أفترض أن عملاً روائيا مثل «حساء بمذاق الورد» لسعيد منتسب يقوم على جماليات «سرديات الإضمار» و»منطق البدائل المحتملة» إلى جانب «شعرية النص المنفتح»، يقبل تظهيرا تأويليا متعدد المستويات، وبالتالي أنا متأكد أن المقاربات التي ستشغل عليه ستكون كلها في أحسن الوجوه، أشبه بـ «كتابة ثانية» له.
أولا: لأنه عمل روائي غير قابل للاختزال. ويقوم على معمار متراكب. فهناك من جهة ما سأسميه ب»النص الرحم» أو «النص المنجب» الذي سردياته ذات مشيمة مشدودة الى سرة الأم؛ وهناك من جهة ثانية «سرديات المضمر» وهي المسبوكة في تشخيص حكائي رمزي من تشابك البدائل المحتملة الممتدة من الحكي الأخروي أو الرحلة إلى عوالم الماوراء، حيث يقفز السرد على حائط القيامة.. إلى المتخيل الرمزي لعالم الكوسموس، والمتخيل العجائبي لتخييل الحيوان بمناخاته (الغرائبية الفانتاستيكية) المتعددة الأنساب، الموغلة في خرائط العجيب على شاكلة محكيات ابن إياس في «بدائع الزهور ووقائع الدهور»، ومحكيات المسعودي والقزويني والأبشيهي في «عجائب المخلوقات» والمحكي المؤسطر في التراث والنصوص التراثية الدينية وأدب الرحلات والسير الشعبية وما شاكل ذلك.
إنه عمل روائيٌ مشاكلٌ للسرديات الأنتروبولوجية حول المخيال الرمزي التي نجدها في طيات كتب الألخيميائي المبهر کارل غوستاف يونغ، ومُشاكلٌ في سردياته الإضمارية لأعمال أوتو فرانك حول «المضاعف» أو أعمال س. فروید حول الاستيهام والأدب وأحلام اليقظة في كتابه حول «الغرابة المقلقة»، أو أعمال لاكان حول (المرآة والآخر ) المرأة في (کتابات 1) و(كتابات 2)، إضافة إلى أنتروبولوجيا المتخيل الرمزي للمادة والمكان والأساطير في أعمال جلبير دوران وباشلار، وهو ما يتطلب طاقة تحليلية وتأويلية لا يسمح لنا هذا الحيز بالقيام بها.
لذا سنكون متواضعين جدا، وسنحصر القراءة في المحاور التالية:
-1- تعالق السرد الواقعي والمحكي الأخروي
2- إستطيقا السرد الشعري
3 – الهوية السردية ومرايا الحكي
1-تعالق السرد الواقعي والمحكي الأخروي
المحفلان: «سيرة الأم» والرحلة الأخروية هما المحفلان الرئيسان اللذان يضبطان إيقاع السرد. كلما أوغلت الرواية في المجاز الاستعاري، والاستيهام الغرائبي الفانطستيكي وشطح النصوص المتخللة، كلما أعاد الكاتب دفتي السرد إلى هذين المحفلين ليعيد أقدامنا من تخييل المجاز إلى تخييل الواقع.
كثيرة هي الروايات العربية التي اتخذت من جنس أدب الرحلة محفلا للبناء السردي. سنكتفي بالنسبة للرواية العربية بالإحالة على «رحلة ابن فضلان» لنجيب محفوظ و»رسالة في الصبابة والوجد» لجمال الغيطاني. الأولى رحلة رمزية في الوعي الجمعي، والثانية رحلة في الذاكرة من خلال الأثر العمراني.
أما بالنسبة للرواية المغربية، فسأذكر هنا عملين: رواية «تغريبة العبدي المقهور ولد الحمرية» لعبد الرحيم حبيبي، استلهم فيها الرحلة الحجازية بين المغرب والمشرق، والثانية رواية «حكيم سهرورد» لأحمد جاريد وهي رحلة بين الشرق وآسيا من خلال سفر أغواري في سيرة الصوفي شهاب الدين السهروردي.
