والزائر المستكشف من فصيلتي، لابد أن يتسلق جميع المسارات الجبلية بمستوياتها الثلاث المتفاوتة الصعوبة، وعلى مرآى البصر تظهر المدرجات والأحواض الزراعية والشلالات والأشجار المورقة والزهور الملونة على طول طريق المسارات الخضراء صيفا وشتاء. في القمة لابد من تخليد الأثر الجميل. وقد طلبت من إحدى الشابات ذات الملامح الأسيوية بأخذ صور للذكرى فقبلت على الفور. والتقطت لها بدوري صورا من نفس الموقع وبرح حماسية متقدة.
وعلمت فيما بعد من خلال المواقع الاشهارية أن الحدائق المعلقة ليست أشهر المناطق السياحية في مدينة كلباء بل هناك فضاءات أخر مثل منطقة الخوير، « تصغير الخور « الشاطئ الصغير «وخور كلباء، ومنطقة سور كلباء، والمحطة وسهيلة، والمصلى والعود، والقادسية، والمفرق والبردي وحطين والبطين والبراحة والقلعة. وهنالك ثلاث قرى تتبع لمدينة كلباء وهن طريف والغيل ووادي الحلو. وفي الماضي البعيد. كانت كلباء موطنا لقبائل نقبيين وشرقيين وكنود وعبادلة. وكانت تتألف من حوالي 300 منزل من العريش (سعف النخيل) عدد من البلوش والفرس. وشاطئا لرسو عشرة قوارب تجارية مع موانئ في الخليج العربي والهند. حتى استيلاء الإمبراطورية البرتغالية على المدينة في القرن السادس عشر. وقــد أُنشئ بها واحد من أقدم المطارات الموجودة في الخليج العربي، استعمله الإنجليز إبان تواجدهم في المنطقة كقاعدة عسكرية أثناء الحرب العالمية الثانية.
والحقيقة أن هناك العديد من الأماكن التي يمكن زيارتها في كلباء هذه المنطقة الهادئة مثل حصن كلباء ومتحف كلباء (بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي)، وحصن الزعاب في خور كلباء وقلعة الغيل الأثرية ويوجد في كلباء ناديان رئيسيان. هما نادي اتحاد كلباء الرياضي الثقافي والذي يضم العديد من المرافق الرياضية الهامة للشباب. ونادي فتيات كلباء وهو يختص بالأنشطة الرياضية والاجتماعية الخاصة بالفتيات. كذلك يوجد هناك مركز فتيات كلباء ومركز الأطفال والفتيات التابع للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة. كما يوجد في مدينة كلباء ثاني أطول نفق جبلي في الدول العربية بعد نفق الملتقى في خورفكان وهو النفق الذي يربط بين مدينتي الشارقة وكلباء ويبلغ طوله أكثر من ألف وثلاثمائة متر.
من شبه المؤكد أن في داخل هذه الفضاءات الساحرة، لا يمكن الإحساس بالوحدة فصوت اندفاع الماء في الشلالات وارتداداته في خاصرة البحيرة يجعل من هذا المكان عالما جميلا مليئا بالحركة والحيوية. وعلى المدى الطويل تمنح الأشجار وغابات خور كلباء مشهدا مبهجا ينضاف كمتعة للزائرين والسياح.
وتساهم بلدية كلباء في الأنشطة التي تساعد على انتشار الرقعة الخضراء من خلال إقامة معرض الزهور وأسبوع التشجير، كذلك يوجد في كلباء حدائق أخرى مثل حديقة السدرة وهي من أقدم الحدائق في كلباء وحديقة سهيلة وتقع في منطقة سهيلة المقابلة لكورنيش كلباء. في داخل هذه الفضاءات لا يمكن الإحساس بالوحدة، فصوت اندفاع الماء وحركة الحيوانات وأصوات الطيور من كل صوب جعل من هذا المكان عالماً جميلاً مليئا بالحركة والحيوية.