لم يسبق للمغاربة أن بلغ بهم التشاؤم والخوف على أوضاعهم المادية إلى هذا الحد الذي وصلوا إليه اليوم، ذلك ما كشف عنه آخر بحث استطلاعي أجرته المندوبية السامية للتخطيط التي أكدت أن مؤشر ثقة الأسر نزل، خلال الفصل الثالث من سنة 2024، إلى أدنى مستوياته منذ سنة 2008 بعدما هبط هذا المؤشر إلى حدود 46.2 نقطة بعد أن كان يلامس 88 نقطة سنة 2018.
فخلال ال 15 عاما الماضية، ظل مؤشر ثقة الأسر يتأرجح بين 87 و77 نقطة (2008 -2020) قبل أن يتهاوى في السنوات الثلاث الأخيرة إلى أن وصل اليوم إلى 46 عوض 66 نقطة خلال سنة 2021 (سنة مجيء الحكومة الحالية)، وهو ما يعني أن درجة التذمر في الشارع وعدم الرضا عن الأوضاع المعيشية لدى المواطنين، بلغت مداها.
وكشف التقرير الاستطلاعي أن هناك شعورا جماعيا لدى غالبية المغاربة (80.6 في المائة) بتدهور حاد لمستوى المعيشة خلال 12 شهرا السابقة ليستقر رصيد هذا المؤشر في مستوى سلبي بلغ ناقص 75.8 نقطة. من جهة أخرى صرحت 55 % من الأسر، خلال الفصل الثالث من سنة 2024، أن مداخيلها بالكاد تغطي مصاريفها، فيما استنزفت 42.2 % من مدخراتها أو لجأت إلى الاقتراض. ولا يتجاوز معدل الأسر التي تمكنت من ادخار جزء من مداخيلها 2.9 %. وهكذا استقر رصيد آراء الأسر حول وضعيتهم المالية الحالية في مستوى سلبي، بلغ ناقص 39.3 نقطة مقابل ناقص 40 نقطة خلال الفصل السابق وناقص 40.2 نقطة خلال نفس الفصل من السنة الماضية.
وبسبب الارتفاع الحاد وغير المسبوق لتكاليف المعيشة، فقد خيم التشاؤم على غالبية الأسر المغربية حول تطور مستوى المعيشة خلال 12 شهرا المقبلة، حيث تتوقع 15 % منها تحسنها و51,9 % استقرارها و33,1 % تدهورها. وهكذا، استقر رصيد هذا المؤشر في مستوى سلبي بلغ ناقص 18,1 نقطة مقابل ناقص 13,9 نقطة خلال الفصل السابق وناقص 4,6 نقاط خلال نفس الفصل من السنة السابقة.
وخلال الفصل الثالث من العام الجاري، أبدت غالبية الأسر المغربية تشاؤمها إزاء وضعية البطالة، توقعت 82,2 % من الأسر مقابل 5,9 % ارتفاعا في مستوى البطالة خلال 12 شهرا المقبلة. وهكذا استقر رصيد هذا المؤشر في ناقص 76,3 نقطة مسجلا تحسنا سواء بالمقارنة مع الفصل السابق أو مع نفس الفصل من السنة الماضية، حيث استقر في ناقص 76,2 نقطة و ناقص 81,9 نقطة على التوالي.
ونظرا للأوضاع المادية الصعبة التي تعيشها معظم الأسر المغربية، فقد اعتبرت 78,7% من الأسر، خلال الفصل الثالث من سنة 2024، أن الظروف غير ملائمة للقيام بشراء سلع مستديمة، في حين رأت 9% عكس ذلك. وهكذا استقر رصيد هذا المؤشر في مستوى سلبي بلغ ناقص 69,7 نقطة، مقابل ناقص 69,4 نقطة خلال الفصل السابق و ناقص71,5 نقطة خلال نفس الفصل من السنة الماضية.
أما بخصوص تصور الأسر لتطور وضعيتها المالية خلال 12 شهرا المقبلة، فتتوقع 15 % منها تحسنها و51,9 % استقرارها و33,1 % تدهورها. وهكذا، استقر رصيد هذا المؤشر في مستوى سلبي بلغ ناقص 18,1 نقطة مقابل ناقص 13,9 نقطة خلال الفصل السابق وناقص 4,6 نقاط خلال نفس الفصل من السنة السابقة.
وخلال الفصل الثالث من سنة 2024، صرحت 97,5 % من الأسر بأن أسعار المواد الغذائية قد عرفت ارتفاعا خلال 12 شهرا الأخيرة، في حين رأت 0,3 % فقط عكس ذلك. وهكذا استقر رصيد هذه الآراء في مستوى سلبي بلغ ناقص 97,2 نقطة، عوض ناقص 96 نقطة خلال الفصل السابق وناقص 97,9 نقطة خلال نفس الفصل من السنة الماضية.
أما بخصوص تطور أسعار المواد الغذائية خلال 12 شهرا المقبلة، فتتوقع 84,4 % من الأسر استمرارها في الارتفاع و14,7 % استقرارها و 0,9 % انخفاضها. وهكذا استقر رصيد هذا المؤشر في مستوى سلبي بلغ ناقص 83,5 نقطة مقابل ناقص 79,1 نقطة خلال الفصل السابق وناقص66,2 نقطة خلال نفس الفصل من السنة السابقة.
رصيد ثقتهم نزل من 66 إلى 44 نقطة .. 81% من المغاربة تدهورت أوضاعهم المعيشية منذ مجيء حكومة أخنوش
الكاتب : عماد عادل
بتاريخ : 17/10/2024