لكن، نادرا ما وجدنا رواية اعتمدت الرحلة الأخروية المميزة بتكسير الجدار الرابع للزمان والمكان. هذه نقطة الاستثناء والتميز لسعيد منتسب، حيث السارد يقوم برحلة دونكيشوتية أخروية ليصارع الأشباه والأضداد من مخلوقات العالم الآخر لكي يعيد أمه إلى زمن الطفولة والحلم، وبداية الحكاية.
الأم في «حساء بمذاق الورد» ليست سيرة تُروى كما حين يتحدث جبرا إبراهيم جبرا عن الأم في «البئر الأولى» أو إدوارد الخراط عن الأم في الجزء الأول من طفولة الإسكندرية في روايته « ترابها زعفران» و»الزمن الآخر». الأم هنا هي الذات والذاكرة، الواقع والهوية، الحلم والكتابة. الأم هي الكينونة اليقظى لزمن يدثر بأكفان الموت، ولوجود يسلبنا نسغ الكينونة الجوهري.. هي هذا الشهرزاد في ليل الحكي الذي يبقى بعد انتهاء السرد، هي، أيضاً، بحكم الطابع الشعري للرواية، هي ما يتبقى مما يؤسسه الشعراء.
الأم هو تلك البلورة المرآتية تنعكس صورها ومراياها في هوية السارد.. هي صورة الأب الحسين..في صورة العائلة ..في صورة الجيل، وفي صورة الواقع والكتابة.
يقوم السارد بتصعيد رمزي لصورة الأم حتى تصير أسطورة مؤسسة، وملحمة خارقة لهزم الموت والمحو والزوال في عالم يهدد الكينونة بالفقدان.
في محكي الرحلة الأخروية تنعكس الظلال التخييلية لثلاث مدونات بارزة: «الكوميديا الإلهية» لدانتي و «رسالة الغفران « للمعري و «رسالة ابن القارح»… إنها نصوص حافة من المضمرات الرمزية لمسرد الرواية العاكسة لصراع الوجود والعدم، وهي اختبارات عتبة ما بعد الموت. اختبار تعج به محكيات أدب المنامات والمعراج الرمزي لدى الصوفية والكثير من أدب المناقب كما في كتاب «الإبريز» للتباع.
جنح سعيد منتسب إلى اختيار هذا البعد الماورائي منذ «قبلة التنين» إذا لم تخني قراءاتي، وبرز بشدة في» قبو إدغار ألان بو «، وهذا ليس بالغريب بالنسبة لمبدع يكتب تجربته في الحياة كـ «رواية مكتملة» كما يفعل صديقنا المراكشي أنيس الرافعي في معارجه السردية العليا.
2 – سردية الشعر
وشعرية السرد !
أَلِفْنَا أنْ نَقْرَأَ دراساتٍ نقدية حَوْلَ حُضُورِ السَّرْدِ فِي خِطابِ الشِّعْرِ، وقد أُنْجِزَتْ أطروحاتٌ نقدية كثيرة في هذا الموضوع لَيْسَتْ هِيَ موضوع حديثِنَا فِي هذِهِ الدراسة.
سعيد منتسب الذي هو إلى جانب كونه «قَاصًّا وروائيًا متميزا»،
هو أيضًا «شَاعِرٌ». شَاعِرٌ حِينَ يَكتُب القصِيدَةَ، وشَاعر لَهُ دُرْبَةٌ
وَافيَةٌ لَيْسَ مِنْ أَجْلِ مَنْحِ جُمْلَتِهِ السَّرْدية تَلْوينًا زُخْرُفِيًّا
أو بلاغةً شعرية مُحسِنَاتِيَة .
