انفتاح الشعر على أجناس
أدبية أخرى

تعززت الخزانة المغربية قبيل نهاية عام 2023، بديوان جديد للشاعر والناقد المغربي محمد عرش، وسمه ب : «رسائل كيلوباترا». صدر في حلة قشيبة عن منشورات جمعية ورشة للتربية والثقافة والفن بالدار البيضاء. يتكون من ثلاث عشرة قصيدة / رسالة موزعة على 127 صفحة من القطع المتوسط. زين الغلاف الأول لهذا الإصدار الشعري، بلوحة فنية معبرة وبديعة للتشكيلي الموهوب أيوب المودن، أما التصفيف والإشراف الفني الماتعان، فأبدعتهما أنامل الزجال والمسرحي كمال الإدريسي.
يبتعد هذا المنجز الأدبي الجديد، لصاحب «أحوال الطقس الآتية» عن القصائد، وينفتح على الكتابة حتى تصبح الرسائل خطا واحدا، كأن شاعرنا يسعى من خلال هذه التجربة، إلى بعث كيلوباترا من جديد لتنتقد سلوكات العالم. وسيلحظ القارئ كذلك أن هذه الرسائل منفتحة على أجناس أدبية شتى، من بينها المسرح.
ولأن المسرح في الأصل كان شعرا، فمحمد عرش أيضا بدأ مسيرته ممثلا، إذ اعتلى مستهل الثمانينيات خشبة المسرح البلدي «المهدم» بالدار البيضاء، وقدم دورا في مسرحية ذاع صيتها في ذلك الزمن.
يحضر الشاعر الكبير أدونيس، عبر : بيت شعري يتصدر هذه الرسائل «كيلوباترة، متى ستصبح الأرض مثلك سماء نفسها»، وعلى ظهر الغلاف رسالة موجزة منه بخط يده إلى مبدع «بنصف سماء» موقعة بتاريخ : 12/09/1991، مما جاء فيها : «أحب أن أقرأ لك نصوصا أخرى، وآمل أن أنشر أكثر من نص – دفعة واحدة».
جدير بالتذكير أن الدكتور محمد عرش، هو شاعر من جيل السبعينيات وإن تأخر دخوله غمار النشر، كمجموعة من أبناء جيله إلى غاية فترة الثمانينيات، و «رسائل كيلوباترا» هي سابع دواوينه، علما أن ممارسته للنقد الأدبي، لم تتوقف في حدود الأوراق التي يحررها من حين لحين حول مجموعة من المنجزات الإبداعية، في شتى الأصناف الأدبية، بل لمسناه يطرق أبواب النقد الأكاديمي، عبر إصدارين وازنين هما : «بعيدا عن سماء مريم» و «شعرية القصيدة المغربية»، صدرا أيضا خلال عام 2023. ولأن المناسبة شعر، نقترح على قراء هذه الورقة التعريفية، المقطع التالي من «رسائل كيلوباترا» :
قبل قراءة النص المسرحي،
نعيش
اختيار الدور
وبعد أداء الدور، نخاف،
ونحن نقترب من الصعود إلى الخشبة.
الخوف من المواجهة
الخوف من النسيان
وبعد الغوص في النص
لا
نخاف