ضرب زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر شمال المغرب، ليلة الاثنين 10 فبراير 2025، حيث شعر به سكان عدة مناطق، منها العاصمة الرباط التي تبعد نحو 200 كيلومتر عن مركز الزلزال.
ووفقًا للمعهد الوطني للجيوفيزياء، فقد وقع مركز الهزة الأرضية في قرية بريكشة التابعة لإقليم وزان، على عمق 20 كيلومترًا تحت سطح الأرض.
وأكد ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، في تصريح صحفي، أن الهزة لم تسفر عن أي خسائر مادية أو بشرية.
من جهتها، قدّرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قوة الزلزال بـ 5.1 درجة على مقياس ريختر، مشيرة إلى أن مركزه كان بالقرب من مدينة القصر الكبير . وشعر بالهزة سكان عدة مدن مغربية، من بينها الرباط وسلا والدار البيضاء وفاس، حيث خرج بعض السكان إلى الشوارع خوفا من تداعيات الزلزال.
وأثار الزلزال حالة من القلق بين سكان الشمال ، خاصة في مدينتي القصر الكبير ووزان، حيث شعر السكان بالهزة بوضوح. كما امتد تأثيرها إلى مناطق في جنوب إسبانيا، بما في ذلك هويلفا، إذ أفادت الشبكة الزلزالية للمعهد الجغرافي الوطني الإسباني (IGN) بأن بعض سكان هويلفا ومنطقة الغارف البرتغالية شعروا بالهزة أيضا. ومع ذلك، لم ترد تقارير عن وقوع أضرار مادية أو إصابات بشرية في هذه المناطق
وتأتي هذه الهزة، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم الحوز في شتنبر 2023، والذي بلغت قوته 6.8 درجة على مقياس ريختر، وأسفر عن مقتل أكثر من 2900 شخص، مما جعله الأكثر دموية في المغرب منذ عام 1960. وقد خلّف ذلك الزلزال دمارا واسعًا في البنية التحتية، وأثار مخاوف من تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلا.
في أعقاب الزلزال الأخير، دعا المعهد الوطني للجيوفيزياء السكان إلى توخي الحذر واتباع الإرشادات الأمنية، لا سيما فيما يتعلق بالهزات الارتدادية المحتملة. وأكدت السلطات المحلية أنها تتابع الوضع عن كثب وتعمل على تقييم أي أضرار محتملة، رغم عدم تسجيل أي خسائر حتى الآن.
ورغم أن الزلزال الأخير لم يتسبب في خسائر مادية أو بشرية، إلا أنه يشير إلى المخاطر الزلزالية التي تواجهها المنطقة، خاصة في ظل التاريخ الزلزالي للمغرب.
وتظل التوعية بالإجراءات الوقائية والاستعداد لمثل هذه الكوارث أمرا بالغ الأهمية لضمان سلامة السكان والحد من الأضرار المحتملة في المستقبل.
عبد الغاني كادم أستاذ الجغرافيا الطبيعية بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال والخبير في الزلازل والكوارث الطبيعية ، أكد في تصريح صحفي له ، أن الزلازل لا تقتل الناس، بل المباني هي التي تقتلهم. بحيث تعتبر المباني التي تفتقر إلى التنظيم ونقص الدعم الهيكلي من العوامل القاتلة المحتملة في المناطق ذات المخاطر الزلزالية العالية، مضيفا أن النشاط الزلزالي ليس ظاهرة غير عادية بالمغرب، ولتفادي وقوع ضحايا، شدد على ضرورة أن تكون قوانين البناء إلزامية، ويجب تحديثها بشكل دوري. ومع تعلم المزيد عن جيولوجيا الزلازل وتأثير الزلازل على المباني، يجب تحديث قوانين البناء بانتظام.
وأكد كادم أن هذه هي أفضل طريقة لحماية أنفسنا من هذه الظواهر الكارثية وعلى المخططين والحكام الإقليميين أن يعرفوا ذلك ويأخذوه بعين الاعتبار
وأشار الأستاذ عبد الغاني كادم، أن تاريخ الزلازل في المغرب يمتد لقرون، حيث يقع المغرب في منطقة تتعرض لنشاط زلزالي بسبب موقعه بالقرب من تقاطعات الصفائح التكتونية.