في يوم السبت 21 شتنبر 2025، شهد ملعب سانتياغو برنابيو لحظة مؤثرة حين قام نادي ريال مدريد بتكريم الشاب المغربي عبد الرحيم أوحيدا، الناجي من زلزال الحوز المدمر، قبل انطلاق مباراة الفريق ضد إسبانيول برشلونة (2-0) في الدوري الإسباني. حيث قام عبد الرحيم، البالغ من العمر 16 عامًا، بتسليم الكرة الرمزية التي انطلقت بها المباراة، في لفتة تعبيرية عن الدعم والمساندة التي قدمها النادي لهذا الشاب الذي أصبح رمزًا للأمل.
عبد الرحيم، الذي ينحدر من منطقة الحوز بالمغرب، فقد أسرته بالكامل في الزلزال الذي ضرب المنطقة في سبتمبر 2023، وأسفر عن مقتل نحو 3000 شخص. كانت صورة عبد الرحيم، وهو يرتدي قميص ريال مدريد في تلك الفترة، قد أثرت بشكل عميق في قلوب الناس حول العالم. وفي خطوة إنسانية مميزة، قرر النادي الملكي دعم الشاب، فتكفل بتعليمته ودمجه في أكاديميته، ما منحه فرصة جديدة للحياة ولمستقبل مشرق.
هذا التكريم الرمزي، الذي شهدته مباراة السبت، يعكس الوجه الإنساني لنادي ريال مدريد، الذي لم يكتفِ بتقديم الدعم المالي والتعليمي لعبد الرحيم، بل قدّم له أيضًا فرصة ليشعر بالانتماء إلى أسرة رياضية تحتضنه في أحلك الظروف.
لم يكن هذا التكريم الأول من نوعه، ففي الأسبوع الماضي، وتحديدًا خلال فوز ريال مدريد على مارسيليا في دوري الأبطال (2-1)، تم دعوة عبد الرحيم أيضًا للوجود في ملعب البرنابيو، حيث قام بمشاركة لحظات مميزة مع اللاعبين. كما حصل على قميص موقّع من جميع أفراد الفريق، بالإضافة إلى لقائه مع رئيس النادي فلورنتينو بيريز.
هذه المبادرات من ريال مدريد لا تقتصر على كونها تعبيرًا عن الدعم، بل هي أيضًا رسالة قوية حول أهمية الرياضة في إعادة بناء الأمل في قلوب أولئك الذين يمرون بمحنٍ قاسية. عبد الرحيم اليوم ليس مجرد مشجع عادي، بل أصبح رمزًا للإصرار والصمود، وأصبح مصدر إلهام للعديد من الأشخاص الذين يواجهون تحديات الحياة.
وفي كل مرة يظهر فيها عبد الرحيم على أرضية البرنابيو، فإنه لا يقدم فقط نموذجًا لل resilience، بل يؤكد أن كرة القدم يمكن أن تكون أكثر من مجرد رياضة؛ إنها أداة للوحدة، للتضامن، ولإعادة بناء الأمل في نفوس الناس، مهما كانت الظروف.