رشق حافلة للنقل الحضري بالحجارة.. صورة مصغرة لتحديات تعرفها المحمدية طوال السنة، من الشتاء إلى الصيف

شهدت منطقة عين حرودة نواحي المحمدية حادثة اعتداء خطير استهدفت حافلة للنقل الحضري مما خلف حالة من الذعر والخوف وسط الركاب وبعض الإصابات الطفيفة، وفي إطار ردها على ما تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تعرض إحدى حافلات النقل الحضري القادمة من مدينة المحمدية في اتجاه الدار البيضاء لهجوم من قبل عصابة إجرامية، تدخلت مصالح عمالة المحمدية لنفي صحة هذه الادعاءات بشكل قاطع. ففي بيان رسمي صادر يوم الأحد 27 أبريل 2025، أكدت السلطات المحلية أن المعلومات المتداولة على بعض الصفحات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن الهجوم غير صحيحة وافتقرت إلى الدقة.
وأوضحت عمالة المحمدية في بيانها أن ما وقع كان عبارة عن شجار نشب بين مجموعة من الأشخاص، بينهم قاصرون، كانوا على متن الحافلة. وقد تطور الخلاف بينهم إلى تبادل للرشق بالحجارة عقب نزولهم من الحافلة في إحدى المحطات. هذا التبادل أدى إلى تكسير ثلاث نوافذ من الحافلة، ولم يكن الأمر متعلقا بهجوم من عصابة إجرامية كما تم تداوله.
وأضاف البيان أن مصالح الدرك الملكي تدخلت بسرعة عقب وقوع الحادث، حيث تمكنت من توقيف ثلاثة أشخاص من بينهم قاصرون. تم وضعهم تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. هذا التدخل السريع من طرف السلطات أظهر فعالية في التعامل مع الحوادث المتعلقة بالنقل الحضري وضمان الأمن العام.
هذا وتعرف المحمدية، طوال السنة تقريبا، حوادث من هذا النوع، حيث تستقطب بما توفره من شواطئ كثيرة وقريبة من مدينة الدار البيضاء وغيرها، الكثير من الزوار، فهي تعد وجهة سياحية مفضلة لديهم، خاصة في فصل الصيف، دون الحديث عن أعداد الطلبة الذين يتابعون دراساتهم الجامعية بكلياتها، وهو ما يشكل ضغطا متزايدا على وسائل النقل العامة، ويفرز مشاكل كثيرة كالاكتظاظ وعدم توفر الحافلات الكافية، وأيضا محاولة بعض القاصرين ركوب الحافلات دون دفع ثمن التذكرة، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى نشوب مناوشات بين هؤلاء القاصرين والمراقبين، وكذلك بين الركاب أنفسهم.
الكثير من سيارات الشرطة وقوات الأمن تلاحظ في محيط المحطات وخصوصا بمحطة القطار المحمدية وقرب محطات الحافلات خصوصا الحافلات رقم 800
و900، في محاولة من السلطات لتنظيم الكم الهائل من الوافدين الراغبين في مغادرة المدينة كل مساء ومنع حدوث أي تجاوزات أو حوادث، لكن رغم هذه التدابير الأمنية، إلا أن هناك بعض الحوادث المتفرقة التي قد تتسبب في تضرر الحافلات أو تعرض الأسر للسرقة، خاصة في المناطق القريبة من الشواطئ.
مثل هذه الحوادث تظهر الحاجة الماسة إلى تعزيز التدابير الأمنية وتنظيم حركة النقل في فترات الذروة، خصوصا في موسم الصيف الذي لا يفصلنا عنه إلا أسابيع قليلة، كما يبرز الحادث الأخير ضرورة تحسين التفاعل بين السلطات المحلية والمواطنين، خاصة في ما يتعلق بسلامة القاصرين ومراقبة تصرفاتهم التي تتفاقم خصوصا عندما يتنقلون في مجموعات ويشجعون بعضهم البعض على الإتيان ببعض التصرفات المشينة كالتحرش والتلفظ بالكلام النابي والسرقات والرشق بالحجارة والمشادات الكلامية التي تتطور أحيانا إلى التشابك بالأيدي، واحتلال الحافلات وعدم احترام باقي الركاب، وهو ما يشكل تحديا كبيرا يواجه السلطات بهذه المدينة الصغيرة المتواجدة شمال الدار البيضاء، ويدعو إلى ضرورة أن تعمل السلطات على إيجاد حلول عملية لخفض معدلات الحوادث وضمان سلامة الركاب، بما في ذلك تدابير وقائية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة.


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 30/04/2025