أبعد من ذلك : فنحن في «حساء بمذاق الورد» إزاء صَنْعَةٍ روائية تَشْتَغِلُ مِنْ داخل مَا يُتَوَافَقُ عليه بـ [ السَّرْد الشِّعري ] (Le Récit Poétique)، حيث المسألة تَتَجَاوَزُ حَدَّ توظيفِ الخِطَابِ الشِّعري داخل الخِطَاب السردي، باعتبارهِ نَصًّا مُتَخَلِّلًا أو نَصًّا موازيًا أو تَرْكِيبًا مزجيا للتناوب بين ما هو شعري وما هو سردي كما هو موجود في الكثير من الروايات.
نحن في هذا العمل إزاء ما يصفه النَّقْد المختص بدراسة «السرد الشعري «بـ « العلاقات العبر – سيميوطيقية بين الدال الشعري والدَّال السردي»، ليس على مستوى بلاغة الجملة، بل انطلاقا من بلاغة النّص وجماليات البناء، بصيغة سأصفها بـ [ العمران الشِّعْرِيَّة ، أي اعتماد إستطيقا التَّهْجِين السردي لِجَعْلِ العالم التَّخْيِيلِي يَتَلاَحَمُ مع انعكاسٍ لعالَمٍ مَجَازِي شِعْرِيٍّ، حيث اللغة [ ذَاتُ أسلبة مُضَاعَفَة ] تضع على حد التَّمَاس والدَّاخِل الضِّمْنِي محكيا يضاعف صُورَةِ وَاقِعٍ حَقِيقِي بصورة وَاقِع مَجَازِيٍّ.
وَحْدَهَا لغة المجاز الشِّعْرِيِّ تَسمح للكاتب على طول الرواية بِتَشْكِيل [بِنْيَة التَّوَازِي بَيْنَ عَالِمٍ دُنْيَوِي وَعَالِمٍ أُخْرَوِي]، حيث بلاغةُ التَّشْبِيه والاستعارة والكناية وأداة الرمز تَصِيرُ معابر وجسورًا بَيْنَ العالمين دون أن يَرْتَطِمَ خَيَال القارئ بِحَائِطِ القِيَامة. يَمْنَحُ المَجَاز الشِّعري للرواية نوافذ من الحُلْمِ وشُرُفَاتٍ من الاستيهام لعبور باطني للإحساساتِ والمشَاعر والوجدان، دون أن يصطدم العَقْلُ بالمراكز الجمركية بَيْنَ مدونتيْ تخييل الحَقِيقَة وتخييل المجاز / [ اللُوغُوس والمِيثُوس].
الشِّعْر في هذه الرواية حَلِيفٌ استراتيجي للكِتَابَة السردية، إنه يَسْمَحُ بقولِ الشيءِ وضِدِّهِ، يَسْمَحُ بِتَنَاسُخِ الأضداد والنقائض فِي مبنَى حُبْكَةٍ مقلوب رأسًا على عَقِب.
كلُّ شيءٍ قابلٌ أن يعبر عن شَيْءٍ آخر، أو عما ليس هُوَ أو مَا يَتَجَاوَزُهُ، يكفي أن يلجأ الكاتب إلى ( ضَرْبَةِ نَرْدٍ ) شِعْرِيَّة لنجد أنفُسَنَا فِي مَتَاهَةٍ من التَّشَاكُلاتِ بَين الواقع المباشر وعالم الرحلات الأُخْرَوِيَّة أو الكُومِيدْيَا الإلهية لدَانْتِي؛ وأيضًا في مَتَاهَةٍ من التَّشَاكُلَاتِ بَين الهويات السَّرْدِيَّة لِشُخُوصٍ من الوَاقِع وكَرْنَفَالٍ من الأقنعة وشَخْصِيَّاتٍ تَخْيِيلِيَّةٍ من قِصَص وعالم الحيوان.
الأحداث الروائية في «حساء بمذاق الورد» ليست مشدودةً إلى تَمَفْصُلَات زمنية كبرى، وبوصلات السرد كلها تَرْتَدُّ إلى الذاكرة الطفولية للسارد الرئيسي الذي يلاحق طيف أمه المتوفاة لكي يعيدها من [ الهنالِك ] إلى زمن يتقاطع فيه الذَّاتِي بالموضوعي والفردي بالجمَاعي والوَاقِعِيِّ بالَرمَزِي.
