رسائل الإمارات 14 – سوق السيف تراث بعين حداثية 2/1

سوق السيف التراثي على ضفتيخور دبي، واحد من بين الفضاءات الاجتماعية الأكثر استقطابا للسياح من مختلف مناطق العالم. يتعلق الأمر ببؤرة حضارة تولف بين الماضي والحاضر. لنقل تجمععولمي مدروس لإثبات الهوية وربط الصلة الحضارية بين تراث المنطقة الماضي بأصالته، معأحدث ما وصل إليه جنون الترفيه والمتعةفي الحال والترحال. فعندما تكون مؤهلا للدفع عبر الاتمان البنكي تأتيكحداثة الألفية الثالثة صاغرة بكل مكوناتها المريبة والمدهشة.
فوق هذه البقعة من الماء ورمال الصحراءالدافئة ينبجسالحلم ويترعرع جمالا ماديا ملموسا ويتجلى مظهر خلابا للترفيه والضخامة يدغدغ جيوب العابرين. هنا في السيف، هذا المجمع التراثي المتفرد تطريزا وهندسة، تنصهر المباني التراثية العتيقة ناطقة بعد ترميمها وتأهيلها مع أحدث التصاميم المعمارية العصرية لتكونبذلك وجهة سياحية مذهلة. لا تكتفي بتوليد الدهشة والانبهار فحسب، بل تسلبأنظار الزواروتستنزف ميزانيتهم بطريقة ساحرة غير واعية على مدار الوقت.لتشكل فيالنهاية إطلالة حالمة يقظة يفوح منها عبق التاريخ وترسم ملامح مستقبل دبي المُشرق بواقعية لا تقاوم.
وسوق السيف التراثي جغرافيا هو مساحة من ماء وتراب يتمدد على مسافة تقدر ب 1.8 كلم على ضفاف خور دبي”ميناء” تم تصميمه مجاليا ليعكس النمط المعماري القديم وقد امتزج بنكهة الحضارة المعاصرة ذات التنوع الهندسي المنفتح على كل الآفاق.ويقع هذا المشروع السياحي في حي الفهيدي  خور دبي. وقد أُنشئ من قبل شركة مراس العقارية وافتتح في عام 2017. يتكون المشروع من جزئين ويضم كلاهما خيارات متنوعة من المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية حيث يضم المشروع 500 متجر ومطعم وفنادق مقسمة بين فنادق تراثية آخرىعصرية فاخرة بالإضافة إلى توفر خدمات التاكسي المائية والسفن الشراعية واليخوت البحرية الخاصة.
أما على الصعيد التاريخي. فتحيلنا العديد من المصادر والمراجع التي استقينا منها وكذلك المشاهدات بعين المكان على الوضع الذي كان عليه الخور « الميناء» في الماضي. لقد كان مجردوجهة شهيرة للغوص بحثا عن اللؤلؤ. لكنه اليوم بفضل الإرادة والمال إلى واحدة من أكثر الوجهات استقطابا للسياحة في دبي. ولا يزال للمكان نفس الدهشة حيث معروضاتهالتراثية. وهو لا يزال يتمتع بشهرة واسعة وجاذبية ملفتة لا تقتصر على المؤرخين فحسب،بل يشمل عشاق كل العراقةالعربي حين تمتزج بذكاء بالأرض لتصنع البهجة حتى يومنا هذا. ومن بين هذه الانخطافات البصرية المثيرة للدهشة، مشاهد عبور مراكب الدهو التراثية يوميا مشعة بأنوارها المتلئلئةليلا ومظهرها الفتانالعتيق.ولعل الزائر المغربي للسوقوبالضبط في حي الفهيدي التاريخي، لابد أن تثير انتباهه حزمة محاكاة جميلة وتماهي منكه بالتراث المغربي. أحياء ودروب وحدائق ورياضالمدن المغربية القديمة مثل فاس وتازة ومراكش والرباط.وقد راقني بالفعل ذلك.حيث قمت بجولة استطلاعية واستكشفت عن قرب هندسة المجال بالأزقة الرائعة، والمرسى البديع، وسلسلة المطاعم العالمية الزاخرة بالوصفات والأشكال الثقافية التي تضمها ساحة الأنشطة وتغمرها مختلف الفعاليات.
أما من حيث الذهاب إلى السوق،فيمكن الوصول إلى منطقة السيف عموما وسوقها التراثي على نحو خاص بسهولةمن كل الجهات سواءعبر محطتي متروأو سيارات الأجرة الأنيقة الفاخرة ذات اللون والشكل الأنيق.ولا شك أن الزائر سوفيستمتع بالأجواء التراثية الرائعة لهذا السوق بعد أن يركن سيارته بالمجان في أكبر وأضخم موقف تحت أرضي.
والحق يجب أن يقال. فدول الخليج عامة والإمارات العربية المتحدة على نحو خاص تمتازبسرعة مذهلة في التطور والبناء والمحافظة على التراث كيف ما كان سواء بتأهيله أو بإبرازه كوجهة سياحية ملفتة. بيد أن ذلك لا يرجع إلى وجود النفط والغاز بكميات خرافية فحسب، وإنما بفضل رؤى استراتيجية واضحة، استثمارات ضخمة، تقنيات حديثة، وقوانين داعمة. هذه العوامل جعلت المنطقة من أسرع الاقتصادات نموا عالميا، ومن المتوقع استمرار هذا الزخم في العقود القادمة.


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 19/03/2025