها دول خليجية أخرى.
ويوضح أن العلاقات الإماراتية الإسرائيلية أصبحت مرئية بشكل متزايد في العقد الماضي على أساس العداء المشترك لإيران. وشهد التعاون الاستخباراتي بين البلدين تطورا كبيرا للغاية.
ويقول الكاتب إن الوزراء ورجال الأعمال الإسرائيليين يزورون الإمارات بانتظام.
ويشير إلى أنه على الرغم من كل هذا التعاون والتعاملات الوثيقة بين البلدين، فإنه لا يزال من المدهش أن الإمارات قد ذهبت إلى حد إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع الاحتلال على شكل «معاهدة سلام»، في إشارة واضحة إلى وجود أهداف أخرى غير «التطبيع» القائم بالفعل.
ويختم «بلاك» بالقول: «لا تزال كيفية تحقيق دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل من خلال المزيج السام من ترامب ونتنياهو والانقسامات الفلسطينية والعربية الأوسع سؤالا مثيرا للقلق».
وقال خبراء إسرائيليون إن «توقيع اتفاق السلام مع الإمارات يعني أن إسرائيل أصبحت شيئاً آخر في عيون العالم العربي، لأن هناك احتمالا بأن تأتي دول عربية أخرى بعد الإمارات العربية المتحدة، خاصة بعد أن حققت إسرائيل جملة أهداف مجتمعة من هذا الاتفاق، أهمها التوقيع مع دولة عربية مهمة، وثانيها إزالة موضوع الضم من جدول الأعمال لسنوات عديدة».
وأكدوا في حوارات أجرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنهم «أمام حدث تاريخي مهم.. نحن نتوصل إلى سلام وتطبيع وعلاقات دبلوماسية مع دولة عربية حديثة تقدمية مهمة، وليست متطرفة، يجب تهنئتها مرتين، أما في ما يتعلق بالضم، فقد وفرت إسرائيل على نفسها الكثير من التكاليف السياسية والأمنية والاقتصادية».
وأشار الجنرال عاموس يادلين الرئيس الأسبق لجهاز الاسنخبارات العسكرية- أمان، أن «هذا الاتفاق خدم مصلحة إسرائيل الأمنية، خاصة أمام الجبهة الإيرانية القطرية التركية، مع العلم أنه ليست لدينا حرب مع الإمارات، ولم نشهدها سابقا، لذا فهي ليست اتفاقية سلام بعد الحرب، لكنها تمنح إسرائيل مزايا استراتيجية كبيرة، لأن الشرق الأوسط ليس مقسمًا بين إسرائيليين وعرب، بل بين محور متطرف ومحور براغماتي».
وأضاف أن «إسرائيل تعمل على توسيع قدراتها استراتيجيًا وجغرافيًا للتصدي لإيران، وفتح سوق اقتصادي وتكنولوجي مهم، خاصة أن دولا أخرى مثل البحرين وعمان، وحتى المغرب والسودان ستكون في الانتظار، أما السعودية فستكون حذرة للغاية في علاقاتها مع إسرائيل».
البروفيسور عوزي رابي، رئيس مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، قال إننا «نشهد حدثا تاريخيا حقًا، فمصالح إسرائيل تتصاعد بطريقة معينة، لأن هذا الاتفاق مع الإمارات أزال العديد من القيود، نحن أمام دولتين صغيرتين، لكن لديهما قوة إلكترونية واقتصاد قوي، وتفهمان الشرق الأوسط بشكل مختلف، الإمارات دولة معادية جدًا لإيران وتركيا والإخوان المسلمين».
وأضاف أن «اتفاق إسرائيل الانفرادي مع الإمارات يؤكد ما كتبت وتحدثت عنه منذ فترة طويلة، بأنه لا يوجد عالم عربي، تصور العالم العربي على أنه متجانس، هو خيال كان في ذهن إسرائيل في القرن العشرين، لكن هذا الاتفاق يعلم الكثير من الإسرائيليين أن يروا الشرق الأوسط إسرائيلياً كما هو».
وأشار إلى أنه «بالنسبة لاتفاق إسرائيلي مماثل مع السعودية، فنحن أمام قصة أخرى، لأنها تمثل تاج الإسلام، ومرتبطة بخطة السلام العربية، والعديد من الأشياء المعادية لإسرائيل في الماضي، لذا فإن وتيرتها أبطأ، لكن انظر للدول الموجودة على البوابة، خاصة البحرين الصغيرة، ويحتمل أن يذهبوا مع إسرائيل بناءً على أوامر سعودية، آمل أن تنضم سلطنة عمان أيضًا بهذا الاتجاه، وبعدها سيكون لدينا شرق أوسط مختلف تمامًا».
وأشار إلى أنه «عند الحديث عن دول أفريقيا والمغرب والسودان، فإن المزيد من الدول العربية تفعل ما يخصها تجاه علاقتها بإسرائيل، وعندما تذهب المزيد والمزيد من الدول باتجاه إسرائيل، فهذا يعني أنها أصبحت شيئًا آخر، بالتأكيد ليست تهديدًا وجودياً لها، بل يمكن لهذه الدول العربية استخلاص المزيد من الفوائد منها».