وعلى شَاكِلَة مَحْكِيِّ السرد الشِّعري في روايات مارسيل بروست، ينهض المحكِي الشعري بتأثيث النص الروائي بـ [ فَضَاءَاتٍ متعددة من الأزمنة النفسيَّة ] مسبوكة بلغةٍ مَجَازِية شَدِيدَة الإرهاف، وبِعَالم من الصور والرموز بعيدة عَنِ المستنسَخَات البلاغية والكليشيهات المستهلكة. بل إنَّ العُمق الجمالي لهذه الكِتَابَة يكمن بالذَّاتِ فِي قدرة الكاتب على أن «يَسْرُدَ العالَمَ بالمَجَاز»، وأن يَبْنِيَ شُخُوصَه بالرمز الاستعاري، وعلى أن يَجْعَل من الحُلْمِ والإيهَام جِسْرًا لِتَآلُفِ سَرْدِ الوَاقِع من خلال شَاعِرِيَّةِ الصور واستبطانات العوالم الداخلية للذوات على شَاكِلَة ما تصفه دوريت كوهين بـ «الشَّفَّافِيَة الدَّاخِلِيَّة»، حيث دائما «كل قولٍ لِيسَ سِوَى قِشْرَة ظاهرة لِلْمُسْتَبْطَنِ الثَّاوِي فِي أعماقِ الشخوص والأحداث».
3 – الهوية السردية
وأقنعة الحكي:
تَطْرَحُ رواية «حساء بمذاق الورد» إِشْكَالًا إسْتِيطِيقِيًّا يتعلق بـ «مسألة الهوية السردية» ؛ ذلكَ أنَّ الروايات التي تُهَيْمِنُ فيها سُلْطَةُ المرجع الواقعي تُقَدِّمُ لنا هُوِيَّاتٍ سَرْدِية مِنْ دَاخِلِ صِيَاغَةٍ للتَّطَابُقِ بَيْنَهَا وبَينَ شُخُوصٍ من الوَاقِع المرجعي ذَاتِ هُويةٍ اجتماعيةٍ مُحَدَّدَةٍ تُحِيلُ على خلفية تاريخية واجتماعية واضحة المعالم.
لكن مبدأ التَّطَابُقِ والإرجاع في «حساء بمذاق الورد» يَصِيرُ مَوْضُوعَ [ كِتَابَةٍ تخييلية ثانية ]، حيث باستمرار يَتَدَخَّلُ الرَّمْزُ الشِّعْرِيُّ وَمَجَازَاتُ الغَيْرِيَّةِ في محكي السارد / الطفل، وفي تَمَثُّلَاتِ الوَعْي لِيَنْشَأَ نَوْعٌ من الخرق التخييلي السافِر يُغرقُ صورة الأم [ (تودا) ] وصورة الأب ( الحسين ) على سبيل المثال فِي كَثَافَةٍ استعَارِيَّةٍ لِـمخْيَالِ طقس العبور من الواقعي إلى الأُسْطُورِيِّ، ليصير كل واحدٍ منهما [ حِبْرَ وطِينَ ] متخيل تَرْمِيزي كَوْنِيٍّ لِتَنَاسُلٍ لا نهائي لصور الوجود الإنساني فِي مَرَايَا الوعي بالزَّمَنِ .
تتحرر لغة الحكي من القُيُودِ الموضوعية للمكان والزمن، في عالَم يَتَعَايَشُ فيه الأحياءُ والموتى، يتبادلون الحكي وشُرْبَ الشَّاي فِي الحدود البرزخية اللامرئية للوجود، أو يتنازعون ويشتبكون في حروب سَافكةٍ حول «امتلاكِ المعنى» كما في فانتاستيك رواية «فقهاء الظلام» لسليم بركات: من يُمَثِّلُ الحقيقة ومَنْ يُمَثِّلُ المجاز ؟ وأَيُّهُمَا الوجه الحَقِيقِيُّ للآخر ؟ ولماذا يَجِبُ أن تَكُونَ دائمًا هناك مَقْبَرَةٌ تَفْصِلُ بين وُجُودِهِمُ العَرَضِيِّ ووجودهِمُ الأَبَدِيِّ ؟!
