رهانات المدينة بين جماليات المجال ومنطق التدبير الحضري

قاربت جلسة نظمت في إطار فعاليات الدورة 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، أول أمس الاثنين 21 أبريل بالرباط، رهانات المدينة المغربية في سياق التفاعل بين جماليات المجال الحضري ومنطق التدبير العمومي المحلي.
وأبرز الباحثان الجغرافي محمد الناصري والمعماري نبيل الرحموني أن رفع التحديات الراهنة والمستقبلية للمدينة المغربية يتطلب صياغة علاقة تفاعل إيجابي بين أولويات التدبير الحضري الموجه الى خدمة مصالح الساكنة، وارساء مجال عمراني منفتح وخلاق ينهض بمجال العيش المشترك، مستدعين نماذج حية من المجال الحضري للرباط والدار البيضاء وحواضر أخرى.
وتحدث محمد الناصري عن بدايات وعي لدى السلطات المنتخبة منذ نهاية السبعينيات لفتح نقاش حول جماليات المجال الحضري كمكون للسياسات العمومية المحلية. وانتقد غياب تصورات جامعة لدى المتدخلين تصالح بين تنفيذ المشاريع المهيكلة من جهة، وصياغة فضاء إستيتيقي يسمح بالتعبير عن الحس الفني والمدني، ويضع المدينة المغربية على سكة الحواضر المزدهرة في العالم الحديث.
وسجل مؤلف كتاب «رغبات المدينة» أن المدن المغربية عموما تعاني من ثقل التجاذب بين مجال حضري حديث، منظم متجه الى المستقبل بناء على التخطيط ومجال آخر يحمل حركية الترييف، ويختزل منطق الإسكان في بناء مأوى للعيش كاختيار فردي معزول عن تصور جماعي للمجال.
وأعرب الناصري عن الأسف لكون المهندس المعماري لا يحظى بالمكانة الضرورية للإسهام في تصور وتنزيل مخططات تهيئة المجال الحضري مما ينتج تنميطا في المناظر الحضرية وتماثلا قاتلا للتنوع بين المدن، خصوصا العتيقة منها، داعيا الى الحفاظ على الخبرات التقليدية في ترميم المجالات الحضرية.
ولاحظ نبيل الرحموني، من جهته، أن المدن العتيقة كانت مبنية على فكرة الإغلاق وأن الجماليات العمرانية كانت تتمركز داخل البنايات لا في واجهاتها، ولم تنتقل المدينة المغربية من الحميمية الى المجال المشترك إلا بعد الحماية، مقدما نموذج شارع محمد الخامس بالرباط.
وشدد الرحموني، صاحب كتاب «سلا العتيقة، رهانات ومفارقات التأهيل» على أن العناية بجماليات المجال الحضري العام وانسجام مكوناته مدخل مهم لبناء الانتماء الى المكان وتقوية اللحمة الاجتماعية وتعزيز هوية المدينة.
إن الألوان والأشكال والأحجام…، يقول الرحموني عناصر لبناء هوية وتاريخ المدينة، مثمنا المبادرات التي تنخرط فيها مجموعات شبابية لإعادة الاعتبار للمعمار الحضري من خلال فن الجداريات على سبيل المثال.


بتاريخ : 23/04/2025