رمضان في رياض السلطان: حوار الأرواح على أنغام الأندلس

تحت سماء رمضان المفعمة بأنوار المحبة والصفاء، يتحوّل مسرح رياض السلطان إلى فضاء للقاءات الروح والجمال، حيث تنسج ليالي العام 2025 ببرنامجٍ فني وثقافي بعنوان «روحانيات رمضانية» يجمع بين عبق التراث ووهج الإبداع، ليرسم حكاية تلامس الأعماق وتحيي الذاكرة.
وحسب بلاغ الجهة المنظمة، فتبدأ الرحلة يوم السبت 8 مارس 2025 بليلة أندلسية ساحرة، يحييها جوق محمد العربي التمسماني بقيادة المايسترو محمد الأمين الأكرامي، عبر أنغام تعيد إحياءَ تراث غرناطة وإشبيلية، كأنها نسمات قادمة من زمنٍ غابر لتُعلّم الحاضر كيف يغني.
لتتوالى الأحداث يوم السبت 15 مارس مع الفنانة سامية أحمد في عرضها الموسيقي «نشيد المحبة»، حيث يمتزج الصوت الآسر مع إيقاعات المايسترو خالد بدوي، في حفل يرفع الأرواح إلى فضاءات التأمّل، وكأنّ كل نغمة دعوة للحب تتردّد بين الأرض والسماء.
وفي منتصف الشهر، يوم الأربعاء 19 مارس، يقدّم الكاتب الزبير بن بوشتى عرض «يوميات مجدوب»، مستلهما نصوص الشاعر عبد اللطيف بنيحيى، ليحيي ذكرى الراحل محمد تيمد عبر لوحة مسرحية تدمج الزجل بالدراما، وتكشف كيف تصاغ الحياة بكلمات بسيطةٍ تعبق بالإنسانية.
وتختتم الرحلة الأندلسية يوم السبت 22 مارس بحفل الفنان رشيد التومي، الذي يحوّل الخشبة إلى جسر يصل الماضي بالحاضر، عبر سيمفونية غرناطية تعيد إحياء «النوبات» و»المقامات» كأنها رسائل عشق من زمن لم يغب، بل ظلّ ينادي من أعماق الوجدان.
بين الفقرات، يفتح المسرح أبوابه لورشات فنية تلامس شغف الكبار والصغار، ورشات مسرح لاختبار قدرات الجسد، وحلقات رقص معاصر لتحرير المشاعر، وعروض سيرك للأطفال حيث يتحوّل الخيال إلى واقع. هنا، يصبح الفنّ لغة مشتركة بين الأجيال، ومساحة لصنع ذكريات تظل حية كأنغام الأندلس.
في هذه الأمسيات، لا يقدّم مسرح رياض السلطان عروضا فنية فحسب، بل ينسج حوارا بين الأرواح، حيث يذكّرنا أن الفنّ هو الوجه الآخر للصلاة، وأن الجمال هو اللغة التي توحد القلوب تحت سماء رمضان. ليالي لا تنتهي عند آخر إيقاع، بل تظل ترافقنا كضوء نحمله في رحلة البحث عن المعنى.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 07/03/2025