يَزْدَادُ سؤال الهوية السردية غُمُوضًا، لَيْسَ فقط بلجوءِ السَّرْدِ إلى تكسير المرايا، ووهم الانعكاس وتحويل الواقع إلى مَتَاهَةٍ، بل أيضًا في جعل «نص الطبيعة» و «نص الحيوان» يَصِيران محفلا لِوَعْيٍ بالهوية من خِلَالِ استراتيجيات «الصوت / القِنَاع «.
تَتَحَولُ وَقَائِعُ الروايةِ إلى مَسْرَدٍ أَلْخِيمْيَائِي حول المادة والعناصر والجسد والصوتِ والحركة والأثر البصري وخدَعِ التماهيات والحلول وتناسخ النقائِضِ والأَضْدَادِ. تَتَوَحد داخل هوية «الصوت / القِنَاع « طُرُوسٌ متعددة الطَّبَقَاتِ حيث متَخيل اللغة والحواس يَجْتَلبُ إلى عناصر تَكْوِينِهِ، نُصُوصَ السرد الثَّقَافِيِّ الواقعي والديني والأسطوري، وَجُمَاعَ الآثار النصية من التاريخ والأنثروبولوجيا والفلسفة والفن التشكيلي والتعبير البصري السينمائي. كل ذلك فِي مُنَاخٍ من المحكي الغرائبي الفانطاستيكي والعجائبي.
جَسَدُ الأم وأرواحيته، سواء على مستوى الدَّلَالَةِ الفيزيقية أو الرمزِيَّةِ، هو المعادل الموضوعي للكتابة الروائية : تأمل مُسْتَدِيمٌ لنهر الذاكرة وَحَفْرٌ دَائِبٌ فِي آبَارِ اللَّاوَعْي، تَرحَل في فصول الماءِ وتَبَدلاتِ أزْمِنَةِ الأرضِ، مقاومة العطش وجَفَافِ الواقع والوجود بالحكاياتِ التِي تُشْبِهُ غُيُومًا حُبْلَى بحياةٍ تَتَجَدَّدُ وهي تَرْتَوِي من ينابيع الدهشةِ واللامحتمل والغريب اللامتوقع، ومن سحر الغموض واستعاراتِ الحلم؛ من الأَثَرِ العائِدِ باستمرارٍ كَوَحمٍ ومخاض وميلادٍ متكرر. ومن هذا الخَيَال الذي يَنكَتِبُ بصلصال الذاكرة ومِدادِ المَحْوِ والنسيان، من الخطأ واللَّعِب وتَحريضِ العين على أن تَصِير أَثَرًا هيروغليفيا يَنْبُذ المألوفَ والمُتَشَابِهَ، ويستبطِن طوِيَّةَ المحتجِب والمنفلت والمُغَايِر.
مِنْ هَذَا الغَوْرِ المَتَاهِيِّ السحيق الذي يَتحدى الموتَ والعَدَمَ، من كل ما وَقفنَا على ذِكْرِهِ ومَا انْفَلَتَ مِنْ تَقْيِيدِنَا ينضج هذا ( الحَسَاءُ بِمَذَاقِ الورد ) كَذَائِقَةٍ تَخْيِيلِيَةٍ لبناء المعنى الروائِيِّ أشبه بتلك الرمزية لدى أَهْلِ العِرْفَانِ وَهُمْ يُقَابِلُونَ بين معنى التخلي والتحلي [ أي الهدم والبناء] بما هو [ وُجودٌ آخر] لتجليات انكسار الأواني في شطْح المعاني.

